العراق المنتصر في قبضة اللصوص
انتصر العراق وتألق واصبح بطلا كونيا في حربه مع عصابات داعش ، لكنه هزم وتراجع وتقزم امام عصابات الفساد ، فلا اقدام ولا شجاعة في مواجهة الكاتم . ذلك لأن داعش غصن من شجرة الفساد ، العراق يقترب من حافات الخطر .خبراء الاقتصاد يقولون : رغم انخفاض اسعار النفط ورغم تكاليف الحرب فان ما يجنيه العراق من عوائد النفط حاليا يكفيه لتلبية حاجاته وابقاء الشعب في مستوى جيد من الرفاه. لكن مانراه اليوم هو تزايد معدلات الفقر والبطالة والخصم من رواتب الموظفين والمتقاعدين وفرض الضرائب والاتاوات العشوائية على التجار والسوق . بينما معدلات الفساد واختفاء الاموال ثابتة لم تتأثر . سابقا تم تقسيم قوى اللصوصية الوطنية الى لصوص قابضين ولصوص متعاونين ولصوص صامتين . بعض المتعاونين دورهم المسرحي هو توجيه الشتائم والتهديدات الى اصدقاءهم لفاسدين . وقد بلغ عمر هذه التهديدات اكثر من عشر سنوات . وعبر هذه المعادلة أخذت شجرة الفساد تعطي ثمارا مرة من نوع اخر فأصبحت مراكز المدن ميدانا للسطو المسلح على المنازل . والسطو المسلح في الشارع . والخطف لاجل الفدية . وحمل السلاح واطلاق النار . وهناك العصابات المسلحة المتجولة التي تحمل باجات وهويات رسمية ، ومعارك العشائر التي تجري بسياقات عسكرية متطورة مع الاناشيد الحماسية. عدد من النواب والنائبات غضبوا ذات يوم فدعوا الى مكافحة الفساد وكشف الملفات. ولكن بعد اشهر من الخطابات النارية لاذ الرجال الاشداء بالصمت .وبقيت بعض النائبات في الميدان يتحدثن للفضائيات ويكشفن ملفات فساد خطيرة جدا ، ويواجهن هجوما اعلاميا وتهديدات واتهامات بلا حماية ، لم يترك المهاجمون تهمة الا الصقوها بهن ، وكل من يواجه الفساد يتم تسقيطه او خطف احد افراد اسرته او اختلاق ملفات ملفقة ضده وربما يتم اعتقاله ومحاكمته محاكمة عادلة ! وقد قتل الكثير ممن تحرشوا بفحول اللصوصية. اباطرة الفساد مستعدون لتفجير حرب اهلية تحرق كل شيء اذا شعروا بخطر حقيقي. ضحايا الفقر والحرمان وسكان الاحياء العشوائية وبيوت الصفيح هذا المجتمع المهمش الذي خرج من ازقته مقاتلو الحشد الشعبي اعلنوا مساندتهم لكل من يسعى الى مكافحة الفساد حتى لو كان لصا تائبا او لصا متقاعدا او لصا هاربا في دولة اخرى . وكثير من اؤلئك المقاتلين يشعرون بالمرارة لانهم انقذوا بلدهم من داعش ولم ينقذوه من ايدي اللصوص.
ارسال التعليق