كيف نعكس أخلاقنا الأسلامية في ممارسة الشعائر الحسينية

كيف نعكس أخلاقنا الأسلامية في ممارسة الشعائر الحسينية

فرج الخزاعي  

الطقوس هي مجموعة من الإجراءات التي يؤديها بعض الأشخاص، والتي تُقام أساسًا لقيمتها الرمزية وقد يحدد تلك الطقوس أو المراسم تراث الجماعة المشتركة، بما في ذلك المجتمعات الدينية.وتعد الطقوس الدينية أهم المكونات الأساسية في مختلف الاديان والمعتقدات عبر العصور فهي تمثل سلوكيات وافعالأَ راسخة ذات طابع رمزي ودلالات عمقية , تتكرربشكل منتظم في أطار جماعي محدد ، تشكل هذه الطقوس جسراً بين الأنسان والعالم المقدس وتتيح له التعبير عن أيمانه ومشاعرهالروحية ،كما تعزز أنتماءه لجماعته الدينية ،.

أما الشعائر الحسينية في ممارسات روحية تهذب النفس وتزيد في التقوى  توارثها محبي آل البيت جيل بعد جيل عن طريق أفعال وأقوال الأئمة الأطهار عليهم السلام فقد وضع النبي الاكرم صلى الله عليه و آله اللبنة الاولى للعزاء الحسيني ببكائه على مصائب الحسين عند ولادته و أيضاً بعد ذلك في مناسبات اخرى، ثم و بعد استشهاد  أبا عبدالله الحسين (ع) عليه السلام قام الأمام علي بن الحسين السجاد ( ع ) بالدور البارز في مجال تأسيس المجالس الحسينية و إحياء الشعائر الحسينية. فقد بكى الامام السجاد عليه السلام اربعين سنة على أبيه الحسين عليه السلام، و جهد بكل ما في وسعه ليُبقي النهضة الحسينية حية نابضة، فكلما قدم اليه الماء و الطعام كان يبكي. ويقول عليه السلام (  إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِي لِذَلِكَ عَبْرَةٌ"   ) وتوالى التأكيد على أقامة الشعائر الحسينية متواتراً عند الأئمة الأطهار  ولكن ومع مرور الزمن دخلت بعض الطقوسوالممارسات التي لاتمت للشعائر الحسينية بصلة وقد يكون دخول هذه الطقوس وممارستها من قبل محبي آل البيت وخاصة عامة الناس راجع لأمرين أما لبساطة الناس وجهلهم وتعلقهم الفطري الكبير بسيد الشهداء للحد الذي يجذبهم أي فعل أو ممارسة بها ذكر لمصيبة الحسيسن وآل بيته ألطهار دون الألتفات الى عدم مقبولية تلك الممارسة أو ذلك السلوك، وأما لأن هناك هناك جهات مغرضة وعدوة لمذهب آل البيت وما أكثرها خاصة في العصر الحديث  أرادت دس  السم بالعسل لتشويه هذه الشعائر المقدسة التي أصبحت ومع تطور وسائل الأتصال السريع مثار أعجاب ودهشة العالم بأسره . فكيف لأناس من عامة الناس يشكلون سرادق الخدمة والعزاء على طول الطرق المؤدية من المدن العراقية قريبها وبعيدها لخدمة وأطعام الزائرين المتوجهين صوب سيد الشهداء ( ع ) وكيف لبقعة صغيرة هي أرض كربلاء المقدسة أن تستوعب هذه الملايين الزاحفة صوبها , ورغم الأكتظاظ والتدافع الذي يحصل فلم تسجل حادثة شجار بين الزوار ورغم التهديدات الآمنية  من قبل الحكام وعلى مر الأزمنة فقد ظلت الشعائر الحسينية راسخة في عقول وضمائر الناس  رغم بطش وجور السلطات

وصدق الشاعر الرادود الحسيني عبد الرسول محيي الدين  رحمه الله فقد وصف مضايقات الحكام وردود أفعال محبي الحسين (ع) فقال في جانب من قصيدته الخالده ( يحسين بضمايرنا )

چنّه من نجي نـزورك.            علـى العـــــــاده المأتلفـه

يتحجـج علينـه ايريـد.            يمنــــــــعنـه بألـف حرفـه

ﮔال اللي يزور حسين.                وله مهمـــــا يكـن ظرفـه

عليه ميّت ذهب يدفـع.                رسـم ازيـــــارتـه ايكلفـه

دفعنه وكل شخص مِنّه.                 يشعـر بعــــــده مـا وفّـه

شنهو الذهب شنهو المال.                   اليحب يتوطـن الحتفـه

رد ﮔال اليزور حسين.               من ايـده ينــﮕــطـع چفّـه 

انطينه اچفوفنه بالحال.                وركــضنه نـزورك بلهفـه

عنك ما منعنه الخوف.              ﮔطعـو من ايدينـه چفـوف

مـن الالـم مـا صحنـه.                   صحنـه بيـــــــــــك آمنه

واليوم مع فسحة الحرية التي نعيشها في عراقنا الحبيب ومع تصاعد وتيرة وأقبال الناس على أحياء الشعائر الحسينية وما يرافقها من خدمة متنوعة أضافة الى زيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء الحسين ( ع ) فأن ذلك يضيف مسؤوليات جسيمة على محبي آل البيت من خلال تشذيب الشعائر من كل سلوكيات وممارسات دخيلة يحاول البعض بعمد أو بجهل من ممارستها بين جموع الزائرين , وهذا الأمر يقع على عاتق الجميع فهو مسؤولية تضامنية بين الجهات ألأمنية والقائمين على المواكب وأصحاب المنابر الحسينية من نخب القراء المتنورين والذين تقع على عاتقهم مسؤولية نقد وتعرية كل سلوك شاذ يحاول الأساءة للشعائر الحسينية المقدسة التي أصبحت عنواناُ ومناراُ يهتدي به كل أحرار العالم ويكفينا فخراُ أن يردد المهاتما غاندي قوله المأثور( تعلمتُ من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) 

والأمر الأخر والمهم على الحسينيين أبعاد هذه الشعائر المقدسة عن ادران السياسية والمتطفلين من ساسة الفساد الذين يحاولون تلميع وجوههم الكالحة من خلال أختراق الشعائر بعدة صور ومنها الدعم المادي أو الحضور الشخصي ولنا في الهفوة التي حدثت أثناء رفع راية الأمام الحسين عبرة ولنجعل شعارنا ماكان لله ينمو ، ولتكن أعمالنا وأفعالنا خالصة لوجه الله تعالى والتقرب له تبارك وتعالى من خلال حب آل بيت الرسول عليهم السلام وأن نعكس أخلاقنا الأسلامية وماتربينا عليه من خلال السير العطرة لأئمتنا الأطهار فلا خير في شعائر لاتربي النفس وتهذب السلوك وتبعد كل سلوك عدواني مقرون بسوء الخلق.

السلام على الحسين

وعلى علي بن الحسين 

وعلى اولاد الحسين

وعلى أصحاب الحسين

السلام على قطيع الكفين ساقي عطاشا كربلاء

السلام على أم المصائب والرزايا زينب الحوراء ورحمة الله وبركاته