بداية العام الدراسي وصعوبة المناهج من جديد

بداية العام الدراسي وصعوبة المناهج من جديد

يعيش الناس واقعا مضطربا، صعبا، وتحيط بهم تحديات كثيرة وأزمات حقيقية ومختلَقة وكلها تحتاج إلی حلول وتحصين وتفكير، وقريبا من هذا الواقع؛ تبرز معاناة الأسرة العراقية يسبب تغيير المناهج التربوية بعد 2003 وتغيير فلسفة التعليم في العراق، وتبني فلسفة التعليم الأمريكية التي تعمل علی تربية القطيع،

تربية جيلٍ تشغله صعوبة المناهج والسعي الی النجاح واستحصال المعدل العالي الذي يضمن التعيين، جيل المصالح الشخصية الخاصة، تلك الفلسفة التي تجعل التلاميذ والطلبة يعيشون العزلة والفردانية، ويفتقدون الی معنی الانتماء الی المجتمع ومنظومته القيمية،

فهذه الأجيال مولعة بالتكنولوجيا وتضعها في المرتبة الأولی قبل كل شيء، وقبل أي شخص، حتی قبل الوالدين!(١).
إن السؤال الأهم الآن هو : لماذا لاتنتبه الدولة والمؤسسات إلی هذا الأمر؟ لماذا لايقف مفكرو الأمة في مواجهته؟
لماذا لا أحد يسمع صوت العوائل وهي تشكو من صعوبة المناهج وعدم مناسبتها لأعمار التلاميذ والطلبة ومستوياتهم الفكرية؟ لماذا لا أحد يسمع صوت الأسرة وهي محتارة في تدبير أمورها وتوفير أموال المعاهد الأهلية والملازم وخطوط النقل؟

ولماذا لايثير الإعلام هذه القضايا؟

فمن الواضح أن إعلامنا واستراتيجيات مؤسساتنا قائمة علی رد الفعل تجاه كل ما تثيره المؤسسة الغربية ومنظماتها وأدواتها، التي تعمل علی تسطيح القضايا، وتصدير الأمور الثانوية وإخفاء الأمور والقضايا المهمة المصيرية،

فهم من بدأ بعمل الجيوش الإلكترونية الموجهة، وفي مقابلها ركضت الأحزاب وحتی المؤسسات الحكومية إلی تأسيس جيوش إلكترونية، تعيش رد الفعل، وباتت تحشر نفسها في كل القضايا وتشوهها ، فكرية، ثقافية، فنية، نقدية…الخ مستغلين انشغال النخب والأكاديمين وعزلتهم غالبا، وانجرافهم هم أيضا خلف ما تطرحه المؤسسة الغربية كما لاحظنا في احتجاجات تشرين وغلق الجامعات والمدارس.. الخ

اليوم نكتب وننادي بأن تنتبه الأمة إلی أجيالها المسروقة، وننادي أن تنتبه الأمة الی هذه الخطورة، وهذه المناداة جاءت قبل أعوام ولكن مازالت عائمة بسبب إيقاع الحياة السريع الذي أسسه الإرهاب القيمي وكذلك للأسباب التي ذكرنا وغيرها من الأسباب التي لايتسع المجال لذكرها هنا.

لمتابعة مقالات د.أمل الأسدي
https://t.me/Ab_Wahab