الانقلابات بالدول العربية بسبب الظلم

الانقلابات بالدول العربية بسبب الظلم

سبق لي وغيري من الكتاب والصحفيين الغير متأدلجين، أن تحدثنا، عن سبب وقوع الانقلابات العسكرية، أو إسقاط أنظمة عربية من قبل عصابات إرهابية، مدعومة من قوى كبرى عالمية استعمارية، وقلنا إن الدول العربية من صنع حدودها، واختار للدول العربية ملوك ورؤساء وحكام هي أجهزة استخبارات الدول الاستعمارية، بريطانيا وفرنسا.

الاستاذ الحاج المرحوم الدكتور الأمريكي هنري فوستر، جعل أطروحته الدكتوراه عن ( نشأة العراق الحديث) وقال تقصدت بريطانيا وفرنسا دمج مكونات غير متجانسة بالشرق الاوسط ودون عمل دستور حاكم مثل ما فعلت بريطانيا دستور للهند، الغاية جعل العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية يسهل السيطرة عليها.

بل المغفور له بإذن الله الحاج الشيخ الفاضل الدكتور هنري فوستر قال خدع الانكيليز اسلافنا الأجداد من أحفاد عدنان وقحطان بالعراق، حيث قال لهم الانكيليز لشيوخ قبائلنا الابطال، اعملوا سنية قبلية تكون بديل عن الدستور، لكي تتهرب بريطانيا من مسؤوليتها عمل دستور يضمن مشاركة كل المكونات العراقية بالدولة العراقية الجديدة.

وهذا ماحدث بالعراق وسوريا، فرنسا اكثر انسانية من بريطانيا، ارسلت على المقبور الحيوان زعيم الشيعة العلوية صالح العلي وعلى زعيم الدروز السلطان بن الاطرش، وقالوا لهم تعالوا نعمل لكم دولة الساحل ومعها دمشق وحمص وحلب، تكون للاقليات، لكن زعيم الشيعة العلويين صالح العلي ومعه السلطان الأطرش رفضوا ذلك، ومانراه اليوم من مذابح للعلويين في حمص واللاذقية وطرطوس وبانياس وسهل الغاب كان بسبب غباء صالح العلي.

الداعية الاستاذ الدكتور محمد عبدالجبار الشبوط أراد أن يعرف اسباب الانقلابات ببعض الدول العربية وطرح هذا التساؤل على اصدقائه بصفحته على الفيس بوك، حيث كتب التغريدة او المنشور التالي( كيف نفسر ظاهرة الانقلابات العسكرية الكثيرة التي شهدتها بعض الدول العربية ومنها العراق وسوريا واليمن والجزائر وغيرها؟).

سؤال مهم وجوهري لمن يريد معرفة الاسباب، اقول إلى السيد محمد عبدالجبار الشبوط المحترم، عدم وجود أنظمة تحكمها دساتير، دول فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية وبعضها حتى قبلية، الاستعمار صنع حدود ونصب عملائه، العسكر عملوا انقلابات بدعم من المعسكر الشرقي، الغرب دعم ضباط لعمل انقلابات مضادة،

لذلك تبقى الدول العربية بشكل عام، وحتى دول الخليج المقبول عنهم أمريكا، أرض خصبة لوقوع انقلابات واحتفالات…..إلخ العراق بوضعه الحالي أيضا غير مستقر بسبب الصراع القومي والمذهبي، لذلك يحتاج جعل العراق من أربعة او خمسة اقاليم، لكن هل اخوانك الإسلاميين الشيعة، يقبلون بذلك؟ كلا والف كلا، النتيجة يمهدون الطريق لوقوع انقلابات بالمستقبل، لننظر إلى سوريا، وصل حافظ الأسد العلوي في انقلاب عسكري إلى الحكم في سوريا،

وورثه ابنه بشار بالحكم، وحدث ماحدث من قتال منذ عام ٢٠١١، بصفحة الربيع، النتيجة الغبي هرب من دمشق وترك أبناء قومه العلويين هدف لسكاكين الذباحين، بالقليل كان الاجدر به يستطيع إقامة إقليم الساحل ويحمي أبناء قومه، مثل قسد التي الآن تسيطر على ٤٠% من أراضي سوريا.

المعلقين الذين كتبوا تعليقات للإجابة على سؤال الدكتور الشبوط بغالبيتهم تعليقات عاطفية على سبيل المثال، المعلق فائق عبد الشهابي كتب (

ورائها اسرائيل وامريكا ومع الدول المجاورة التي يجعلونها وسيلة لتحقيق اهدافهم).
ابو اسامة العبادي كتب( قطر ودولاراتها…)

ابو جعفر التميمي كتب( مابيه على صح فهو صح وما بني على خطأ فهو بالتأكيد خطأ
جمع الحكومات التي حكمت العراق لم ولن تكون ديمقراطية
اي الشعب الحقيقي ليس له فيها يد با ستثناء التحول الاخير بعد
احتلال العراق نوع ما شعرنا بديمقراطيه مسلفنه
لا الحاكم يحكم بظمير الشعب ولا الشعب يحكم بظمير الحاكم).

ابو جعفر الركابي كتب( غياب الولاء للوطن وسبب ذلك عدم وجود دولة تمثل قاسما مشتركا يذوب فيه الجميع، أي تلك الدولة التي لا تفرق بين مواطنيها على دين او قومية او عرق.

وهذا الغياب للدولة أضاع الوطن بمنجزاته وعطائه لابنائه التي يفترض أن تكون جذوة للحب والولاء.

خلاصة : لادولة ولا وطن ولا ولاء الا بمنجزات).
اقول إلى الأخ الدكتور الشبوط المحترم، أن ظاهرة الانقلابات العسكرية في الدول العربية، ومنها العراق وسوريا واليمن والجزائر ومصر، تعكس وجود صراعات مذهبية وقومية، تعكس عدم وجود عدالة من قبل الأنظمة الحاكمة في العراق وسوريا واليمن، بسبب غياب المشاركة السياسية الحقيقية، وضعف المؤسسات المدنية، وتركز السلطة في يد مكون أقلية،

مضاف لذلك، دول كبرى مثل السوفيت أو أمريكا والناتو، قاموا بدعم ضباط في جيوش تلك الدول العربية، بجعل الجيش أداة لتغيير السلطة، يفترض بالجيش يكون واجبه حماية الحدود وليس السيطرة على الحكم، العسكر اذا دخلوا بالسياسة أفسدوها، الانقلابات غالبًا ما جاءت كرد فعل على قضية فلسطين، واستمرار الصراع، قادة الانقلاب الطامحين بالسلطة، بعد أن يقوموا بقلب النظام، حجتهم تكون محاربة الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنظام السابق، ويرفعون شعار تحرير فصطين أو فلسطين ههههه.

الانقلابات التي وقعت بالعراق بعام ١٩٤٠ وفي عام ١٩٥٨ وفي مصر عام ١٩٥٢، وفي اليمن عام ١٩٦٣، تأثر قادة الانقلابات العسكرية في صعود الفكر القومي العربي الاشتراكي الشيوعي، لكن دول الغرب أوجدت حزب البعث في عمل انقلابات مضادة ضد الأنظمة العسكرية التي أسقطت عملاء الاستعمار من الأنظمة الملكية في العراق ومصر، أو النظام الجمهوري في سوريا الذي صنعه الفرنسيين، وكان قادة العسكر يبررون انقلاباتهم كوسيلة لتحقيق الإصلاح الوطني.

غالبية الدول العربية تعاني من الانقسامات الداخلية، مثل الاختلافات الدينية والمذهبية والقومية والطائفية بل حتى يدعمون الانقسامات القبلية مثل مانراه اليوم بين قبائل شرق ليبيا مع قبائل غرب ليبيا، وجود هذه الاختلافات تكون عامل إلى استدامة للاضطرابات السياسية، مما مهد الطريق أمام الانقلابات،

مضاف لذلك التدخل الخارجي، لذلك القوى الإقليمية والدولية لعبت دورًا في دعم أو تحريض انقلابات لخدمة مصالحها في المنطقة، بعد أن عجزوا عن إسقاط نظام البعث بالعراق من خلال العسكر، قامت أمريكا في غزو العراق واسقاط نظامه المجرم المستبد، وعندما عجزوا عن إسقاط نظام البعث السوري ، احضروا عشرات آلاف الإرهابيين من كل دول العالم،

مضاف لذلك بظل وجود مجاميع مسلحة اخوانية وهابية تكفيرية سورية على الأرض السورية، عملت تركيا والناتو على حمايتهم، تم دعم هذه العصابات، وتم احتلال دمشق وهروب الرفيق بشار الأسد إلى روسيا، وصلت به النذالة ورط أبناء الطائفة العلوية بصراع مع مجاميع إرهابية ترى قتل المواطن العلوي قربة إلى الله عزوجل.
الانقلابات العسكرية وقع اغلبها في الخمسينات والستينات

بتشجيع غربي لنشر الفكر القومي والوطني
لمواجهة المد الشيوعي، حيث كانت الجماهير المؤيدة للشيوعيين تعلن معاداتها إلى
القوى الإمبريالية الرأسمالية.

السؤال الأهم والأولى هو متى يتوقف تدخل العسكر أو تتوقف دول الغرب بدعم عصابات إرهابية لاسقاط أنظمة عربية مستبدة مثل النظام البعثي السوري الذي رفض التطبيع مع نتنياهو، لذلك تم استغلال الوضع الطائفي السوري من قبل نتنياهو والغرب وبدعم تركي طائفي مع رغبة عثمانية توسعية جديدة إلى إسقاط النظام السوري من خلال عصابات القاعدة بقيادة المجرم الجولاني السفياني.

ماهو الحل؟
الحل بالوضع العراقي بما اننا عراقيين، على ساسة الشيعة ترك قضية فلسطين الخاسرة، وإقامة إقليم وسط وجنوب قوي، ودعم إقامة اقاليم للاكراد مع التركمان والاقليات الشيعة والعرب السنة والمسيح في كركوك والموصل وجزء من ديالى وصلاح الدين، وإعطاء المناطق الغربية إقليم إلى السنة، ويتم إنهاء الصراع للابد، يمكن دعم شيخ عربي سني ليقيم له إمارة بغرب العراق وبادية الموصل في الإقليم السني.
كان في إمكان النذل بشار الأسد عمل إقليم الساحل وإعطاء الاكراد إقليم، ولأنقذ الأطفال والنساء من العلويين من الإبادة بسببه،

لا أظن تركيا والجولاني السفياني يعطي إقليم للعلويين ومن حسن حظ الدروز يعيشون بمناطق مجاورة إلى إسرائيل، حيث يوجد غالبية أبناء الدروز قادة وضباط وجنود في الجيش الاسرائيلي بالتأكيد يقومون بحماية الدروز من سكاكين المجرم الجولاني.
تصوروا نجل المقبور المجرم عبدالله عزام، دكتور حذيفة والذي تستضيفه حتى قنوات شيعية مقاومة، وكان ينفخ بالمقاومين الشيعة لزجهم بحرب مع الصهاينة، أمس كتب على منصة x يدعو أنصاره السفيانيين في سوريا إلى إبادة العلويين دون تصوير جرائم القتل، قال بكل وقاحة( طائفة أجرمت) يعني حلل قتل أبناء الطائفة العلوية المرأة والطفل العلوي بنظره عادي قتلهم.

هذا النوع من التفكير الاجرامي بات غالب على عقول الجماهير العربية السنية من أنصار حركة الإخوان المسلمين المتوهبين، نطلب من ساسة احزاب شيعة العراق، الكف عن اتباع النرجسية بالتعامل مع مايحدث بالمنطقة، شيعة العراق ليس في مأمن من مايجري، لذلك بات من الضروري التركيز على إيجاد مشروع لإقامة إقليم وسط وجنوب بعيدا عن مصالح ساسة الأحزاب الشيعية الشخصية والفئوية، انا من باب النصح، عدم تكرار أخطاء شيعة افغانستان، تكلمت مع قيادي في حزب الوحدة الشيعي عام ٢٠١٤ قلت له عزيزي اعملوا كونفدرالية الشمال انتم والطاجيك والاوزبك لضمان عدم عودة طالبان،

اقسم بالله سخر مني وضحك ضحكة قوية، وقال لي بابا انتهى شيء اسمه طالبان والبشتون يعيدون لحكم افغانستان، الاقليات الأفغانية أصبحوا اكثرية؟؟ النتيجة عادت طالبان للحكم، الحمار بشار الاسد، كان في استطاعته يطرح نفسه ملك دستوري لسوريا، وانا طرحت هذا الرأي على وزيرة المغتربين الرفيقة بثينة شعبان بعام ٢٠٠٦ لكن العقلية متعفنة، كان في استطاعته إقامة قوات مسلحة لحماية أبناء الساحل، النتيجة هرب وتبخر جيشه،

ولننظر ماججري امس واليوم من حملات إبادة في اللاذقية وطرطوس وبانياس وغيرها، وضع العراق يحتاج إيجاد نظام سياسي مستقر، إقامة إقليم وسط وجنوب قوي، ودعم شركاء الوطن في إقامة اقاليم مشتركة فيما بينهم، أردوغان قال قبل عدة سنوات خارطة تركيا تكبر، وفعلا سيطر على سوريا، اكيد سوف يضم حلب وادلب والرقة والحسكة وبطريقة الموصل وكركوك إلى تركيا إن طال الزمان ام قصر.
أردوغان عرض نفسه شرطي لتنفيذ مخططات الغرب، بينما الشيعة تبنوا قضية فلسطين الخاسرة، ومعاداة الصهيونية المهيمنة على العالم، اكيد يتم استهداف القوى الشيعة بكل الطرق وفي اسم إيران وتمددها، بصراحة الشيعة يتصرفون بتصرفات خاطئة وبها رعونية،

لم أجد ولا رواية من إحداث خراب الشام وظهور السفياني تطلب من الشيعة تحرير فلسطين، قولي عني منبطح ومتصهين، لأنكم لا تفكرون في كيفية حماية أطفال ونساء شيعة العراق من جرائم التكفيريين بل غالبيتكم يهرب في وقت الكارثة مثل هروب رفيق بشار الاسد، ورأينا كيف ترك أبناء العلويين عرضة للابادة والقتل والسبي مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي وعراقي مستقل.
26/12/2024