تُشغله 100 امرأة وإنتاجه للتصدير الخارجي.. معمل للنساء فقط في العراق

تُشغله 100 امرأة وإنتاجه للتصدير الخارجي.. معمل للنساء فقط في العراق

أتاح معمل لتعليب التمور في قضاء الحسينية بمحافظة كربلاء، فرصة عمل لنحو 100 امرأة من العوائل الفقيرة والمتعففة، تتولى العاملات فيه فرز أطنان من التمر قبل تعبئتها وتصديرها لدول خارجية تطلب المنتج العراقي.

ويقول صاحب المعمل، حسين عبود، إن "العمل بتعبئة التمور يعود إلى عام 1998، أما المعمل فقد تم إنشاءه عام 2009 بعد تسلم قرض من الحكومة". 

معمل تقوده 100 امرأة 

يوضح عبود في حديث أن "المعمل يضم نحو 100 عاملة بأعمار مختلفة تبدأ من 18 إلى 70 عاماً، ويوزّع العمل بما ينسجم مع عمر العاملة، حيث يكون من مهام العاملات الصغيرات في السن، الوظائف التي تتطلب الحركة والنقل، أما الأكبر سنناً فهن يعملن في الفرز".

ويضيف، أن "العاملات بصورة عامة من محافظات مختلفة ولسن من كربلاء فقط، حيث هناك من ذي قار ويسكنن مع أقربائهن في المحافظة، أما اللواتي في محافظة بابل فهناك خط نقل خاص يتولى توصيلهن ذهاباً وإياباً يومياً".

ويتابع، أن "العمل 6 أيام في الأسبوع والجمعة عطلة، ويبدأ العمل الساعة 7 صباحاً حتى الرابعة مساءً، وهناك ساعة لاستراحة الغداء من 12 إلى 1 ظهراً، أما الأجور فهي ثابتة 20 ألف دينار لكل عاملة يومياً". 

ويبيّن، أن "العمل هو لمدة 7 أشهر فقط في السنة، يبدأ من شهر أيلول باستلام التمور من الفلاحين، ويستمر العمل إلى شهر نيسان، وذروة العمل هي في أشهر (تشرين الثاني، وكانون الأول، وكانون الثاني) من كل عام، لكثرة الطلب على التمور".

 

 

 

 

وينوّه، إلى أن "الإنتاج ليس للأسوق المحلية، وإنما جميعه يُصدّر للخارج ولعدة دول، أبرزها الهند، ومن ثم تأتي بعدها تركيا ومصر وباكستان وبنغلادش واليمن، ويقدر تصدير هذا العام ألف طن شهرياً".

ويعد تمر الزهدي، بحسب عبود، "أكثر أنواع التمور التي يتم تعليبها، وذلك لوفرته محلياً، حيث يتم توزيع صناديق بلاستيك على الفلاحين من كربلاء وبابل، ومن الكوت والصويرة بواسط، ومن الطارمية ببغداد، لتعبئة التمور الدرجة الأولى فيها، وبعدها يتم جلب هذه التمور إلى المعمل لتعليبها تمهيداً للتصدير".

وفيما يتعلق بتأثير أزمة الدولار على العمل، يشير إلى أن "حركة سعر صرف الدولار صعوداً وانخفاضاً تؤثر على العمل، إذ إن البيع للخارج يتم بالدولار، لذلك تحصل خسارة عند تسديد الفلاح بالعراقي".

وعن السبب وراء تشغيل النساء في هذا المعمل، يقول إن "العاملات أفضل من الشباب في فرز التمور، لأنهن يستطعن العمل لمد 6 ساعات بلا انقطاع، أما الشباب فلا يتمتعون عادة بهذا الصبر، بل يحبون الحركة، لذلك الاعتماد الرئيسي عليهن بعملية فرز التمور".

قصة كفاح مثالية

لم تستسلم أم سعد (65 عاماً) من محافظة بابل لظروف الحياة بعد وفاة زوجها بل واجهتها بشجاعة لتربي أولادها، حيث حرصت على إكمال دراسة بناتها وقامت بتزويج أولادها الأربعة من خلال اشتغالها بمعمل التمور فقط.

تقول أم سعد التي تشغل وظيفة مسؤولة النساء في المعمل "أعمل منذ أكثر من 20 عاماً في هذا المعمل، إذ بعد وفاة زوجي لم يترك لي راتباً لأنفق منه على أطفالي الصغار آنذاك، وكان عمر أحدهم في حينها لا يتجاوز 6 أشهر فقط".

وتؤكد، أن "هذا العمل حافظ على بيتي، إذ منه استطعت أن أوفر لأطفالي ما يحتاجون من مصاريف، حيث أكملت بناتي الدراسة منه، ولم يخرجن للعمل أبداً، وكذلك زوجّت أولادي الأربعة من هذا العمل أيضاً". 

وتشير إلى أن "مكان العمل يوفر الراحة لكل النساء، ويشعرن كأنهن في منزلهن، وساعدتُ في توظيف 20 امرأة من بابل في هذا العمل، يأتين معي يومياً عبر خط نقل خاص يوفره المعمل، يقلنا في الصباح إلى المعمل، ويعيدنا مساءً إلى منازلنا".

فرصة ذهبية للنساء

عاملة أخرى في معمل تعبئة التمور، تدعى أم خلود (32 عاماً) من محافظة كربلاء، تقول إن "هذا العمل هو مصدر رزقي الوحيد منذ أكثر من 15 عاماً، وهو يمثل فرصة ذهبية للنساء لتحقيق إيراد مالي لأسرهن".

وتتابع أم خلود خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "العمل يتم بأياد نسائية فقط، ويجري بأجواء مريحة، حيث إن الزميلات يساعدن بعضهن في العمل، وراضية بعملي ومقتنعة به".

وكان المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، قد كشف في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز في تشرين الأول الماضي، عن أن نسبة الفقر في العراق تتراوح ما بين 20.5 إلى 21%، في بلد يربو عدد سكانه على 43 مليوناً.

وكان العراق ينتج نحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من التمر، لكن الحروب وتغير المناخ والإهمال على مدى عقود تسببت في تراجع حصته من الإنتاج العالمي إلى نحو 5% فقط.

ارسال التعليق