سرقوا المهدي وهم قانتون
في ليلة النصف من شعبان ، يتجدد مصدر الالهام الروحي ويتألق حلم البشرية بولادة المنقذ المهدي . وبقدر ما كان هذا النبراس المقدس يزداد توهجا في الضمائر عبر العصور ، وبقدر ما غسل العشاق املهم المرتجى بدماء الشهادة المتجددة كل عصر ، يظهر في طريق الفتنة والتلبيس والسيرك الطائفي والاستثمار الديني كثير من منتحلي المهدوية وعقيدتها كشبكة ساحرة لصيد المغفلين . ينتحلونها اسما ، او ينتحلونها مبدءا وشعارا . حتى اصبح التشيع رهين الفتنتين ، فتنة العدو الناصب الواضح الذي لا يخفى حقده ولا يبرد كمده . وفتنة المدعي للمهدوية اسما او رسما . والثانية اخطر من الاولى ، اذ يأتيك الذئب بثوب الحمل والساحر بثوب الكاهن . انتظار الظهور عبادة بالنص النبوي . وثقافة الانتظار الايجابي تقتضي محاربة الزيف والانكفاء واليأس والغباء العقيدي ، ثقافة الانتظار الايجابي تقتضي ردع من يدعي اتباع سبيل المهدي قولا وهو يعاديه عملا . ثقافة الانتظار تقتضي استمرار حاكمية الاسلام وتجسيد العدالة ودفع الظلم وقمع الفساد بكتابة الدساتير وتطبيقها وممارسة البيعة بالانتخابات غير المزيفة واتخاذ ائمة عادلين يدخلون السرور على قلب من هو عدل القرآن وامام الانس والجان ، على المنتظرين ان يشيدوا اركان دولة التمهيد العادلة ، ويتحلوا بشمائل الممهدين ، عليهم مكافحة الانحراف المقنع ، والطبقية ومكافحة القداسة المختلقة التي يتغلف بها رموز الفساد ، ومحاربة اسطورة النقاء العرقي او الاسري ، ومحاربة الاستعلاء والتكبر والانانية والعمالة ، ووضع معايير صارمة تقدم الاصلح للقيادة وخدمة الناس ولو كان من رعاة الغنم ، وتردع الافسد وان كان علما ابن علم . هذه اخلاق المنتظرين . المهدي لا يريد منكم خطابات كاذبة ، واضوية ملونة تملأ الشوارع ، ولا يريد اناشيدكم وتصفيقكم ، يريد الاستقامة والتقوى واقامة العدل والتواضع والزهد وخدمة المستضعفين .
ارسال التعليق