تراجيديا الحج بين الإهمال والتقصير والفشل.
بيت الله العظيم يمر بظروف تعيسة، خاضعة للتغير من السيئة للاسوء!! وغير قابلة للتحول، بل وتكاد تكون من الاشياء الثابتة التي بدأت تتسع مع الوقت لتشمل أغلب ”مواسم الحج في السعودية“ فكل حاج يعتمد على نفسه، ويرفع همته وكفاءته وحماستة، يكمل طقوسه وينحر أضحيته ويعود سالما لدياره، ومادون ذلك”كل بعثة حج تبكي موتاها“ فالبقاء على ”قيد الحياة“ في ”موسم الحج“ يحتاج ثمن، فأما أن يدفعه الحاج من خالص جهده، أو يترك جثة هامدة على الطرقات!!
▪️البقاء للاقوى...
كانت تدابير ”إدارة الحج“ ومن فوقها ”السلطات السعودية“ تدابير واحترازات أمنية وإعلامية واستعراضية فقط، ولربما في هذا الموسم هو الاعلى من حيث التأهبات الأمنية، على شكل حصون ميدانية تم الترويج لها مسبقا، تحت ذريعة ”حماية الحجاج“ في حين أنها صممت ”لحماية نفسها ومقرات إقامة النبلاء“ لتضعهم في موضع منيع، وكأنه موسم غزوا لا موسم عبادة!! لذلك يمكن أن نقول إن موسم حج 2024 تميز بالاستقرار والحماية والأمان والرعاية الصحية وتوفير كل مستلزمات الراحة لطبقة النبلاء«السنة» من داخل السعودية ومن خارجها، تحت مقاصد ” تسييس“ الحج لصالح آل سعود في هذا العالم المتغير، وفصل معاقل باقي الحجاج عنها تماما.
▪️فوبيا الحج...
تواصل البعثات واقرباء الحجاج ومن مختلف الجنسيات، البحث عن الحجاج المتوفين والمفقودين، والذين وصل عددهم فوق «1000» بقليل حسب مانشر مؤخرا في عدة وكالات رسمية عربية وعالمية، لأسباب تتعلق بالمناخ، أو هذا ما يجب علينا معرفتة، فيما ذهب علماء المناخ لأبعد من ذلك بكثير، وقالوا.. ”إن ماحصل في هذا الموسم يقدم لمحة عن ما ينتظر ملايين المسلمين في المواسم القادمة“ وعلى مايبدوا أن الحج حسب تلك الادعاءات سيصبح اليكتروني ”اون لاين“ وفق ”بروتوكول عبادة اليكترونية موحدة “ بين الدول الإسلامية كافة!! يشبة بروتوكول العلاج في زمن كورونا!!
▪️فشل السعودية في إدارة الحج..
شهادات الحجاج وشكاوي المواطنين، ورداءة الخدمات وتأمين مواكب المسؤولين، وغياب تام للمفارز الطبية، والاعتقالات ومنع الشعارات المؤيدة لفلسطين، وتوصيفات خطباء المنابر في السعودية، بأن ”الدعاء لاهل غزة يبعد الحاج عن هدفه الرئيسي“ ومنع دعاء الحجاج على الاعداء في بلد ليس بلدهم، ومن يفعل ذلك في السعودية يعتبر خارج عن طاعة ولي الأمر، وهذا يثبت أن إسقاط الدعاء للمظلومين من ركائز الدين الاسلامي، مكمل لإسقاط الحج كفريضة خامسة بدواع الحرارة والمناخ الملتهب!!
ووفق كل ماتقدم اعلاه، فإن ”الفشل المتكرر للسلطات السعودية في إدارة الحج“ وتسييسه والضرب بسيوف السلاطين لتخويف الحجاج، والتوصيات الموصي بها من فوق والعابرة للحدود، وتجيير العقيدة الإسلامية في غير موضعها!! يستدعي مراقبة دولية وتدخل اسلامي.
وبكيف الله.
ارسال التعليق