الحسين ومسيرة الكون
بقلم أ.د. عبدالحسين العَمري
قليلة تلك الأحداث والوقائع التي يقف أمامها التاريخ متأملاً... كيف وقعت؟... ولماذا وقعت؟ وما السر في ديمومتها؟...
ولعل الحسين عليه السلام ونهضته هي من الأحداث القليلة جدا التي أخذت بعدها الزمكاني افقياً وعمودياً على مساحة الزمان والمكان... ففي الزمان أخذت عمقها أفقيا وعمودياً.. لأنها لم تنحسر ضمن زاوية زمن الواقعة، بل انتفضت على زمنها وبدلا من ان يقيدها لصالحه... فقد قيدته لصالحه ووقع اسيرها المرتهن فمارست اتساعها الأفقي والعمودي منذ 1400 عام حتى امتلكت زمام الزمن...
وفي المكان... فقد أراد الطغاة من صحراء كربلاء أن تكون مدفناً أبديا لتلك النهضة العظيمة.. فتحول المكان باتساعه افقياً وعمودياً.. إلى شعلة وهاجة تنجذب إليها القلوب والابصار والاسماع... فكم من سامع جذبته ليرى أثر تلك الوقعة بعين بصيرته.. فصهرته في بوتقتها.. فتحول إلى داعية لها وإليها.. وكم من ضال اهتدى بنور تلك الشعلة فارتد مبصراً طريقه...
ومن هنا ندرك أن الزمكان الحسيني هو زمكان خاص به... متفرد في طريقه.. يتطلع إلى صياغة الكون كله عبر مسارات لا علاقة للآخرين بها..
ولذلك نفهم ان المسارات الزمكانية في تناغمها مع نهضة الحسين عليه السلام... لم تكن مخطئة... بل كانت تسايرها وتساعدها أحيانا... بل وحتى تضع طاقاتها في تلبية مرادها المطلوب ومسارها المحجوب... وما تلك المنعطفات التاريخية الضيقة التي تمر بها النهضة الحسينية المقدسة ماكانت لتكون لتكون بتلك الصفة إلا لتخرج منها النهضة أقوى وأبعد تأثيراً.. بل إنها تتفجر كالبراكين حينما تقذف حممها إلى أبعد ما يكون لتخلق بؤراً جديدة من التأثير.. وهكذا في متوالية هندسية خلقتها لنفسها لا يعلم تأثيرها ومداها إلا الله...
لله أنت ياأبا عبدالله
أرادوا قتلك فقتلتهم
حاولوا دفنك فدفنتهم
حاولوا عزلك فعزلتهم
حاولوا تغييبك فغيبتهم
حاولوا تشويهك فكشفتهم
حاولوا خداعنا فانتفضنا بك
حاولوا طمسك فطمستهم
حاولوا وحاولوا وحاولوا...... كلما حاولوا خنقك تعود أنت لتخنقهم بأقوى مايمكن...
أي سر أنت!!
أشهد أنك في وجودك
وأشهد أن وجودك فيك
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم ولنا الأجر والثواب بمصابنا هذا المتجدد عبر الزمان والمكان... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر لنا بالحسين
وارحمنا بالحسين
واعف عنا بالحسين
وارزقنا بالحسين
واكتبنا من عشاق الحسين
واحشرنا على نهج الحسين
بحق الحسين وآل الحسين
اللهم آمين
عبدالحسين العَمري
ارسال التعليق