زيارة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري للقاء أحمد الشرع (الجولاني)

زيارة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري للقاء أحمد الشرع (الجولاني)

ناجي الغزي                                              مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بإرسال وفد حكومي إلى سوريا ولقاء أحمد الشرع تحمل أبعادًا ودلالات متعددة على الصعيدين السياسي والأمني، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحساسة. يمكن تحليل هذه الخطوة على النحو التالي

1. بعد أمني واستخباراتي

• مواجهة التحديات المشتركة:
اللقاء يشير إلى رغبة عراقية في تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي مع سوريا لمواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، خاصة أن تنظيم داعش وغيره من الجماعات المسلحة ما زالت تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار البلدين.

دور جهاز المخابرات:
اختيار رئيس جهاز المخابرات لقيادة الوفد يُبرز الطابع الأمني والاستخباراتي لهذه الزيارة، ويعكس تركيز الحكومة العراقية على التعاون في ملف مكافحة الإرهاب.

2. دلالات سياسية داخلية
• إثبات القيادة المستقلة:
السوداني يظهر من خلال هذه المبادرة كرئيس وزراء يسعى لتغليب مصالح العراق على أي تحفظات داخلية أو حزبية، خاصة مع معارضة بعض قادة الإطار التنسيقي لهذه الخطوة.

• تقوية دور الحكومة:
السوداني يسعى إلى تقديم حكومته كصاحبة قرار مستقل وقادرة على تبني سياسات تتجاوز المألوف، بما يعكس رؤية طويلة المدى لتثبيت الاستقرار الإقليمي.

3. رسائل دولية وإقليمية
• التوازن بين المحاور: العراق يرسل رسالة واضحة بأنه يسعى إلى توازن في علاقاته مع جميع الأطراف، سواء في محور إيران وسوريا أو في علاقاته مع الولايات المتحدة ودول الخليج.

• الدعوة للاستقرار الإقليمي:
هذه الخطوة يمكن قراءتها كدعوة عراقية لضرورة تقوية التعاون الإقليمي بدلًا من استمرار الصراعات التي تستنزف دول المنطقة.

تقييم الزيارة
• إيجابية على المدى الطويل:
إذا ما تمت إدارتها بحكمة، فإن هذه الزيارة قد تؤدي إلى تقوية العلاقات العراقية-السورية وتعزيز أمن الحدود.

• مجازفة محسوبة:
برغم الانتقادات المحتملة، إلا أن السوداني يبدو مصممًا على اتباع نهج عملي يضع مصالح العراق الأمنية والسياسية في المقدمة.