-فتاة ، وقناة -

-فتاة ، وقناة -

فتاة  جنوبية جميلة عمرها (٢٠) سنة محبوبة شريفة صادقة في افعالها واقوالها ، استطاعت ان تدخل قلوب الذين عرفوها  ، فكانت ايقونة الحب والجمال والشرف والوفاء والايمان بالله وارضها ووطنها 

 

كان مضيف ابيها على مشارف الاهوار، وعندما خرجت  هذه البنت الى الدنيا في يوم ولادتها قبل عشرين عاما اختار لها ابوها اسماً  وسمّاها ( أهوار) فعشقت أهوار  الهور والبردي والقصب ، واصبحت بين (الفتاة أهوار) واهوار العراق الجنوبية علاقة اسم وفكر ومصير 

 

عاشت أهوار مع ابناء الجنوب في جهادهم وهي تشجعهم وتحارب معهم   ،فقد  رافقت المجا# هدين على سواتر القتال ، واصابها ما اصابها من حرمان وقتل وجراح  

 

(أهوار) فتاة لا تنسى ماضيها واسمها يشرفها ، جاء احد اقاربها من سكنة بغداد ليخطبها ، ولكنها رفضت ان تفارق هذه الارض وذكريتها وهي كانت ولاتزال تحب شاباً من ابناء عشيرتها اسمه (برهان) الذي قتله العفلقيون في احدى غاراتهم  الغادرة بعد ان قطعوا عنه ماء الشرب 

 

وكثر الخاطبون ولكن أهوار ترفضهم جميعا ، وبعد الحاح وملامة وبعد ان هاجر معظم ابناء عشيرتها الى المدن ، واوشكت ان تبقى وحيدةً  في ارض جنوبها الكربلائية ....

 

تعاني  قطع الماء عنها وجفاف ارضها وعطش اهلها وسبي زينبها وبكاء سكينتها ،  وقتل عباسها وقاسمها

 

وافقت (أهوار) على الزواج مرغمة. 

 

ولكن خطيبها اشترط  عليها ان تبدّل اسمها لانه يخجل من اصدقائه البغداديين والمسؤولين في الامة العربية  ان يكون اسم خطيبته هو (أهوار) 

 

فبكت واقسمت بالله انها لا تفارق اسمها  مهما دفعت من ثمن ، ولن يتم عقد زواجها الا باسمها الذي تعرفه الناس وهو ( أهوار) ، وهذا هو اسم ارضها ووطنها الاوطان لا تبدل اسماءها ، 

 

ولكن اقاربها في بغداد حاصروها وفرضوا عليها ان تصمت ولا تتكلم ولا تبث افكارها  وحبها لارضها على مسامع المعجبين بهذه الارض وهذا العراق وهذه ( الاهوار)    

 

وقفت (أهوار) التاريخ على مشارف  المجد تنادي ( الا من ناصر ينصرنا ) وههلهلت في ايام عاشوراء ، واهل الجنوب يعرفون ان هلاهل عاشور ليس هلاهل فرح ، وانما هي هلاهل استثارة  واستنهاض لهمم الرجال كي لا يلحقهم العار عندما تُسبىٰ ( أهوار) وتقاد ذليلة وقد اراد   البغداديون  تبديل اسمها وخلع  حجابها وان يلبسوها ما قصر من الملابس ويقصوا ظفائرها ، ويغيروا  لون شعرها   

 

ستبقى اهوار تتحدى اقاربها البغداديين محتفظة بتاريخها وقصبها وشيلتها وعباءتها  ومجالسها الحسينية وناصريتها وعمارتها وبصرتها 

 

مرددة ابيات من الشعر سمعت (دلال شمالي) تغنيها عندما كانت اهوار تحب ابن عشيرتها (برهان) الذي قتله العفلقيون:

 دعني لسهدي عن هوايَ فلا تسلْ 

ياهاجري ماعادَ ظلمك يُحتَمَلْ 

 

اتبيعُ قلبي وهو جنة شاعر ؟

لو لاه ما عرف الهوى معنى  الغزلْ

 

والذكرياتُ سرابُ حلمٍ عابرٍ  

أضحت رماداً والزمان بها ارتحلْ

 

وبعد ان كانت  الفتاة أهوار  فقيرة ( مگرودة ) لا يذكرها ذاكر  تحولت  الفتاة الى قناة  فصارت ( قناة الاهوار ) 

 

وبين فتاة وقناة  تحريك نقطة واحدة فقط   ،ونحن ابناء الجنوب نجيد لعبة حروف اللغة والسياسة والايمان  والجها# د  والاعلام 

 

لتبقىٰ قناة الاهوار  لسان حال الجنوب ، واتمنى ان لا يُسِكتَ الحاكمون   صوتَ زينب ، واحذروا الحليم  ( الجنوبي  المعيدي ) إذا غضب.

...................

عبدالعظيم العجلي 

 (٢٠٢٤/٧/٢٤م - ١٧/ محرم / ١٤٤٦هـ)

ارسال التعليق