ولاية بطيخ..أم ولاية الحسين
ايليا امامي ||
* بالتزامن مع شهر الحسين عليه السلام .. قناة دجلة وبرنامج ولاية بطيخ .. يعلنون العودة (بكوميديا مختلفة ومميزة لهذا العام) !!
* إنه الصراع بين ثقافتين بأجلى صوره .. ثقافة (لا يوم كيومك أبا عبد الله) .. وثقافة (شرب شرب)!
وأي تبرير .. أو رمي لما يجري في مركب الصدفة .. هو هروب من الظل إلى الضلال .. ومن الصعب إلى المحال.
* أما علي فاضل .. فقد كان في العام الماضي يبحث عن (برج الحسين عليه السلام) ليتعرف عليه من خلال برجه !!
ولا أدري هل وجد برج الحسين عليه السلام يدعوه للرقص والكوميديا في أيام شهادته الأليمة ؟
* أرسل في تلك الحلقة التي تكلم فيها عن الحسين عليه السلام .. أكثر من رسالة يلمح فيها أن فهم هذه المواكب المسكينة للحسين هو فهم ساذج .. وبشرنا بفهم أعمق لروح النهضة الحسينية .. ولكن لم نتوقع أن هذا الفهم الأعمق سيظهر على شكل كوميديا في عاشوراء..
نعم ولم لا ؟ ربما وصل إلى قناعة أن معنى ( الحسين استشهد لأجل سعادة الأمة) هو أن نحتفل ونرقص ونضحك في ذكرى فاجعته !!
* في شهر رمضان الأخير خرج علينا بمسلسل العائلة X وهو يصنع مشاهد للإبن المتدين يتعرض للضرب على يد أبيه العلماني .. وكانت قصة الحلقة إن الأب يريد تربية كلب في داخل البيت .. وعندما اعترض ولده أصبح الأب مخيراً بين الكلب والإبن .. فاختار الكلب .. هكذا هي قرارات الآباء في عالم علي فاضل.
وبعد المسلسل قال في إحدى المقابلات مع الإعلامي صدام هاشم (أنا كلت لإبني بابا الدين بعد وكت عليه بعدك زغير) ويبدو أنه لم يقلها صراحة (إذا صرت متدين فالكلب أحسن منك) !!
* يبدو أن علي فاضل صاحب ثقافة (شرب شرب) يرى أنه اليوم فوق الجميع .. ويريد أن يصبح إيليا كازان للفن العراقي !
الرجل يعرف جيداً أن الطريق متاح أمامه للتمادي أكثر .. فهو يرى حكومة لا تثق بنفسها .. ولم تحسم أمرها .. هل هي مع حفظ الدين والأخلاق أم لا ! بل طبقة سياسية تمر بأسوأ مرحلة من الترنح وفقدان الهوية .. وصلها أي سياسي من قبل.
طبقة سياسية .. تعيش أقسى حالات الشزوفرينيا والانفصام .. بين اللحية والعمامة والتاريخ الجهادي والأسر العلمية .. وبين متطلبات السفيرة الأمريكية وعوائد صالات القمار والفاشينستات !!
* كما ويرى علي فاضل .. شعباً تنطلي عليه أبسط الخدع والمقولات الساذجة .. ولا يفرق بين الفن والاستهتار .. ويسهل أن تجد له مبرراً لكي يضحك حتى في يوم عاشوراء .. لأن مجتمعاً عديم الثقافة والمعرفة .. سرعان ما يصبح عديم الإحساس والغيرة على عقيدته .. ويغرق في التجهيل.
* وأما قناة دجلة .. فقبل أربع سنوات (2020م) قامت ببث حفلات الغناء في ليلة عاشوراء .. مما أدى لاقتحام وإحراق مقرها من قبل الجمهور الغاضب.
بينما كان الجمهور الحائر في انتمائه .. متردد حول صوابية رد الفعل .. ويبرر لنفسه أن فعلاً يشوبه الاستغلال السياسي من قبل التوثية والجداحة .. لا يجب تأييده !!
وبعد أربع سنوات تعود قناة دجلة لتجس نبضنا .. يا ترى هل تركنا الحسين عليه السلام وسنمد أعناقنا ونسكت .. أم ما زال فينا غضب للحسين عليه السلام ؟!
عجيب إصرار هذه القناة على تحطيم الأعراف والدين والمقدس .. وعجيب خنوع هذه الطبقة السياسية التي ما زالت تثير دهشتنا في استعدادها اللامتناهي لبيع مبادئها والبقاء في الحكم!!
وكالعادة .. شيعة الحسين عليه السلام لم ينتظروا أحداً حين حملوا اسمه لكل العالم بدمائهم وأموالهم وكل ما يملكون .. ولن ينتظر أحداً في صفع من يتجرأ على هذا الإسم.
* ليس المطلوب إيقاف البرنامج والاعتذار .. فقد شبعنا من هذه السخافات ومازالت نية الإساءة موجودة ..
بل المطلوب أن يفهم هؤلاء الأراذل .. أن محاولتهم لتحطيم العقال والجنوب والأخلاق والحسين .. ميؤوس منها.
ارسال التعليق