رئيس الوزراء رياضي ؟!

رئيس الوزراء رياضي ؟!

رئيس الوزراء رياضي ؟!

*    حســين الـزيــدي

 

لم تأتِ توقعات رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي بشأن نتيجة مباراة الكلاسيكو العالمي بين ريال مدريد وبرشلونة مطابقة للواقع بعد أن قلب الكتلونيين الموازين رأساً على عقب لتكون الأهداف الثلاثة التي تمناها (راخوي) للفريق الملكي من نصيب خصمه العنيد برشلونة .

رئيس الحكومة الجديد لم يتوانَ عن الإجابة على سؤال أحد الصحفيين حول الكلاسيكو وأفصح عن رغبته بفوز الريال وزاد على ذلك بأن المباراة ستكون واضحة ومحسومة ولو بادر صحفي آخر بالاستفسار منه عن طريقة اللعب والتكهن بالتشكيلة لأعلنها بكل ثقة وسرور قبل إعلانه عن الدستور الجديد وتشكيلة حكومته المنعقد المؤتمر لأجلها ..؟! ولم يقتصر الاهتمام بالمباراة والدوري الأسباني على رئيس الوزراء بل تسابق رئيس المجموعات البرلمانية الاشتراكية وكبار السياسيين ورجال الدولة الأسبان وأعلنوا على الملأ تشجيعهم وانحيازهم لفرق الليغا .

موقعة السنياغو برنابيو أعادة بي الذاكرة إلى الوراء في حادثة طريفة بطلها أحد فطاحل أزلام النظام البائد من الذين لا ينتمون للرياضة لا من بعيد ولا من قريب حين كـُـلـِّـف بحضور أحدى مباريات كرة القدم وأثناء متابعته لمجرى المباراة أعطى ملاحظات سديدة وتساءل عن سـِـر ركض الجميع وجريهم وراء " الطوبة " ومدى أمكانية تزويد كل لاعب منهم بكرة يلعب بها بمفرده بدلاً من النزاع على كرة واحدة ..؟ّ!

هذه العقول التي كانت تدير البلد وتسيطر على مقدراته في حقبة زمنية ظالمة ستظل عالقة في أذهان الشعب العراقي الذي شـَـمّ نسيم الحرية والديمقراطية بعد سقوط الصنم .

رجالات الدولة الحالية في عراقنا الجديد وبالرغم من الظروف الصعبة التي تواجه عملهم إلا أنهم يتفاعلون أيجابياً مع الرياضة العراقية ويهتمون كثيراً بنتائج المنتخبات الوطنية وتخصيص الميزانيات الضخمة من أجل تحقيق النتائج المشرفة في ميدان الرياضة .

تقديم التهاني والتبريكات للفوز بقيت الصفة الملازمة لأصحاب المناصب العليا أما مسألة الإعلان عن مؤازرتهم وحبهم لهذا النادي وذاك بقيت في طي الكتمان وتحفظوا كثيراً عن البوح بها فالصراعات والاختلافات السياسية الموجودة تبدو في ذروتها بعيداً عن معرفة الانتماء الرياضي لكل واحد منهم ، فما بالك أذا كان رئيس الوزراء " زورائي " ورئيس الجمهورية " هوليري " ورئيس مجلس النواب " موصلـّـي " .

الإفصاح عن حـُب ومؤازرة النادي المعين قد تساعد السياسي على زيادة رصيده من الشعبية من جانب وقد يقلل من حظوظه من جانب آخر لكنها بالنهاية ستضيف الكثير للدوري وتزيده حلاوة ناهيك عن الدفعة المعنوية الكبيرة التي ستمنح للاعبين والأندية وتزيد من عزمهم واندفاعهم نتيجة لشعورهم بمتابعتهم من قبل مسؤولي الدولة .

نتساءل كيف سيكون حال الدوري وكرة القدم العراقية لو مضى سياسيونا بمتابعة بعض مبارياته أو توقع نتيجة مباراة منه ! ترى وهل سيقبل هذا المسؤول الحديث معه بهذا الشأن وهل سيدلي بتصريح مثلما فعل رئيس الوزراء الأسباني !

أما إن تفضّـل وخصص دقائق من وقتـه للحضور إلى ملعب الشعب فلا نضمن له أعادة الهتاف الذائـــع ( يا محبوب الشعب .. ميّـة هلا بيك ) .؟!! 

h.hussein79@yahoo.com

ارسال التعليق