متغيرات الربيع العربي وحرب غزة !!
عادت القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد بعد موجة من المتغيرات السياسية التي طالت دولا كبيرة في منطقة الشرق الاوسط بفعل ثورات شعبية سميت لاحقا بثورات الربيع العربي ولان فلسطين عربية فهي معنية اكثر من غيرها بهذه المتغيرات كون الصاعدين الى سدة الحكم خلفاء للانظمة الديكتاورية التقليدية قوى اسلامية ترفض ي ادبياتها التعاطي بالرفق واللين مع الكيان الاسرائيلي الغاصب . عودة القضية الفلسطينية هذه المرة جاءت بعد تهديد حقيقي لامن الكيان بحسب قيادته العسكرية والسياسية التي استحسنت توقيته ودفعت بسلاح طيرانها لضرب غزة وتدمير ما يمكن تدميره بانتظار ردود افعال حكومات بلدان الربيع العربي لقياس مدى تاثيرها وجديتها في التعاطي مع هذا الحدث الساخن الذي يعد تحديا لها وامتحانا للقوى الاسلامية الحاكمة ومدى قدرتها على الاستمرار بقوة في اقناع جمهورها بانها صاحبة قضية بعيدا عن المتاجرة بالشعارات التي اعتاد المواطن العربي على ترديدها وسماعها باستمرار ولعل الرسالة التي وجهها قادة الكيان الاسرائيلي الغاصب اريد لها ان تمرر تستهدف الاخوان في مصر قبل غيرهم كونهم الجار اللصيق لغزة واعداء نظام مبارك الذي داب على المسالمة والصفح والتقليل من حجم جرائم الصهاينة و عظيم المصائب والمحن التي عاشها الفلسطينيون لذلك كان رد الرئيس المصري مرسي في ظل هذا الفهم متوازنا نوعا ما بانتظار متغيرات اخرى يمكن ان تحدث على الارض ولعله بسحب سفير مصر في تل ابيب واستدعاء سفير الكيان الاسرائيلي في القاهرة الذي غادرها بالفعل كذلك ارسال وفد مصري رسي الى غزة والحديث عن ان مصر لن تقف مكتوفة الايدي ازاء ما يتعرض له القطاع من تدمير وحرب على يد اركان حرب اسرائيل كل ذلك شكل منعطفا مهما في حساب الغالب والمغلوب على الارض التي تشهد متغيرا يمكن وصفه بالحاسم في هذا التوقيت فلم يعد هناك مجال للمناورة من قبل كلا الطرفين وان كان المتضرر الاكبر في ظل هذه الظروف هم المواطنين الابرياء الذي يذبحون ويقتلون بالجملة في ظل حرب ستكون مدمرة ان استمرت على هذه الوتيرة من التصعيد من قبل سلاح الجو الاسرائيلي واقدمت قيادة الكيان على خوض حربها بالتوغل الى عمق قطاع غزة بقواتها البرية ودباباتها عند ذاك يكون الامتحان صعبا للغاية على مرسي وفريقه وقواعده سيما وان حكام الخليج يصرون على خطابهم القديم المتعدد الوجوه وهذا ما اتضح في بيان قطر وردة فعل السعودية التي بقيت في اطار كلاسيكيتها وعلى وتيرتها كانت ردة فعل مدعي زعامة العالم الاسلامي الجديدة حليف اسرائيل التركي اردوغان والتي كانت خجولة للغاية فيما انشغلت كلا من الاردن بتظاهرات ازالة واسقاط الملك عبدالله وثورة ارتفاع اسعار المحروقات اما سوريا فهي رهينة حربها الداخلية مع العناصر المسلحة المدعومة خليجيا وتركيا . الملفت ايضا في قضية غزة والحرب التي تتعرض لها هو تحميل الفصائل الفلسطينية الاسلامية تبعات هذه الحرب وربما يعد هذا الفهم لان صواريخهم المحلية الصنع كانت تأتيهم من بوابة ايران صاحبة المصلحة الاكبر في تاجيج الصراع لتخفف الضغوط عن برنامجها النووي بحسب مدعى البعض متناسين ان القوات الاسرائيلية كانت تستعد لمثل هذه الحرب العدوانية بشكل متصاعد ومناوراتها الاخيرة تكشف بشكل لا لبس فيه ان هذه الحرب قد هيء لها وانها امر تم حسمه وتدبيره للاسباب التي ذكرتها انفا واولها جس نبض الحكومات الصاعدة على انقاض ديكتاتوريات ما سمي بمعسكر الاعتدال العربي وثانيها توجيه رسالة لحزب الله بانها قادرة على التعامل مع صواريخه بنفس القدر من الكفاءة التي تتصدى فيها لصواريخ حماس والجهاد الاسلامي وهي انما تختبر عمليا قبتها الحديدية وبالتالي فهي توجه رسالتها الاعم لايران وكل الدول التي تريد ان تقف بالضد من طموحاتها في فرض تسوية تريدها هي لديمومة بقائها وتوسعها متى شاءت واردت غير ملتفتة لما يريده معسكرا المقاومة والاعتدال وهذا بيت القصيد والمراد التعامل معه بجدية من وراء كل هذه الجعجعة المفتعلة ...
ارسال التعليق