رئيس البرلمان الحلبوسي ومصير سنة العراق
هل لنا أن نربط مصير أحد المكونات العراقية “شيعة، سنة، أكراد، … ” بشخص واحد مهما كان نفوذ هذا الشخص وما يمتلك من إمكانات وما يحظى به من دعم؟
وهل يوجد من بين الطبقة السياسية داخل أي مكون من المكونات العراقية مَن تتوفر له أو فيه ظروف وشروط الزعامة المطلقة بمفرده؟
الواقع العراقي الحالي يجيب على السؤالين بالنفي التام.
بل إن أي محاولة من أي طرف داخل أي مكون عراقي للإستحواذ على مقاليد هذا المكون بمفرده لا تنتهي بالفشل فقط، بل قد تودي به وتطرحه خارج تمثيل المكون نفسه أو خارج العملية السياسية بأكملها..
خارطة القوة بين المكونات موزعة توزيعاً شبه دستوري “عرفي”، وخارطة القوة في داخل المكونات هي الأخرى موزعة داخل المكون نفسه توزيعاً شبه “ثابت” لم يتغير إلا بمستويات محدودة غير ثابتة وسرعان ما تعود إلى وضعها الطبيعي الذي عُرفت به.
الأمر الذي يحتم على الجميع التروي كثيراً قبل الإنجرار بمشاريع خاسرة وقد تكون خساراتها كبرى لا يمكن تعويضها بسهولة..
ثم إن الغرور السياسي عادة مذمومة تضر بصاحبها كثيراً، فلرب نصر صنعته آلة الفرز الألكترونية الموجهة، أو غفلة الناخب الذي سرعان ما أدرك الخطأ وسيبادر إلى معالجته في أول فرصة تُتاح أمامه أمام صندوق الإختيار الذي حافظ عليه العراقيون بدمائهم الزكية.
يبدو إن السيد الحلبوسي يريد أن “يُفَصّل” سنة العراق أو مدينة الأنبار على مقاسه هو!
وهو مقاس صغير جداً إذ ان سنة العراق ومدينة الأنبار أكبر بكثير من السيد الحلبوسي ولا يستطيع بكل ما أُوتي من قوة أن يمتد بحجم سنة العراق أو بحجم محافظة العراق الأكبر..
قد يضطر الرجل إلى “تقطيع” أوصال السنة أو مدينة الأنبار ليكونا بمقاسه!
وفي ذلك مجازفة كبرى لا يستطيع الحلبوسي تجاوزها بسهولة بل هي مجازفة ستطيح به سريعاً إن فعلها وآتمنى عليه -وأنا موطن عراقي- أن لا يحاول فعلها فهو وإن كان لا يصيب لكنه “يدوش” ولسنا بحال يسمح لنا بالدوشة في مثل ظروفنا الحالية.
ارسال التعليق