ماذا لو أنعكس المشهد السوري على العراق..!!
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
الأفكار التي يعبر عنها الجمهور العراقي السني، والكردي، والمنسجمين معهم من الشيعة، وحالات الغضب والاستشاطه والاستياء والانزعاج والامتعاض والاحباط والخيبة والشعور بالعداء، من النظام السياسي الحالي، بوصفه من المتغيرات السياسية بعد 2003، المقترنة بأيران إلى حد كبير، وأن العراق بفضلهم أصبح غنيمة للعسكر الإيراني، بالرغم من كون 'الشيعة' ليسوا الوحيدين، والنظام الحالي تقاسمي وتعددي وديمقراطي، لكنهم يرونه ”نظام شيعي“ ويتملقون الأمريكي بهذا الشأن، وأنهم يتعثرون ولازالت مشاريعهم التكاملية بسبب هكذا نظام سياسي تتعثر.
وعليه نقول...
ماذا لو أنعكس المشهد السوري على العراق لا سامح الله؟
وكيف سيكون سياق التفاعلات الدولية مع هذا الانعكاس؟
وماذا عن سياق تفاعلات الداخل العراقي؟
وكيف يمكن قراءة توازن 'النفوذ والقوة' الإقليمية في العراق ؟
من منظور أستراتيجي، وبغض النظر عن مقومات القوة العسكرية العراقية ”الجيش والحشد الشعبي“ والتحصينات الحدودية، ولوازم الحماية الأخرى، الان هناك من يشعر من داخل العراق وخارجه، سواء كانوا معتمدين على أنفسهم، أو متكأين على غيرهم، أو بكلاهما، بأن كلآ منهم يحتاج إلى سورية أخرى في العراق، ليؤمنوا لهم تصريف سياساتهم، والتي لطالما منعهم النظام السياسي الحالي من تصريفها في البلاد، وأنهم سيعملون على خلخلة معادلات توازن القوى والنفوذ في العراق، لصالح قوى عربية وإقليمية أخرى غير تلك الموجودة حالياً ”المقصودة إيران“ ومن المنطقي أن يتملقون أمريكا واسرائيل وتركيا ودويلات الخليج الفارسي، وبعض الدول العربية الأخرى، لتكون في طليعة المعنيين بهذا الامر، وكلما سجل الشيعة انخفاض في التمثيل السياسي، أرتفعت أمامهم فرص الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية وجغرافية واستراتيجيات أخرى، تحلم إسرائيل وتركيا والسعودية وقطر الحصول عليها بوجود النظام السياسي الحالي، وقد تمتد لدول أخرى من العراق للأردن، ومن الاردن لمصر وهكذا.
هذه التفاعلات نتيجة بديهية ومعروفة وقد تطبق فعلاً في العراق، ويمكن رؤية تفاصيلها داخلياً وأقليميآ بسهولة، وحالياً يعملون وفق فلسفة «تدمير العراق والحفاظ عليه» لكنها ستحدث حتما على مديات زمنية قد تكون قريبة أو ربما متوسطة، ولكنها حتما ليست بالبعيدة، وسيتحول العراق في التفاعلات الدولية والإقليمية ”لشأن داخلي“ وهذا هو الإدراك السائد عربياً وعالميآ، ومن المذكورين أعلاه عراقياً، بقصد التغيير من عراق مقترن بإيران، لعراق مقترن بصورة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل.
وبكيف الله.
ارسال التعليق