من ذكرياتي عن اعدام الطاغية
: د. عطور الموسوي
كنت اعمل في مؤسسة الشهداء عضواً في مجلس رعاية ذوي الشهداء احدى ثلاثة نساء من عدد اثني عشر عضواً للمجلس .
عام 2008 اقمنا مهرجان الشهادة في محافظة النجف الاشرف واستطعنا ان نحصل على موعد لمقابلة العلوية السيدة ام جعفر الصدر ( قدس الله سره ) شهيد الامة .. وكانت هذه اجمل فقرة في البرنامج وامنية تحققت لنا جميعاً ..
زرناها وفداً كبيراً كل اعضاء مجلس الرعاية وعدد من الموظفين في بيت متواضع في منطقة الحنانة استقبلتنا بوجه بشوش لم يظهر الا جزء صغير منه تلفه بعباءتها ولاحت امام ناظري صورة الشهيدة آمنة الصدر بنت الهدى (رضوان الله عليها)،للوهلة الاولى ظننتها هي ..
وجلسنا حولها وقد عادت الذكريات بي الى أحلك أيام الظلم حين تسلق صدام المجرم سدة الحكم وعمل جاهداً لإهلاك الحرث والنسل وكيف أوجع قلوبنا باعدام الشهيد واخته، , وكيف خسرت الانسانية كفاءة لا مثيل لها ..
لم اتمالك دموعي وأنا أعود بوجهها المتعب هذا الى سنوات صباً عاشتها مع زوجها الذي أفنى شبابه في العلم والفكر وقاسمته شظف العيش .. اعانته وهيأت له سبل النجاح هذه المرأة الصالحة سليلة العلماء واخت الشهيد المغيب موسى الصدر (رضوان الله عليه).
كأعضاء مجلس رعاية كان احدنا من محافظة البصرة واقترح في احد الاجتماعات الدورية للمجلس أن نقدم هدية لعائلة الشهيد الصدر ( قدس الله سره ) تمثالاً له ونطليه بالذهب وافقنا جميعاً حينها .
طرح الفكرة دكتور خلف عليها فأجابتنا هذه السيدة الفاضلة : لا أنا احب الذهب ..
ولا الشهيد يحب الذهب..
والاجدر من هذا صياغة تمثال من ذهب لليد الكريمة التي وقعت اعدام الطاغية واثلجت قلوبنا بعد عقود من الحزن هذه اليد الشجاعة ينبغي أن تلف بالحرير ..
ثم اخرجت خاتماً للشهيد الصدر ربما اخر ما تبقى من ذكراه العطرة واعطته لرئيس المؤسسة دكتور خلف عبد الصمد وقالت اوصله للحاج ابو اسراء المالكي وابعث له سلامي وسلمه هذا الخاتم فهو من يستحقه واولى الناس به , وبلغه ان دعائي له موصولاً ما حييت .
30 كانون الاول 2024
27 جماى الاخرة 1446
ارسال التعليق