عراقي وأفتخر ؟!

عراقي وأفتخر ؟!

عراقي وأفتخر ؟!

* حســين الــزيدي

ولت بلا رجعة سنون العجاف التي جعلت تفكير المواطن العراقي ينصب في كيفية مغادرة حدود طريبيل بعد أن حول الطاغية وحاشيته بلاد الرافدين إلى مقبرة للمبدعين الذين حزموا حقائبهم مُجبرين في هجرة شبه جماعية للكفاءات العراقية ، فكان لأهل الرياضة نصيب كبير منها . عدد من اللاعبين والمدربين والإداريين والصحفيين والإعلاميين فتحت الدول العربية والعالمية أبوابها لهم فوجدوا فيها الملاذ الآمن بالنسبة لهم ، ولعل دولة قطر الشقيقة هي صاحبة الحظ الأوفر في استقطاب نجوم الكرة العراقية الذين ساهموا بشكل لافت في تقديم عجلة الرياضة القطرية بعد أن أقدم القائمون عليها بالاعتماد على مختلف الجنسيات من العقول والطاقات التي سـُـخرت لخدمة أبناء قطر !

مباراة المنتخب الوطني التي خاضها مع العنابي القطري ضمن منافسات كرة القدم في الدورة العربية الجارية في الدوحة شهدت مشاركة نجم نادي لخويا اللاعب ( حسين علي حسين ) وبالتأكيد الاسم يبدو غريباً على الأخوة في الخليج الذين اعتادوا على تلك الأسماء العراقية وحفظوها عن ظهر قلب ؟!

نعم "حسين علي" العراقي الأبوين هوّ نجل لاعب المنتخب الوطني السابق علي حسين شهاب الذي لم يجرؤ على ذكره المعلق (الإماراتي) علي سعيد ألكعبي عند استذكاره لسيرة نجوم الكرة العراقية سيما وأن تأريخ هذا الأسمراني حافل بالانجازات التي لاتسع الكلمات لذكرها .. ونكتفي بأنه صاحب الخاصية المميزة بيساريته القاتلة التي مزقت الشباك القطرية مراراً وتكراراً ما دمنا نتحدث عن تأريخ لقاءات الفريقين ؟!!

قضية (ابن ألـوز .!!) اللاعب الواعد حسين علي لم تكن الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة فقد سبقه علي "مجبل فرطوس"  ومهند "عدنان درجال" ومحمد "حارس محمد"  وعلي"حسن كمال" وقائمة طويلة من أبناء نجومنا السابقين الذين ( جنـَّـسوا ..!!) أولادهم وأصبحوا مواطنين قطريين يحملون شعار العنابي ويرددون نشيده الوطني من خلال مشاركتهم الفاعلة مع المنتخبات والأندية والمسابقات الكروية وعلى رأسها دوري النجوم وكأس ولي العهد وكأس ( سيدي صاحب السمو !!) ..

ترى ما هو شعور الآباء الذين نضحوا عرقاً من أجل رفع راية العراق حين يشاهدون أبناءهم يتبارون مع أخوتهم في بلاد الرافدين .

خوفي أن يأتي اليوم الذي نرى فيه أولاد يونس محمود ونشأت أكرم وقصي منير وهم يدافعون عن ألوان فانيلة العنابي ولا نستبعد ذلك ما دام الأخوة في قطر يعدون العدة من الآن للحضور المميز في مونديال الدوحة 2022 ؟!

تباً لكل الأقدار التي حرمتنا وتحرمنا من المحافظة على أبناءنا ،، وتباً لكل من رضيَّ باستبدال تربة العراق الطاهرة .. برمال الصحراء القاحلة !!

 

    بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ            وأهلي وإن شحّـوا عليَّ كـِـرامُ   

ارسال التعليق