أسباب التخلف الثقافي في الدول الإسلامية
الشيخ عباس الخاقاني
ساقتصر على الحديث في الاسباب .
قد يكون الواقع نتاجا لاسباب متعددة وقد ترجع الاسباب الى ازمنة قديمة.
والحركة الثقافية في الدول الاسلامية على مدى قرون لم تكن لها مؤسسة تعنى بها ولا منشاة توفر الاجواء المناسبة لها.واقتصرت الحركة على الدراسة الدينية التي لم تخرج عن المساجد الا قليلا.وفي كل الاحوال لم تتجاوز المساجد والمدارس الدينية، وجل البحث قد اقتصر على المواضيع الدينية فقها و اصولا وعقيدة وتفسيرا واخلاقا وما هو مقدمات لذلك كالمنطق وعلوم العربية وربما الفلسفة.وقد استمر هذا الحال الى بدايات القرن العشرين. وهذا ما انعكس تعثرا بل جمودا في الحركة الفكرية والثقافية في المضامير غير الدينية على مدى قرون.ولهذه المشكلة ابعاد اكبر في الفضاء السني اذ سدوا باب الاجتهاد وقلصوا مساحة الانتاج الفكري الى حد بعيد.
نفس هذه المشكلة وقعت فيها امم وحضارات كالصين التي ظلت اسير الفلسفة الكونفوشيوسية الى القرن العشرين واليابانية التي عاشت ضيق مساحة الفكر والحفاظ على الهوية والتقاليد الى ان فرض الغرب عليها بعض التغييرات في القرن التاسع عشر.
في المقابل كان العالم الغربي في طور الصيرورة الجديدة بعد أن قرر التمرد على الواقع السائد ابان السلطة الكنسية المجحفة.والتمرد على نظام سائد باطار فكري خاص به هيمن لقرون ومن منطلق ديني يحتاج الى طرح رؤية جديدة تشمل الرؤية الكونية وادارة الدول وحقوق المواطنة ووووو مما يشكل نقطة اعتراض ورفض من دعاة التغيير.
ويدعم ذلك ما تحقق من اكتشافات في الجانب الصناعي والذي كان له عظيم الاثر على الواقع الحياتي للشعوب.وكان للمنع والعقوبات الوحشية في قرون التسلط الكنسي الذي بدا في القرن التاسع الميلادي اثره الكبير في الاندفاعة الهائلة للبحث بعد سقوط هيمنة الكنيسة.وتوسعت دراساتهم لتشمل كل نتاجات حضارات العالم، والمتابع يعرف ان الكثير من بعثات المستشرقين لم تكن برعاية الدول ،بل كانت ممولة من مؤسسات غير حكومية كجامعات في المانيا وبريطانيا وفرنسا.
وكيف كان فان ماحصل في الغرب لم يكن قد حصل في ارض الاسلام .ولم ينظر في القرون الماضية الى الصراع مع الغرب على انه صراع حضاري ليقتضي التحرك على المستوى الثقافي والتنظيري.ونستطيع ان نقول حتى صراع العثمانيين مع اوربا لم يكن حضاريا ليترك اثره على عالم الفكر، بل كان عسكريا لغرض الهيمنة .والتركيز على بناء القوة لا ينعكس على الفكر كما حصل في اسبارطة في
اليونان وحضارة الفايكنغ في شمال اوربا.اذ لم تخلف الحضارتان شيئا يذكر في الفكر.
نعم الاحتكاك مع الاوربيين قبيل و في القرن التاسع عشر من حملة نابليون على مصر
١٧٩٨ م ثم احتلال الجزائر ١٨٣٠ م واحتلال دولة البنغال ١٩٥٩ م ثم احتلال مصر عام ١٨٨٢ م.وتوالي سقوط الدول المسلمة واحتلالها من قبل الغرب قد حرك البعض باتجاه البحث فبعض نظر للفكر الغربي تاثرا به وبعض انبرى للدفاع عن الهوية وسياخذ ذلك وقتا قبل ان تنشط افاق الفكر وينعكس ذلك على ثقافة مجتمعاتنا.
ارسال التعليق