الرصاصة الناطقة

الرصاصة الناطقة

 

 

بكل الفخر والشرف و(الهدف) اضع مقدمة ما اود الحديث عنه " احدى درر الامام الحسين عليه السلام  في وصف الكلمة حيث قال :  كبرت كلمة ! وهل البيعة إلا كلمة ؟ ما دين المرء سوى كلمة ما شرف الرجل سوى كلمة .

 

بهذا الكلام البليغ والوصف الرائع نعرف ما للكلمة من اثر كبير في الاطلاق او التطبيق وعلى اثره ندخل في غور ما تفعله الكلمة "سلبا" في التأثير والهدم والقتل احيانا "على وجه التشبيه" خاصة حين تطلق من اصحاب الكلمة اصحاب القلم اصحاب الرأي اصحاب التأثير فتفعل ما تفعله الرصاصة بل اكثر وهذا ما لا يختلف عليه اثنان فمن المستحيل ان يوجد من ينكر تاثير فعل الكلمة سواء على مستوى شخصي او على مستوى اجتماعي عام والنتيجة تكون قتل الشخص، قتل روحه في كثير من الأحيان، وهو أخطر من إنهاء حياته , اذ ان الكلمة تقتل كما تقتل الرصاصة المنطلقة من فوهة مسدس فيجب ان نفكر قبل أن نتحدث مع الآخرين او نتحدث عنهم .

 

اليوم تتعرض الاف الارواح الى القتل المعنوي من خلال النشر في مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبح اتجاهها في الآونة الأخيرة، بكثافة، إلى التشبه بساحات الحرب والثأر وتبادل الكراهية والحقد والتسقيط وهذه الاشياء لا تعتمد على اي اساسيات صحيحة او مبررة سوى العزة بالنفس التي تقود بصاحبها الى استخدام سلاح كلمته في قتل اخيه المسلم عبر منشور او تعليق وهكذا تكون الضغينة متوارثة ومتداولة خاصة اذا وجدت البيئة المناسبة التي تشجع وتحتوي هكذا سلوكيات وعقول صغيرة وتفكير محدود واعمار مراهقين  وتنتشر آفة القتل بالكلام وعدم مراعاة نفسيات المتلقين والمقصودين وبذا نكون قد فتحنا جبة قتالية جديدة تضاف الى ما نعانيه من معارك مادية ومعنوية في الحياة  .  

 

هل لنا أن نتحكم ونراقب مسدسات أفواهنا وأقلامنا  حتى لا تنطلق منها كلمة قاتلة وإن لم تقتل فلابد أن تجرح بعمق ، هل لنا ان نعيد صياغة القديم ونحاول فهم معانيه من جديد,  هل نتمهل قبل الشروع بالقتل بكلماتنا , هل نتمهل قبل أن نشهر سيوف حروفنا, هل ممكن ذلك قبل أن نحدث ثقباً بالروح

ارسال التعليق