شُعيّط ومُعيّط. حين اختار محور المقاومة أن يُضحك خصومه

شُعيّط ومُعيّط. حين اختار محور المقاومة أن يُضحك خصومه

كاظم سلمان ابو رغيف                                       من كان يصدق أن محور المقاومة، الذي سطّر ملحمته بدماء أطهر الرجال، سينحدر يومًا إلى حدّ ترشيح

؛؛شُعيّط ومُعيّط؛؛ لتمثيله في سباق السياسة؟!

أي عبث هذا؟ أي سقوط في الذوق الثوري؟

هل نفدَ الرجال حتى استُبدلَت صور الشهداء بصور مهرّجين يوزّعون الشعارات كما تُوزَّع أوراق الدعاية عند أبواب الأسواق؟

 

كان محور المقاومة مدرسة تُخرّج الرجال الذين يستحي التاريخ أن يقف أمامهم إلا وقوف الإجلال، واليوم صار مكتب ترشيحات يُخرّج من لا يفرّق بين “القدس” و”الكرادة”، ولا بين “المجاهد” و”الناشط”، ولا بين “المعركة” و”المنشور”.

 

 شُعيّط ومُعيّط.. في ميدان الانتخابات

 

ظهر شُعيّط ومُعيّط في موسم الانتخابات، يحملان على صدريهما صورة المقاومة كما يحمل بائع الكص صورة الزعيم تيمّنًا لا عقيدة.

يتحدث شُعيّط في الفضائية عن “تضحيات المحور”، وهو لم يخرج من دكانه يوم سقطت المدن بيد داعش.

ويردّ مُعيّط عليه في ندوة أخرى قائلاً: “نحن أبناء الميدان”، والميدان الذي يعرفه لا يتجاوز مقهى رضا علوان او غيرها من مقاهي المدن!

 

يُتلى البيان؛؛الهزيل؛؛ الانتخابي،

فتُغتال معه هيبة الشهداء،

ويُستبدل “دمُ قاسم” بـ “دعاية قاسم”، و”حكمة الحشد” بـ “ابتسامة الفوتوشوب”.

 

 المقاومة لم تكن إعلانًا انتخابيًا

 

المقاومة كانت قسمًا على الموت لا وعدًا بالمنصب، وكانت باب الله المفتوح للكرامة، لا سلّماً لتسلق البرلمان.

لكن حين صار القرار بيد من لا يعرفون معنى “الزحف على الركب في الليل البهيم”، استُدعي شُعيّط ومُعيّط ليكونا الوجه الإعلامي لمحورٍ كان يخيف نصف العالم!

أصبح المحور الذي يُرعب الصهاينة بحاجة إلى مُرشّح يصرّح في بثّ مباشر بأنه “كان مؤيّدًا للمقاومة من بعيد”! وأنه صديق للمقاومين ليس إلا!!

خوفا من درونات الاعداء….وتنصت الشركاء….

 

أيّ بُعدٍ هذا؟

البعد الذي يفصل الميادين عن الاستوديوهات، والصدق عن التمثيل.

 

المقاومة فكرة لا تُمسح بأصابع الطارئين….

ولو ماينفع المصيوب فزع الگرابة…. وهو البچي شيفيد للمضى صوابه…

لكن أقول :-

 

يا محور المقاومة، إن كنتم قد تعبتم من حمل الراية، فلا تسلّموها لمهرّجَين يحسبان أن “المجد” صورة في يافطة، أو أن “الدم” مجرّد شعار يُطبع على البنرات.

شُعيّط ومُعيّط لا يعرفان ما معنى أن يخرج المرء ولا يعود إلا في تابوت مكلّل بعلمٍ يرفعه الناس لا الحزب.

هم يعرفون فقط كيف يصفّقون في المهرجانات، وكيف يعدّلون المايكروفون قبل الكلمة…..

 

كلمة أخيرة

 

حين تُدار المقاومة بالعلاقات العامة، ويُختزل نضالها في إعلان انتخابي، فاعلم أن شُعيّط ومُعيّط قد وصلا.

وما بعد وصولهما إلا زمنٌ يُضحك الأعداء ويبكي الأصدقاء.

 

لقد أضاع المحور حكمته، واستبدل فرسانه بالممثلين، وباتت دماء الشهداء تُوظّف كديكورٍ لحملاتٍ رخيصة، بعد أن كانت تُلهب جبهات النزال.

 

> رحم الله من قاوم الاحتلال بصمته، ولم يبع صموده بصوتٍ في دعاية انتخابية.

رحم الله رجال الله، أما أشباه الرجال، فبينهم وبين المقاومة كما بين “شعيّط ومعيط” وبين البطولة… أمدٌ من الخيبة لا يُقاس.

ارسال التعليق