حزب البعث ودمج الأفكار الإسلامية وصناعة التطرف
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
تبنى حزب البعث ”فرع العراق“ العلمانية كأيدولوجية ذات قيمة عليا، منذ تأسيسة حتى تسعينيات القرن الماضى، وتطورت ممارساته السياسية والحزبية، حتى إطرها وبلور عناوينها وجعل ”الله“ فيها شكل مختلف لهيكل محنط، حتى قال شاعرهم..«آمنت بالبعث ربآ لا شريك له.. وبالعروبة دينا ماله ثان» والمؤسسات الدينية متاحف مرعبة، ورجال الدين مومياوات متشنجه، حتى أتى الوقت الذي طرح فيه الملعون صدام حسين على قيادات حزبه السؤال التالي..
هل طبيعة حزب البعث علمانية أم إيمانية؟
فأجاب عليه بنفسه، أنه أختار أن يكون أيمانيآ !! وبدوري أتسائل..
مالذي دعا صدام حسين إلى أن يتحول بحزب البعث، من علماني ذو اتجاه واحد، لأيماني بآثار مازالت شاخصة إلى يومنا هذا ؟
الاجابة الأكثر دقة لهذا السؤال هو؛ الحاجة الماسة لتناول الممنوع، بداع ”صناعة تيارات دينية سنية وشيعية متطرفة“ حتى يتحكم صدام حسين، طالما هو المسؤول الأول في العراق، بتوجهات المجتمع الدينية من جانب، ومن جانب آخر، للحفاظ على تأثيرات البعث ما بعد البعث، فأن مات صدام لا تموت التيارات المتطرفة، والتي من الممكن أن ترسم مساحات بعثية بتكتيكات جديدة لعصر عودة جديد.
▪️ العودة الطوعية.
تحاول بعض الأطراف السياسية والدينية والاجتماعية في داخل العراق وخارجه، تحسين جودة البعث، عبر التأكيد المستمر على بعض برامجه الصحيحه، والذهاب بها نحو التكامل، بخطوات إعلامية سحرية، وبعمليات ذهنية مؤثرة، وعلى شكل دفعات، لإعادة تشغيل البعث من جديد، على أيدي اجيال لا تعرف عن البعث الا اسمه، تمهيداً لعودة طوعية جزئية لأحضان البعث، متوافقه مع الواقع الاجتماعي الحالي.
▪️ الرفض للنظام السياسي الحالي وإخلاء الفضاء أمام البعث.
علينا أن نعرف أن بوكا، القاعدة، داعش، بعض عشائر الغربية، وادي حوران، الفصائل والتنظيمات الإرهابية الموجودة حاليا في سوريا، تسميات لمجاميع مرتبطة بحزب البعث، وجميعها من الأجيال الرافضة للنظام السياسي الشيعي في العراق، وأن الأيديولوجية الدينية التي لجأ إليها صدام والبعث البائد حتى وإن سبقته لها بعض الأنظمة العربية، إلا أنها ستكون اكثر فعاليه في حال نشطت بغير الطريقة التي نشط بها داعش في الداخل العراقي، لكونها ستدعم من ثلاثة أطراف..
امريكا وأغلب سنة المنطقة الشمالية والغربية بأجنحتهم السياسية والعسكرية المسلحة، بالإضافة الى المستائين من حكم الشيعة من الشيعه أنفسهم، والتواصل والمراجعات مع كل ماذكر أعلاه، بخصوص الحالة العراقية مستمرة، وهي الطريقة الوحيدة لمنع النظام السياسي الحالي في العراق من انتاج نفسه، لكن لم يحن وقتها بعد.
وبكيف الله.
ارسال التعليق