القمة العربية في المثل السائر :خمر قديم في كؤوس جديدة

القمة العربية في المثل السائر :خمر قديم في كؤوس جديدة

القمم العربية لم تنقطع من الاربعينيات في القرن السابق ، لكن قوة وجدية تلك القمم هي التي كانت تتغير على اساس نفوذ وتحولات الدول العظمى التي تحكم المنطقة ، والقوة والجدية المقصود بها الحضور الاعلامي والدعاية لتلك المؤتمرات فقط ذلك لأن الرؤساء والملوك والامراء الذين يحضرونها ليسوا اصحاب قرار ، وقادة العرب عادة تابعون للدول العظمى واملاءاتها ، ولذلك فكل حاكم عربي يشتغل لصالح الدولة العظمى التي وضعته على عرش الحكم ، فتجد الخليجيين يريدون تدمير العراق وتدمير سوريا ، والخليجي يرى ان اسرائيل اقرب اليه من العراق ، فالعروبة كانت وهما من الاوهام الكبرى دائما وتحولت الى اكثر وهمية عندما تقاسمت الدول العظمى دول العرب والشرق الاوسط ، واصبحت حماية مصالح المستعمرين اهم من حكاية الاخوة العربية ، ولكن في هذه القمة تعد عودة سورية الى الجامعة قصة خاصة وتعبير عن فشل الاشقاء العرب الاقحاح في سحق شقيقتهم دمشق تلبية لرغبة اسيادهم الكفار !
اما بالنسبة الى حضور العراق في القمة فسوف يكون حضوره ايجابيا اذا نجح في خدمة مصالحه، وتغيير اجندات الدول العربية تجاهه خاصة وان اغلبهم سعى ومازال الى سحقه واذلاله ، هل يستطيع العراق اقناع الكويت باعادة حقوقه البحرية والبرية ؟ هل يستطيع اقناع السعوديين باغلاق باب دعم الارهاب والتكفير ؟ هل يستطيع اجبار الاردن على تسليم المجرمين المطلوبين لبغداد المقيمين في عمان ؟ هل يستطيع استعادة امواله المسروقة وسراقها من الامارات وقطر ؟ العراق نفسه هل هو قادر على حضور هذه المؤتمرات برؤية وطنية واحدة وهو دولة مكونات وليس دولة مواطنة ؟ يعيش حالة المحاصصة والانقسام السياسي ؟ وهو بلد غير مستقل محتل مثل فلسطين وبيد اميركا كل ملفاته السياسية والامنية والاقتصادية ؟
كما تشهد القمة حضور دول التطبيع وعددها كبير لكن التطبيع فقد اهميته ولم يعد عامل توازن لصالح اسرائيل ، فالكيان المنخور اصبحت التحديات تأتيه من داخله، انقسامات الكيان وتمزقه السياسي والعنصري ، وتطور المقاومة الفلسطينية ، ودروس ، سيف القدس ، ووحدة الساحات، وثأر الاحرار ، والمستوطنون وحياة الملاجئ ، والردع الصاروخي وفشل القبة الحديدية ، فماذا يفعل الكيان بالتطبيع وهل سيحميه المطبعون؟ والتطبيع قديم ويجب ان يكون معلوما ان علاقة الحكام العرب باسرائيل بدأت وازدهرت منذ 1978 بعد كامب ديفد والسادات فضحهم في خطاباته عندما عيروه بزيارة القدس ومصافحة بيگن، اما اعلان التطبيع فهو اخراج تلك العلاقات القديمة من السر الى العلن.
اذا كانت القمة حقيقية فيفترض انها تفكر بحل جدي لمشاكل الاشقاء كاليمن ولبنان وليبيا والسودان وسورية وتونس وهم اعضاء واشقاء فلماذا لا تحل القمة مشاكلهم وتعيد الاستقرار الى هذه البلدان ؟ لماذا يجلس معك شقيقك العربي على طاولة واحدة وهو ينفذ مخططات اعداءك 

ارسال التعليق