نساء هور أم الودع يقاومن غضب المناخ ويبحثن عن حلول

نساء هور أم الودع يقاومن غضب المناخ ويبحثن عن حلول

اسماء الشعلان


في ظل ظروف الجفاف عمدت أم رياض إحدى أماكن إقامة شهر أم الإيداع الذي فرع اقصى جنوب الناصرية لمواجهة الواقع الحالي وإيجاد منافذ المنافذ التي يمكن من خلالها اكتشاف ان تستقر في موطنها الأصلي؛ إذ قامت في الآونة الأخيرة بتعليم الفتيات إمكانية معرفة هذه الحرفة الاهوارية لمقاومة الجفاف. 
شحة المياه حضر الى جفاف شهر أم الوديعة يقطنه المئات من الكامل في الفترة الماضية أما الآن فلم يبقَ سوى بيوتات معدودة فالأعم الأغلب منها قد ترحل إلى مكان أكثر وفرة .
هو أم الودع الذي جفَّ بشكل كامل خلال زيارةتنه يقيم له واللقاء مع سكانه يكفين، وتبلغ مساحته كلية 30 دونم مما دفع بالأمهالي إلى الإقليم إلى مناطق أكثر وفرة فنية ولم يتبقَ من الأهوار سوى شهر الجبايش والذي يعد أكبر طبيعي في جنوب العراق وتمتثله ضمن لائحة التراث العالمي لعام 2016 العنوان لم يضمن له ضمان على مناسيبه المائية كي برخصة بر الأمان، فالتطهير بالإخراج من الأهواريين ونفوق الأسماك والجاموس.
منظمة اليونسف وفي 24 من آب الماضي لفتت إلى العراق "يحتل أهم 61 من الأصل 163 بلد حسب مؤشر اليونيسف في فرن المناخ على الأطفال" و "يصنف كخامس دولة معرضة لنقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى"
سجلت محافظة ذي قار اكثر من 3400 طالبة للحفلات الموسيقية 2019-2020 .الفتيات الصغيرة لذلكهن لم يكملن الدراسة نتيجة المدرسة والظروف المجتمعية التي تعيشها المجتمع هناك والذي يكتفي بتعلم مكتبة القراءة .
الخبير المائي جاسم الأسدي وناشط في مجال البيئة وأحد أبناء الجنوب بوضوح من خلال اتصال هاتفي "بان مساحة الأهوارية التي متاحة لها الاغمار بالكامل 5660 كيلو متر مربع ووصلت مساحتها إلى قمة الاغمار عام 2019 عندما بدأت مناسيب المياه إلا أن الكميات بدأت تتضائل حتى انحسرت إلى نطاقات كبيرة وبلغت نسبة الأراضي الناضجة الـ 90% .وهي في أسوء أحوالها الآن جنة عدن مهددة بالنقراض 'بينما هوار الحمّار الشرقي لا يزال لا يخضع على إغماره لأنه يعتمد على المد والجز من شط العرب عبر كرمة علي وهورالشافي "هور الشافي هو جزء من شهر الضراء الشرقي وضمن محافظة البصرة "
ويرى الأسدي أن هذا الجفاف يسبب بمشاكل كبيرة فقط على سكان الأهوار ماعدا التنوع الأحيائي إذ تعد الأهوار واحدا من أكبر المسطحات المائية ذات التنوع أحيائي مختلفة من قبيل طيور البط او حيوانات الماء وغيرها من الزواحف والأسماك.
وشهدت هذه المحافظة منذ عام 2021 وحتى مايو 2023 ظهور أكثر من 1300 عائلة بسبب التعقيد بسبب التعقيد.

صناعة ( البارية) إحياء للتراث ومصدر للرزق
وتبدأ أم رياض 71 سنة الطاعنة بالسن والتي ترتدي عباءتها السوداء وعلى يديها ندوب وجروح اثر العمل في القصب تعمل في كل يوم مع إشراقة الشمس لقطع المسافات الطويلة تقوم بجمع أعواد القصب فلم يعد أي منها بالقرب من منزلها، لتحصل على أكوام من القصب فيُسر نظرها بلونه الأصفر تعمل على نسجها بيدها، تجلس في باحة منزلها مرتدية ثوبها ذي اللون الأسود وعباءة عربية قد تأزرت بها لتفترش الأرض بالقصب الذي جمعته بشق الأنفس لندرته وتعمل على تقشيره و قطعه الى نصفين بشكل طولي.
أما فاطمة التي لم تلتحق بمقاعد الدراسة منذ الطفولة التحقت بمدرسة أم رياض، ولمحت في هذا المكان بقعة ضوء تخفف عنها بعضاً من ظلمة أيامها الحالكة، حدثتنا فاطمة بلكنتها الجنوبية المملحة: "آنه جان بنفسي أصير بالمدرسة بس أهلي مايخلوني، عيب أروح للمدرسة لا أبوي ولا إخواني يقبلون، وصرت اخلص وقتي يم خالتي أم رياض أسير عليها واتعلم أحوك بارية حتى احصل لي مصرف من أبيعها."
بهذه الكلمات التي تقطر مرارة وألماً تصف فاطمة حالها بعد أن حُرمت كما العديد من فتيات الأهوار من الالتحاق بمقاعد الدراسة  فوجدت ضالتها في هذا المكان لتتعلم مهنة وتبدع فيها رغم قساوة العيش في هذا المكان الذي يحاصره شبح الجفاف.
عملية الحياكة _ كما تصفها أم رياض _ فهي تجلس في باحة منزلها الذي لا يتجاوز مساحته عشرة امتار مربعة والفتيات من حولها تقول أنها تستغرق منها يوماً إلى يومين ومن ثم تقوم بعرضها للبيع بمبلغ لا يتجاوز الثمانية آلاف دينار (٦ دۆلار أمريكي)، فهذه المهنة التي توارثتها عن أهلها مكنتها من مصارعة الحياة وجمع مصاريفها بشكل يومي من دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين وهي لا تمتلك أرضاً تزرعها أو عددا من الجاموس لترعى بها وليس لديها القدرة على صيد الأسماك ومزاحمة البائعين في "علوة" بيع السمك .
تنسج أم رياض في غضون أسبوع ما لايقل عن خمس حصيرات وفي بعض الأحيان تساعدها رفيقات لها من المكان الذي تقطنه أو زوجة إبنها لتزداد الكمية وتظفر برزقٍ أوفر.
يقول حيدر السعدي مستشار المحافظ لشؤون المواطنين وناشط مدني : "تعد الأهوار مأوى كبير جدا للكثير من الحيوانات والنباتات المائية ومنها القصب والبردي بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأسماك وشبح جفافها تسبب بمشاكل كثيرة منها إحداث تغيير ديموغرافي يتمثل بانتقال قبائل وعشائر من أماكن سكنها إلى المدينة أو حتى محافظات أخرى."
بالتالي ستفقد الأهوار الكثير من المهن وسيزاحم أبناء الاهوار أبناء المدينة على أعمالهم كما سيؤدي الى خسارة الإعمال اليدوية وفقدان الكثير من الفلكلور والكثير من المهن التي يمتهنها أبناء الاهوار وسيعود علينا بخلل اجتماعي كبير جدا"
واشار بيان للامم المتحدة في حزيران 2022  بان " دراسة استقصائية، أجريت العام 2021 وشملت سبع محافظات عراقية  كشفت عن  37 بالمئة من مزارعي القمح و30 بالمئة من مزارعي الشعير، يعانون من فشل المحاصيل بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد."
الحكومة العراقية اتخذت عدة خطوات لمعالجة مشكلة المياه، ففي زيارة وزير الخارجية التركي  الأخيرة هاكان فيدان أشار في تصريح صحفي أنه تم التوصل إلى إتفاق مع نظيره العراقي فؤاد حسين لتشكيل لجنة مشتركة دائمة بشأن المياه وجاء في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين  إن «الحكومة التركية تتابع عن كثب نقص المياه في العراق ونتعامل مع القضية من وجهة نظر إنسانية وتم التوصل خلال المباحثات إلى تشكيل لجنة مشتركة دائمة بشأن المياه»
تدريب الفتيات للحفاظ على مهنة الاهوار
أم رياض دَرّبت ما يقارب (25) فتاة كي تصنع منهن جيلاً يحافظ على هذا الإرث التاريخي ويمكنهن من كسب المال والبقاء داخل هذه البيئة الجافة فيقصدن المسافات من أجل ديمومة العمل.
شيماء صاحبة ال26 عام إحدى الفتيات المتعلمات تتحدث لنا وهي ممسكة بأعواد القصب وتقول: إن هذه المهنة مكنتنا من شراء الطعام بعد ان كان اعتمادنا على صيد الأسماك وتربية الجاموس، مضيفةً :  لا يستطيع أبي أن يوفر لنا مصروفاً متكاملاً للعائلة بسبب تراجع فرص العمل التي تعتمد على وفرة مياه الأهوار ولكن هذه المهنة يمكن ان تساعده في توفير احتياجاتنا اليومية
ام شيماء تحدثت لنا والتي لا يبعد منزلهم سوى امتار قليلة عن منزل ام رياض بان ابنتها اكتسبت مهارة جدية وبالتالي هذه يمكن ان تستفيد منها في المستقبل وسط الظروف ومتغيرات الحياة.
كمية الحصران تضاءلت مؤخرا
كمية الحصران بحسب الناشط البيئي اياد الاسدي تضاءلت مؤخرا بفعل الجفاف فنبات القصب وهو العنصر الأساسي لصناعة الحصيرة يعتمد على المياه وما أن حلَّ الجفاف بفعل آثار التغير المناخي حتى انحسر وجود هذا النبات وبالتالي تأثرت الكميات التي تصنعها.
ام رياض تقول ان بشكل "الخوف ينتابني بحكم المبدأ قد افقده نتيجة الظروف" في ظل بعضها متقدم فهي غير قادرة على التعلم من تركيبة جديدة أخرى، سيما وأن إلى الهور لا تتوفر خيارات للعمل غير الصيد وتربية الجاموس وصناعة الحصيرة القصبية بالرغم من الواقع
التعفف لازالت أم رياض تعمل على واحد التكيف مع الظروف الحالية التي تفرضها التغير المناخي من خلال مساعدة ابنها هيثم اذ يقطع مسافات كبيرة بحثا عن القصب الصالح للتسليم من اجل ديمومة فقط ولا يجوز بيتها التي نشأت فيه، فالأمل يحددها تنتمي الأهوار كعهدها السابق، وأن هذه الأرض هي مصدر رزقها الوحيد الذي لم ينسجم مع كلامها الذي تتأقلم مع الظروف التي هي خارج مجتمعها الأصلي.


تم إنتاج هذا التقرير ضمن إطار مشروع أصواتنا المنفذ من قبل منظمة إنترنيوز

ارسال التعليق