معجم الكلمات العامية: يَوَلْ..يَوَلّو..يَوَلّي..!

معجم الكلمات العامية: يَوَلْ..يَوَلّو..يَوَلّي..!

تقي مطشر الشحماني ||

كلمات تُقال للمُخاطَبْ الأقل منزلة من المُخاطِبْ، وهي من لهجات الموصل وبعض مناطق بغداد فصاعدا لشمالها والغربية، وأكثر ما تقال لنداء الأولاد أو بعض الرجال الذين هم أدنى منزلة من المنادي أو الأصدقاء الذين لا كلفة بينهم، ويكثر استعمالها عند غناء العتابة مصاحبة مع (الربابة) حيث تحتاج إلى المد بالصوت ليناغم المد في العزف، مثل:
أوووووو، لا لا لا، يولوووو.
وتقال حين التخاطب مثلاً:
– يول موتتني ألف مرة صحت عليك مال الهفا.
– يولو ما تجي هين عش واجف بعيد.
– يولي خوما أظل أعيد وأصقل بالحچاية.
وهي تقال وتكرر بعد كل بيت أو بيتين من العتابة التي تصاحبها الربابة، مثل:
يول عبالي العيد يجمعنا معاكم
يول يمه يول يماااااااه
گبل الموت تا نگعد معاكم
يول عيني يول عيني
الهَمْ الصاب دلالي معاكم
يول يابا يول يابا
غثا من يوم فارگنا الأحباب
أو كما ترد في هذا الزهيري:
من نار حبك صرت ناحل جسم بس أكف
وأصبح رماد الگلب لا تعتقد بس أگف
ناديت حادي الضعن عفيه يول بس إگف
تا تشبع العين من ولف الجهل شوفي
وشوفي مع الماوفالي بعشرته شوفي
جاوبني وكتي جواب الكل وكت شافي
اللي بگاع الوطى ما يلحگ البسگف
وقد وجدت بحثا رائعاً عن جذر كلمة (يول) في (مجلة لغة العرب) للكاتب حنا ميخا الرسام، في باب (فوائد لغوية) هذا نصه:
(أصل كلمة يول (مُحَرَكَة الأولين مُشددة الآخر).
يكثر اهل الموصل من كلمة (يول) اذا خاطبوا الرجل وقليل من أهل بغداد يستعملونها.
ذهب الناس في أصلها مذهبين. فريق يزعم أنها مخففة أو مختزلة من ياول (أي يا هذا ول، أي إذهب) وجماعة تقول انها مخففة من قولهم يا ويلك أو ياويله، وهم يريدون بذلك (ياهذا)، ونظن أن كلا الفريقين واهم، وعندنا أن الرأي الأصح أنها مقطوعة أو مخففة من (يا وهِل) بكسر الهاء، والوهِل الرجل الضعيف والخائف والفَزِع ونسبة الضعف إلى الأنسان أمر مشهور وما قول العرب في مثل هذا المقام (ياهذا) إلا لأنهم ينسبون اليه الضعف وتخفيف المكسور العين أي إسكانه أمر مقرر عند النحاة إن في الأسماء وإن في الصفات أو النعوت ولنا رأي أخر وهو عندنا أصح الأراء الثلاثة المذكورة وهو أن (يا ول) مخففة عن (يا ولد) وأما وجه التخفيف فحدث أنهم أسكنوا اللام وهي لغة في المحركة ولما اسكنوها ضعف صوت الدال حتى أشبه التاء اللاحقة لبعض الألفاظ في الوقف ثم استغنوا عنها بالحذف لكثرة الاستعمال فصارت كما ترى، ومما يشهد على ذلك أن هذه اللفظة أكثر ما تستعمل لنداء الأولاد أو بعض الرجال الذين هم ادنى منزلة من المنادي أو الأصدقاء الذين لا كلفة بينهم وبين من يكلمهم: ونعرض للقراء رأيا خامسا وهو: أن (يول) مرخم عن (يولي)بتشديد الياء الأخيرة والولي هنا بمعنى المحب والصديق والعتيق (أي العبد المعتوق) ولهذا جاز استعمالها مع اصدقائك والذين انعمت عليهم)١.
…………………….
مجلة لغة العرب، الجزء٢/ كانون الثاني/١٩١٣ ص٣١٣-٣١٤. حنا ميخا الرسام.