أهل الرياضة

أهل الرياضة
يحرص الرياضيون على تواصلهم الاجتماعي بشكل قد يكون مختلفاً عن الباقين ، ولعل الروح الرياضية التي تضرب بها الأمثال خير شاهد على صفاء النفس وجمال الروح لدى الرياضيين الذين يحسدهم البعض على سر تمسكهم ومواقفهم الرجولية التي تعبر بصدق عن عالمهم الجميل . عالم الرياضة الذي مهما حاول العابثون شق صفّه إلى إنهم عجزوا وأيقنوا استحالة ذلك . ولأني لا أريد الخوض في تلك الأمور كثيرًا وأكتفي بالإشارة إلى ما حققه أسود الرافدين عام 2007 وكيف كانت الرياضة السلاح الفتاك الذي استطاع أن ينتصر على الإرهاب ويبعث برسالة تحمل معها لغة السلام والمحبة لبلد عانى من الحروب والويلات وأجهضت آماله المؤامرات . حقيقة لم أندهش أبدًا من موقف نجم الكرة الموصلية الكابتن محمد فتحي وهو يفتح ذراعيه مستقبلاً زميلنا الصحفي محمد الشريفي في منزله بعد أن حالت الظروف دون وصوله إلى داره في النجف الأشرف قادمًا من إقليم كردستان ، ليتجه مضطرًا إلى محافظة نينوى ويهاتف فتحي الذي كان باستقباله وحرص على اصطحابه بسيارته الخاصة والقيام بواجب الضيافة العراقية الأصيلة تجاه أخيه الذي لم يتسنَ له رؤيته سابقاً ، لكنه يعرف تمامًا أنه من " أهل الرياضة " . لم أنتظر طويلاً كي أثمن موقف فتحي بالكلمات ، وحرصت على مهاتفته والتعبير عن شكري وامتناني لطيبة أهالي الحدباء وعشقهم المتجذر للرياضة وفي طليعتهم مدرب الموصل ونجمها الكروي البارز الذي فتح صفحة جديدة في سجله كمواطن عراقي تضاف إلى سجله الحافل بالعطاء لاعبًا كبيرًا ومدربًا خلوقاً صال وجال في الملاعب ورفع سم مدينته عاليًا في المحافل الرياضية . شعرت بمرارة الكلام الذي تحدث به فتحي وكيف يلعن الأقدار التي جعلت أبن النجف يبتعد عن أم الربيعين ويخشى من خفافيش الظلام وأيادي الإرهاب الأعمى التي تحاول زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء البلد الواحد . زيارة الشريفي للموصل بددت تلك المخاوف التي عملت الأيدي الخفيّة على الترويج لها وأعطت إشارة واضحة ودلالات رائعة جسدت طيبة العراقي وحبه لأخيه دون أن يتأثر بكل من يحاول أن يلحق السوء والأذى بالعراق وأهله . ليطمئن الجميع أننا بإمكاننا أن نجتمع في أي نقطة من بقاع أرض عراق الخير والعطاء ، وغدًا سأحمل معي " تمر الناصرية " والشريفي سيجلب لنا " الدهينة النجفية " وننتظر من فتحي أن يذوّقنا " طرشي الموصل الشهير " وسنتعانق بحرارة بكل زمان وفي أي مكان ، في بيوتنا وفي ملاعبنا ، نعم سنلتقي في جذع النخلة وفرانسو حريري وملعب الشعب ، لنوجه رسالة للدخلاء .." لن تستطيعوا أن تفرقوا هذا الشعب "

ارسال التعليق