الانتخابات البرلمانية المقبلة بين تردد الشعب وتحديات الشرعية

الانتخابات البرلمانية المقبلة بين تردد الشعب وتحديات الشرعية

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، يزداد القلق من احتمالية حضول عزوف من أبناء الشعب العراقي عن المشاركة، ليس بدافع اللامبالاة، بل نتيجة شعور متراكم بالإحباط وفقدان الثقة.

لقد تفشّى الفساد بأنواعه كافة، حتى صار المواطن يرى أن صوته لا يغيّر في المعادلة شيئًا، وأنّ النتائج قد تعيد نفس الوجوه التي كانت سببًا مباشرًا في تراجع الخدمات وتفكك مؤسسات الدولة وتبديد المال العام.

إنّ الخطر الحقيقي لا يكمن في أسماء المرشحين بقدر ما يكمن في نظرة المواطن إلى الانتخابات كعملية لا تحمل جديدًا. ويزداد هذا الخطر مع عزوف  من المجتمع، أبرزهم:

التيار الصدري الذي يملك قاعدة شعبية واسعة.

التيار المدني الذي كان في صدارة حراك تشرين ورفع شعارات الإصلاح.

النخب الأكاديمية والثقافية التي أعلنت موقفها منقانون انتخاب قيل أنه مفصّل على مقاسات الأحزاب الكبرى.

غياب هذه الفئات عن صناديق الاقتراع يعني انتخابات محدودة المشاركة، أي برلمان ضعيف الشرعية، وبالتالي حكومة أضعف في مواجهة التحديات.

أيها الموظف، أيها المواطن العادي، صوتك ليس تفصيلاً. مقاطعتك قد تكون صرخة، لكن المشاركة الواعية هي التي تغيّر المعادلات إذا وجدت الثقة. وأنت صاحب المصلحة الأولى في بناء دولة عادلة تضمن لك حقوقك وأمانك.

أيها السادة الوزراء والمسؤولون، إن واجبكم التاريخي ليس فقط إدارة الوزارات، بل إعادة ثقة الناس بالدولة. لا يمكن تحقيق ذلك بوعود مؤقتة، بل عبر إجراءات صارمة لمحاربة الفساد، وإعادة النظر في القوانين الانتخابية لتكون عادلة وشفافة، وضمان أن تكون الانتخابات وسيلة حقيقية للتغيير لا لإعادة تدوير الفشل.

إنّ عزوف الشعب ليس مجرّد نسبة مئوية في تقارير المفوضية، بل هو قرار صريح على العملية السياسية برمتها. وإذا لم يُتخذ إصلاح جاد وشجاع، فقد نخسر ما تبقى من أمل المواطن بالديمقراطية.

#غفار_عفراوي
٦ اكتوبر ٢٠٢٥

ارسال التعليق