تجارب الدول الناجحة..والسلوكيات المغلوطة ..!

تجارب الدول الناجحة..والسلوكيات المغلوطة ..!

الطبيعة الحقة للانسان الأمل وعدم اليأس والقنوط،والعمل وبكل مالدية من إيمان، بالله وبنفسه والفكر والهدف الذي يحمله ،وأن الاخفاق وعدم النجاح المؤقت ،أمران طبيعيان لابد إن يرافقا مسيرة حياة الشعوب والأفراد على امتداد التاريخ ، وفي اعتباراتنا دائما مانقول (إن لم تخطىء لا تتعلم )، فليس هناك من نجاح او فشل مطلق على طول الخط .
لابد من الإعتراف بتراكم مضطرد، لتجارب الشعوب الناجحه ،وهي الآن جزء من تاريخ النهضة الانسانية الحديثة، تحمل في ثناياها قواعد سياسية واجتماعية وفكرية،كانت خلف كل النجاحات ألتي احرزت فلايمكن تجاهلها والتنكر لها ،لأن لها مايدعمها في واقع تلك الشعوب ومجمل حراكها .
فالتعددية اللغوية والدينية والمذهبية، والفقر المدقع ،والحرب الأهلية في بعض الأحيان ،وتخلف جميع القطاعات كانت مشاكل معقدة وعويصه، وتشكل تحديا كبيرا وخطيرا لساسة تلك البلدان ،إذ لم تكن الأرض مفروشة لهم بالورد والياسمين ، لكن بالإرادة الوطنية المخلصه ،والحراك السياسي الصادق والنزيه والإصرار على النجاح والإصلاح والتغير، مكنهم من تحقيق طموحات شعوبهم وماتصبوا إليه.
فلن نجد لو حاولنا تتبع تلك التجارب ودراستها بتمهل ،أي أثر لمحاصصة قائمة على المغانم وتقاسمها ،ولا إهتمام غير مسبوق بالمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، ولا احزاب تتشكل على أسس دينية اوطائفية أو قومية ،واحترام مفهوم( مالقيصر لقيصر ومالله لله ) ،ولن تجد مناكفات أو تقاطعات سياسية معرقلة للمسيرة ولا تصفيات للخصوم والنيل منهم بشتى الوسائل والسبل، ولو وجدت تلك المساويء والسلوكيات السياسية المغلوطة، فلن يكتب لها النجاح أو الإستمرار ويتم تعريتها سريعا وايقفها، من خلال قضاء نزية وقانون نافذ بقوة ،واعلام وطني حر وشريف، ووعي شعبي متنامي، فتقبر في مهدها ولن يكتب لها الديمومة أو البقاء، وساسة تلك البلدان ونخبهم ومفكريهم، عملوا كل مافي وسعهم على ترسيخ دولة المواطنة الجامعة للكل، واللعب على أوتار المصالحة الوطنية والتوزيع العادل للثروة وتكافيء الفرص.
العراق جزء لايتجزاء ابدا من المجموعة البشريه ،ودولة مهمة في موقعها الاستراتيجي، وتعدد ثرواتها ودورها التاريخي ، وهو الآن بصدد ترصين ديمقراطيته الوليده وترسيخ مساره السياسي، بالحيلولة دون انزلاق العراق وتحوله مجددا إلى دوله دكتاتورية فاشله قامعه للحريات ،ولكل تحول مدني وحداثي.
ولما كانت مشاكل العراق ،شبيهه بمشاكل الكثير من تلك البلدان التي نهضت وتطورت بعد سبات طويل، فعلى طبقتنا السياسيه إن يبرهنوا على حرصهم ووطنيتهم واخلاصهم لشعبهم وبلدهم العراق ،إن يقوموا بدراسة تلك التجارب ،بعمق وتروي واستلهامها جيدا وتطبيقها على واقعنا،سواءا منها تجارب بلدان اسيويه، أو اوربيه، أو أمريكية لاتينيه،
من أجل العبور بالعراق وشعبة إلى بر الأمان والجادة الصحيح.

ارسال التعليق