الشيعة والاستقلال العقائدي والخروج عن الإطار السائد..!!

الشيعة والاستقلال العقائدي والخروج عن الإطار السائد..!!

 

غيث العبيدي !!

 

الطائفة الشيعية، الجزء الأصغر من الشيئ الأكبر ”الاسلام“ تتبنى فكرة واتجاه ومعتقد أساسي مرتبط ارتباط وثيق بأرتباط زعاماتهم الدينية بأعرف معارف الله، وافضل الانبياء، واصلح الاولياء، المشتركين بفعل الطاعات والتاركين، للمحرمات، والسابقين للخيرات، ويعد ذلك الارتباط ”إستراتيجية لتنظيم الحياة“ فكل نشاطاتهم حاسمة وثمينة ومصيرية وفي محلها، لحل مشاكلهم بعيدا عن طبائع الغضب، لذلك يمكن أن نقول انها الطائفة الوحيدة ”حسنة الانقياد لله والأنبياء والاولياء“ وصلبة في كل مادون ذلك !!

 

بعد الحرب العالمية الثانية والسقوط المدوي للرجل المريض” الخلافة العثمانية“ والاستعمار الغربي للوطن العربي، ظل البريطانيين والفرنسيين يرجحون كفة ”الاستمالة والترويض“ على كفة ”القمع والعنف والتنكيل“ لكل الزعامات الدينية والسياسية والاجتماعية ”السنية“ بوصفها الأغلبية الساحقة في عموم الوطن العربي، الصانعة ”للقرارات الحاسمة“ والتي من الممكن أن تناهض تمظهرات الثقافة الغربية في البلاد العربية، وفق مبدأ كل ”طائفة أو رجل أو جماعة ممكن ترويضها“ بالاموال والمناصب وأشياء أخرى، ومن يومها انشغلت النخب السنية وتحت كل المسميات بقضاياهم الخاصة واشياءهم الأخرى!! وتزلفوا للأنظمة السياسية الأجنبية، الذين شرعوا لأنفسهم مايشاؤون في إطار العلمانية، ورأوا أنفسهم متحالفين معهم «استراتيجية البقاء في الواجهة السياسية» وملزمين بفلسفتهم وقوانينهم ونشاطاتهم الصلبة وفعالياتهم الناعمة، والتى تدعوا  ”للرفاهية الشاذة والفقر الاخلاقي“ في البلاد الإسلامية.

 

وفي هذا الفضاء الديني والسياسي والاجتماعي الشاسع والمترامي الأطراف، كانت ومازالت وستبقى الطائفة السنية، تسعى ”للبقاء في الريادة والعمل على استعادة مفقوداتها السياسية“ في العراق واليمن ولبنان وسوريا، لذلك قدمت نفسها على أنها ”فكر وفلسفة وسياسة ودين وحياة اجتماعية“ منسجمة تماما مع الغرب وتشريعاتة الأرضية، فيما الطائفة الشيعية كانت ومازالت وستبقى ”تقوم نفسها بنفسها“ فهي تمتلك كل الإمكانيات والوسائل التي تستطيع من خلالها الانسجام مع الغرب وتشريعاتة، لكنها تميزت عن غيرها بالايمان بالله، والتقوى والكفكفة النفسية، وخلخلة النسق السياسي الغربي المعادي للإسلام، ورفض المعتقد السياسي الغربي ”المعادي“ والسني ”المنسجم“ مع الغرب. أن نجاح الشيعة في قرار مقاومة الطغاة اعتمد على المعلومات والقرارات والعقل المدبر، وكسر ارادة العدو بدون قتال.

 

وبكيف الله.