بين الجهل والوعي: كيف تصنع المجتمعات قادتها
ناجي ألغزي/كاتب سياسي
*الوعي كمرآة للقادة*
في المجتمعات الواعية، لا تكون القيادة مجرد منصب سياسي، بل مسؤولية ضخمة تُناط بأفراد يمتلكون رؤية وأخلاقًا تليق بتحديات الواقع.
هذه المجتمعات ترفض الخضوع للأمر الواقع أو تكرار أخطاء الماضي، وتسعى باستمرار لإحداث تغييرات جذرية في منظومات الحكم والإدارة.
فالوعي يُخلق من خلال التعليم، والحوار والانفتاح على الأفكار، وكلما زادت مستويات الوعي، زادت فرص ظهور قادة على مستوى عالٍ من النزاهة والكفاءة.
*الجهل والانقسام: عقبات التغيير*
على النقيض، تمثل المجتمعات التي تفتقر إلى الوعي بيئة خصبة لظهور قيادات ضعيفة، تعكس في كثير من الأحيان الانقسامات الداخلية والركود الفكري.
الجهل، بمعناه الواسع، ليس فقط نقص المعرفة، بل أيضًا غياب القدرة على التفكير النقدي والتحليلي. في مثل هذه المجتمعات، يكون الطموح الجماعي ضعيفًا، وغالبًا ما يتمحور النقاش حول قضايا سطحية بدلاً من السعي نحو إصلاح جذري.
أما الانقسام، فهو أشد خطرًا، لأنه يمنع ظهور رؤية موحدة تقود المجتمع نحو المستقبل. في المجتمعات المنقسمة، تصبح السلطة صراعًا على المكاسب الضيقة، ويغيب عن المشهد القادة الذين يمتلكون الإرادة والشجاعة لتجاوز الخلافات من أجل الصالح العام
ارسال التعليق