السياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط، بين المسوغات السياسية والصبغة الدينية..!!

السياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط، بين المسوغات السياسية والصبغة الدينية..!!

غيث العبيدي.

 

مخطئ من يظن ويعتقد أن السياسة الخارجية الأمريكية ومصالحها في العراق مرتبطة بفترة معينه، وحدث معين، وسواء كان الرئيس حمار أزرق مذعور «بايدن» أو فيل أحمر هائج «ترامب» فالعراق يحتل مكانة متقدمة في السياسات الخارجية الأمريكية، منذ عهود خلت في المجالات "السياسية والعسكرية والاقتصادية" فهو أحد أهم مفاتيح الشرق الأوسط، والجزء الأعلى قيمة عربيا، ونقطة الارتكاز الاهم للتوسعات الأمريكية في المنطقة، نظرا لما يتمتع به العراق من موقع جيوستراتيجي مميز، وإمكانات مادية كبيرة، وبلد طاقوي في حفظ وإنتاج الطاقة، ويمتلك القدرة على النشاطات المدنية المكثفة« برامج ومشاريع السفارة» من جانب والترويج للديمقراطية الأمريكية بنموذجها العراقي من جانب آخر، بالرغم من ظهور طابع عدم الارتياح المتبادل، و"الغالب من العراق" الا انها بالمجمل العام ومع اختلاف التفاصيل بين حقبة وحقبة ، ورئيس وأخر، سياسة "انتظار الاشياء البعيدة"

 

السياسة الأمريكية لأنتظار الاشياء البعيدة في العراق والشرق الأوسط.

 

 الصبغة الدينية.

 

العراق منطلق الصراعات الكونية المستقبلية، والتي نص عليها الانجيل والتوراة والروايات التاريخية الإسلامية، ورأت امريكا وهي صادقه في رؤيتها هذه على قدر تعلق الأمر بها، أن الكون نتاج لصراع بين الاخيار والأشرار في العالم، والاخيار من وجهة نظر أمريكية، هم "مؤمنين امريكا" أصدقاء السيد المسيح، فيما الاشرار هم؛ دجالين الشرق الاوسط، وكل من يتحالف معهم، وهي مدعوة لأن تتحمل مهامها السياسية والعسكرية الآنية، المؤهلة لمهمة مستقبلية دينية، وعليها أن تهيأ نفسها لها بشتى السبل.

الفتاوى الصادرة عن الكنائس الأمريكية، المستوحاة من نصوص انجيلية، وتوارتية بأسفارها وعهودها القديمة، وما قاله بوش الابن «ان السيد المسيح هو افضل فيلسوف سياسي لديه، أنقذه من الضلال ودله على الطريق المستقيم » والتى اخذت صداها في الدوائر الإعلامية الغربية، كانت احد أهم المسوغات والحجج والمسلمات، لشرعنة الحملة الدولية للقضاء على الإرهاب، كوسيلة إقناع أمام الشعب الامريكي، والشعوب الغربية عموما، على أن مؤمنين امريكا عازمين على محاربة دجالين الشرق، كألتزام أخلاقي لتثبيت ركائز المبادئ الأمريكية المنسجمة مع ألاحكام السماوية، وهذا هو بذاته ما يعلن عنه في تل أبيب اليوم، لتبرير حملاتها وأباداتها ومجازرها في قطاع غزة وجنوب لبنان.

 

 أمريكا والتقصى عن ظهور الامام المهدي"عج"

 

 البحث عن الحروب مؤجلة.

 

بعد أن انتشرت القواعد الأمريكية بعموم الكرة الأرضية، سواء تلك التي خلفت الاتحاد السوفيتي فيها، أو القواعد التي أستحدتثها مؤخرا، ذات التركيز العالمي الأكبر في الشرق الأوسط، حتى أصبح الإعلام ينعتها "بأمبراطورية القواعد" أو الإمبراطورية الطيبة الوحيدة في العالم، وفجأة وبدون سابق انذار، أعاد منجمين وعرافين البيت الأبيض، في عهد الرئيس الأمريكي الديمقراطي "جو بايدن" الفكرة المهدوية بطريقة أمريكية، وانه أي الامام المهدي"عج" «رجل أنتقامي مرعب» سيخلق تيه فكري، وفوضى عالمية، لا يستطيعون فيها الغرب الالتفاف حول منقذهم المقدس، وأمر إسقاط نظام  الرجل الانتقامي الغائب، من أهم مهمام السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العراق والشرق الأوسط، وانه لا بد من البحث عن معركة داخل معركة، أو حرب مؤجلة، أو خارج الزمن لمجابهتة والقضاء عليه.

 

التحولات الفكرية والثقافية، حتى في الأحزاب الديمقراطية الأمريكية، والتى توصف دائما بالغير متطرفة، يثبت بأنه لا فرق بين "الحمار الازرق والفيل الاحمر" فكلاهما من الحيوانات البشرية الفاقدة لمزاياها الإنسانية.

 

وبكيف الله.

ارسال التعليق