النجف الأشرف .. المدينة التي تشرفت بحمل الثقل الأكبر من شرف خدمة زوار الأربعين

النجف الأشرف .. المدينة التي تشرفت بحمل الثقل الأكبر من شرف خدمة زوار الأربعين

 أحمد رضا المؤمن 

رئيس ملتقى النجف الأشرف الثقافي

==============

 

تحية حُسينية خالصة لأهالي النجف الأشرف الكُرماء لتحملهم الجزء الأكبر من شرف ضيافة زوار الأربعين

 

نعم أخوتي وأخواتي .. النجف الأشرف تتحمل الجزء الأكبر من شرف الضيافة ، ولكن كيف ؟؟

 

يمكن معرفة ذلك ببساطة من خلال عدة أمور (لمن لا يعرف أهل النجف وكرمهم وضيافتهم) وهو أن :

 

١/ كل زوار الأربعين القادمين من كل أنحاء العالم عبر مطار النجف الأشرف الدولي ، يبدؤون زيارتهم بزيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتستمر بضعة أيام قبل أن يقصدون كربلاء المقدسة وهم بأعداد هائلة كما هو معروف .

 

٢/ كل زوار المحافظات الجنوبية (الديوانية ، المثنى ، البصرة ، ذي قار ، ميسان .. إلخ) يمرون بالنجف الأشرف ومواكبها والكثير منهم يبيت عند معارفه وأصدقاءه من أهالي النجف الأشرف وضواحيها ليؤدي مراسم زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قبل أن يستأنف مسيره المبارك إلى كربلاء الحسين عليه السلام .

 

٣/ كل زوار الأربعين الذين يدخلون العراق مشياً عبر الحدود العراقية – الكويتية (منفذ سفوان) من أبناء دول الخليج العربية هم أيضاً يسيرون بنفس طريق أهالي البصرة لحين وصولهم للنجف الأشرف وبقاءهم فيها لبضعة أيام أيضاً لزيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قبل إنطلاقهم إلى كربلاء المقدسة .

 

٤/ كل أو معظم الزوار الإيرانيين (وهم الثقل الأكبر) سواء من يدخلون العراق عبر مطار النجف الأشرف الدولي أو عبر المنافذ الحدودية البرية يمرون بالنجف الأشرف لزيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ثم يستأنفون مسيرهم المبارك نحو كربلاء المقدسة .

 

٥/ كل الزوار الذين ذكرتهم في النقاط (١،٢،٣،٤) عندما يدخلون النجف الأشرف من جنوبها وشرقها ثم يتجهون إلى شمالها نحو كربلاء المقدسة وعلى طول طريق طوله حوالي ٨٠ كم فإنهم يمرون بالمواكب العامرة لأهالي النجف الأشرف على طول الطريق والتي تشرف عليها العشائر والأسر النجفية الكريمة .

 

ويضاف إلى كل هؤلاء الزوار الكرام أعداد كبيرة بالآلاف من زوار مدن ومحافظات بغداد وديالى وسامراء والدجيل وكركوك والموصل .. إلخ ، يفضلون البدء بزيارتهم للأربعين من زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف ومن ثم ينطلقون إلى كربلاء المقدسة مشياً أو بوسائط النقل .

 

ليس ذلك فحسب !! فإن أعداد كبيرة جداً من زوار الأربعين وخصوصاً القادمين من خارج العراق لا يعودون إلى ديارهم قبل أن يؤدون زيارة مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف في ذكرى إستشهاد سيد الخلق النبي الأعظم “ص” التي تصادف في ٢٨ صفر أي بعد ثمانية أيام من زيارة أربعين الإمام الحسين “ع” في كربلاء المقدسة .

 

هؤلاء الزوار الكرام من عشاق الإمام الحسين عليه السلام جميعاً الذين وصلت أعدادهم إلى أرقام هائلة وصلت إلى عشرات الملايين رغم كل التحريفات الإعلامية والتكتم بدوافع الحسد والطائفية كل هؤلاء يمرون بالنجف الأشرف ، ومواكبها ، وبيوتها ، وشوارعها ليستقبلهم أهاليها بفرح غامر وتنافس حامي في كل عام ومباراة على تقديم الأكثر والأفضل للزوار .

 

ولا يخفى على أي زائر عراقي أو من خارج العراق أن هذه الأعداد الهائلة من الزوار تحتاج إلى إمكانات خدمية ضخمة لتساعد على تقديم خدمات أفضل من الدولة ومؤسساتها الخدمية من بلدية وكهرباء وأمن ومرور ونقل وطرق ووقود وإعلام وغير ذلك ..

 

وهو ما يستدعي من الحكومة المركزية في كل وقت أن تخصص ميزانيات إستثنائية لمحافظة النجف الأشرف .

 

كما إني أدعو إلى تأسيس *(هيأة تنظيم الشعائر الحسينية وزيارة الأربعين)* مشابهة إلى حد ما لهيأة الحج والعمرة تكون مهمتها تنظيم وتبني كل ما يؤدي إلى نجاح زيارة الأربعين وتقديم أفضل الخدمات للزوار الكرام ولأصحاب المواكب .

 

شكراً لكل العراقيين الذين إشتهروا بالكرم والضيافة من كل محافظاتنا العزيزة الكريمة وبالخصوص أهالي النجف الأشرف والذين بلغوا من كرم الضيافة حداً يعجز العقل واللسان عن وصفه وللأسباب التي أوضحتها في النقاط أعلاه ، وأدعو الله تعالى مخلصاً أن يجازيهم شرف خدمة الإمام المهدي عليه السلام بعد ظهوره .

ارسال التعليق