من رجالات ثورة العشرين
د . صفاء السويعدي ||
والتي حدثت في وسط وجنوب العراق عام 1338 هجري ، 1920 ميلادي ، ضد الأحتلال الأنكليزي وكانت بفتوى المرجع الراحل الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي وبدعم ومساندة ومشاركة رجال الدين والعشائر في الفرات الأوسط والجنوب .
ومن رجال الدين الذين قد ترجم لسيرهم السيد محسن الأمين العاملي في موسوعته القيمة ( أعيان الشيعة ) وذكر مشاركتهم بهذه الثورة المباركة ، وكذا أستدرك ولده العلامة الكبير السيد حسن العاملي في كتابه ( مستدركات أعيان الشيعة ) فقد ذكرا ( قدس الله روحيهما ) تراجم الكثير منهم.
ومنهم ( الشيخ عبد الكريم الجزائري ) المولود في النجف 1289 هجري . قال الشيخ محمد رضا الشبيبي متحدثا عنه : ” كان من الأقطاب الذين دارت عليهم رحى الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م ، وكان عضدا أعتضد به الثوار كما كان عونا لكبار العلماء الذين صدرت عنهم الاحكام المعروفة في وجوب الدفاع عن حوزة البلاد وكرامتها وتحقيق حريتها وسيادتها وحقوقها المشروعة لم تكن سلطات الاحتلال خلال استفحال الأزمة قبيل الثورة وبعدها تحسب حسابا لاحد من المعنيين بالشؤون العامة كما كانت تحسب حسابها للشيخ الجزائري ، فكان هو الكابوس المزعج الجاثم على صدور الحكام السياسيين ، وذلك لأسباب : منها ذكاؤه الوقاد ومنها تشبعه بروح الثورة على الاحتلال والمحتلين ، وكم حاولوا أستبعاده عن المجالس والمؤتمرات بل حاولوا أبعاده فيمن أبُعد من أحرار العراق وذلك لحنكته ولتمكنه من التبليغ والتعبير عن أماني الشعب في ذلك الحين بأساليب منطقية قوية ، بل كانت معظم رسائل الاحتجاج والمطالبة والاستنكار والكتب المشتملة على رغائب العراقيين في الحرية والاستقلال من ترسله على الأكثر ” .
توفي في النجف الأشرف ودفن فيها عام 1382 هجري .
وقد رثاه جمع من الشعراء وفي طليعتهم الشيخ محمد علي اليعقوبي فقال في قصيدة طويلة جاء في طليعتها :
بمن فتكت يد الزمن الأثيم مضت ببقية السلف الكريم
وكذا جاء فيها :
ورحت ولم تدنسك الدنا ياحميد الذكر في الزمن الذميم
ومنها أيضاً :
سجية ذي آباء لم يصافح من المستعمرين يدي ظلوم
فيا أسدا نمته إلى المزايا بنو أسد ذوو المجد القديم
والحمد لله رب العالمين .
ارسال التعليق