حرب الأدمغة على خط الزلازل
فجأة يظهرالسيد نصر الله مبهرا جمهوره كما العدو في حضوره مراسم عاشوراء في شوارع الضاحية ليتحدث اليهم لبضعة دقائق , ليس فقط ليبعث رسالة تحد للعدو وهو يغطي سماء لبنان بسرب من طائراته قائلا له اننا نتسلح اكثر فاكثر , بل وليهزأ من اعتى قوة استخبارية في العالم وهي السي آي اي واصفا اياها بالمخبر الصغير الذي يعمل لدى الموساد الصهيوني .
ثم فجاة ايضا ما هي الا ايام حتى يكشف قسم مكافحة التجسس في امن المقاومة عن الشبكة الكاملة لمحطة عوكر للجاسوسية في لبنان بتفصيل الاسماء والتواريخ .
وفجأة ايضا تسقط اخطر طائرة تجسس امريكية استخباراتية من دون طيار من نوع ال كيو 170في شباك امن استخبارات الحرس الثوري ليتم انزالها من اعالي السماء الايرانية على صحراء طبس حيث تحطمت عملية كارتر الشهيرة لتحرير الرهائن الامريكيين , وذلك على نحو 250 كيلومترا من الحدود الشرقية لايران مع افغانستان .
و فجاة ايضا وايضا يظهر عميل الاف بي آي الامريكي الجنسية الذي اختفى في جزيرة كيش الايرانية الحرة روبرت ليفنسون في العام 2007 نعم يظهر على شريط فيديو تقول عائلته انها تحتفظ به وهو يناشد الحكومة الامريكية لاطلاق سراحه من ايدي خاطفيه الذين لا يعرفهم .
وفجاة كذلك يتاجل اجتماع وزراء الخارجية العرب حول سوريا الى الاسبوع المقبل بعد زيارة مفاجئة ايضا وغير مسبوقة لامين عام الجامعة العربية الى بغداد خاطبا ودها وطالبا منها التوسط لدى دمشق .
وفجاة اخرى يتحول رئيس الاستخبارات السعودي تركي الفيصل من صقر يطالب بالتسلح النووي نعم التسلح النووي لبلاده لان العالم على حد زعمه لم يتمكن من اقناع ايران من التخلي عن تسلحها , الى حمامة سلام ليقول لا نريد ليبيا اخرى في سورية .
وفجاة ايضا وايضا يظهر تصريح ودود وودود جدا من حاكم دبي الشقيقة ليذكر العالم ما ظلت تؤكد عليه طهران "بانها لا تسعى لاي تسلح نووي وان ايران دولة مسلمة شقيقة وجارة لابد من الاهتمام بها والتعاون معها باحسن ما يكون" .
واخيرا وليس آخرا وفجاة ايضا وايضا يظهر تصريح لبرهان غليون رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني او مجلس اسطنبول يطالب فيه بوقف الهجمات المسلحة على الجيش السوري منعا لما سماه البعض عسكرة الانتفاضة , فيما رآه البعض نزولا عند امر عمليات فرنسي قطري تركي ياتي على خلفية اخفاقات متتالية في لي ذراع الاسد او اجباره على التوقيع على بروتوكول اذعان يفضي الى تدخل اجنبي بات في خبر كان بعد ان راهن عليه كثيرون .
البعض عزا كل تلك المفاجآت الى الضربات المدوية التي وجهها كل من ايران وحزب الله لمنظومة الاستخبارية الامريكية في المنطقة وما تلاها من سقوط ذريع غير مسبوق لتلك المنظومة واذرعها المحلية في حرب الادمغة وكذلك على ما وقع بيد دمشق من معلومات خطيرة عن تورط قوى اقليمية في الحرب عليها ما جعل خصمهم يحصل على صيد ثمين ومعلومات قيمة تتطلب من الطرف الآخر مراجعة كافة خططه وحساباته السابقة .
لكن هذا بحد ذاته كما يضيف العارفون بخفايا الامور قد يدخل المنطقة على خط الزلازل هذه المرة لاسيما بعد سفر الهروب الامريكي الكبير من العراق وما ينتظر ان تكشف عنه كلا من بغداد وطهران في بداية السنة الميلادية الجديدة من اسرار وصول امبراطورية الشيطان الاكبر الى شفير الهاوية .
في هذه الاثناء ثمة من يحذر في طهران بقوة من اللجوء الى خيارات مسعورة مثل تلك التي يروج لها نتن ياهو اي اسقاط نظام دمشق عن طريق حرب اقليمية شاملة بدلا عن خيار الانتفاضة المسلحة الذي فشل فشل ذريعا ويدعو الى قرائة متانية وعاقلة لما يجري من تبدلات جذرية في موازين القوى الدولية افضت الى افول نجم الاحادية الامريكية واحتمال انفجار الاتحاد الاوروبي من الداخل كما جاء على لسان ساكن الاليزيه الحالم بزعامة اوروبا المتهاوية على خلفية اقتصاد عالمي يتفتت .ويعزو اصرار كل من موسكو وبكين على الوقوف بحزم الى جانب سوريا الاسد والتصدي لاي خيار عسكري ضد دمشق الى هذا التبدل كما يقول خبراء ايرانيون لصيقون بالقيادة الايرانية العليا .
وهنا لا يفوت طهران من ان تنبه بعض اصدقائها كما بعض خصومها من مساوئ قراءة سياساتها خطأ واتهامها باطلا بانها لا تقف مع ثورات شعوب المنطقة او انها تميزفيما بينها لتؤكد بان المهم فيما يجري ليس النوايا وانما نتائج اتخاذ هذه السياسة او تلك .وتعتبر طهران بان المع?ار الوحيد الذي يحمي الجميع في هذا السياق وفي ظل محاولة واشنطن لخلط اوراق الثورات العربية والاسلامية هو ان تكون مع فلسطين وقوى المقاومة او تكون مع من يعتبر" بان شعب فلسطين شعب مختلق ومجموعات ارهابية وضعت بوجه اسرائيل " كما جاء على لسان المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية غينغريش .
فالثورة والثوار اليوم في مفترق طرق كما تقول طهران فاما ان تكون مع سلاح المقاومة علنا او انك ستضطر حتما للوقوف الى جانب مرشح الرئاسة الامريكي الآنف الذكر .. و من ثم فان اي وصفة مهما كانت سحرية عن العدالة والتنمية او الحرية او الديمقراطية لا معنى لها دون هذا الانتخاب اولا . وان التمترس خلف الطوائف او المذاهب او حتى الحديث باسم الدين مهما كان بليغا في شرح الحريات وحقوق الانسان والديمقراطية يبقى حبرا على ورق اذا لم يتماهى مع الدفاع بالمطلق ودون شروط عن عودة فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر لاهلها الحقيقيين وهذا ما لن يتم الا باشهار موقف الدفاع عن سلاح المقاومة وتعميم ثقافتها والتبرؤ من الفرنجة الذين يتمترسون خلف اسوار عواصمنا لنزعنا اياه .اما ان تستقوي بالاجنبي على اهلك ووطنك وتسلمه عرضك وارضك مقابل سلطة زائلة ولو بالحرب الاهلية اوقتل ثلث شعبك او ثلاثة ارباعه ربما , فهذا ما لا يمكن ان تجمع عليه الجماعة الوطنية في اي مكان كان لا في سوريا ولا في غير سوريا بالمطلق.
ارسال التعليق