ثورة الإمام الحسين (ع) استئصال لتطلعات الحكم الظالم

ثورة الإمام الحسين (ع)  استئصال  لتطلعات  الحكم الظالم
ثورة الإمام الحسين (ع) حدث متجدد في تاريخ الإنسانية باهدافها التحرريه الهادفه لردم واستئصال التطلعات إلى الحكم الظالم والتسلط على رقاب الناس وضمان لمبدأ حرية الإنسان وكرامته ومنحه حق الكلمة ليطالب بحقوقه والعيش بحياة كريمة بعيده كل البعد عن الذل والهوان تجسيدا للمبادى النبيله التي ارسى قيمها الإمام (ع) في ظل دولة تبشر الانسان بالقيم الإسلامية السمحاء مستوحات التي من رسالة جده المصطفى (ص) لحماية الدين الإسلامي من الذين يتربصون به ووضع حد للظلم والجور وفساد بني اميه الفاسقين وقدم الإمام الحسين (ع) حياته من اجل الدفاع عن الإسلام وحفظ قيمه. فثورته لم تكن لجمع المال والبحث عن الجاه فقد ناشد الإمام الحسين (ع) القوم بقوله الماثور «لم أخرج أشرا ولا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر... فمن قبلني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق. ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين . لقد قطع الإمام الحسين (ع) الشك باليقين عندما حدد هدف ثورته بكلمة «الإصلاح». فالإصلاح يعني أن تعيش الأمة معززة مكرمة، ينتشر بينها العدل، وتسودها روح المساواة، وتعلو فيها كلمة الحق؛ ضمانا للمحافظة على حرية الإنسان وصون حقوقه المشروعة. إن ثورة الإمام الحسين بن علي (ع) كانت ثورة التحرر الاممي ضد مظاهر التسلط والاستبداد وبقيت اهدافها النيره منذ استشهاده الباسل (ع) في سنة 61 هـ حتى يومنا هذ نموذجا للتحرر الانساني حتى وصل صداها إلى جميع أنحاء المعمورة. فراحت ألاقلام تسطّر ملحمة كربلاء الخالدة. وصدرت الكتب والموسوعات والدواوين المعبّرة عن أول ثورة انتصر الدم فيها على السيف.كما انها كما انها لم تكن ملكا لفئة دون أخرى بل هي للإنسانية جمعاء ويترابط في محتواها الوطني .فالامام الحسين عليه السلام فلسفة ثورة الوجود الانساني وقد سطر لها التاريخ المعاصر الخلود لنقاوة نضوجها الفكري فكانت واقعة عاشت حية في ضمير أحرار العالم لمحوريه المبادئ التي تحلت بها قضية الإمام الحسين كونها عمقت مبدأ التعايش السلمي والدفاع عن المظلومين في إطار النظام العالمي بما لها من العمق الفكري والنفسي لتهيئة البشرية وصولا إلى التكامل الفكري وفق نظام تحقيق العدالة بين البشر وإقرار مبدا المساواة . لان واقعة ألطف تمثل الخير وانتصار إرادة الأيمان والتضحيه على صراع المصالح . فالإمام الحسين سليل البيت المحمدي ثورة جاءت بعد تسلط الظالمين على رقاب المسلمين أولئك الطغاة من بني أميه فما كان من الحسين إلا إن يصحح ما أفسده البيت الأموي بحق مسار الإسلام المحمدي الأصيل ويحافظ عليه فكان الجواد الشامخ الشهيد الحي الذي لم يخرج لمحاربة الطغاة من اجل منصب دنيوي فقد قالها عليه السلام كما ذكرنا (لقد خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. فتذكروا دوماً هدفي ومبدئي ) . إن الإمام الحسين قد قتل من أجل انتصار الرسالة ألمحمديه التي أرسى أهدافها جده النبي محمد - ص- وقد اصطحب معه أصحابه وأهل بيته من النساء والصبية والأطفال من اجل التضحية ونصرت رسالة الإسلام ألمشرقه فقد ضحى من اجال ان يصان الشرف ولاعراض أ لجميع البشر وحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ واتباع اهل البيت في يوما ما لتسلط ونزوات يزيد التكفيري واقرأنه وهابية عصرنا الذين هدموا قبور البقيع قبور أهل البيت وصحابتهم الاطهار وهذا هو الامتداد بام عينه لنهج بني أميه الفاسقة ،الا ان العالم خلد إمام الانسانيه والرسالة الحسينيه رسالة الحق وبوابة الحق ضدالظلم فكانت الشهادة من اجل الحياة الكريمه على الذله لذا كان القدوة لدا الشعوب الحره . ان الإمام الحسين عليه السلام مشروع السلام ومنهج يضي الدرب وسارية الحق في كل ارض طاهره ومن فكر الإمام الحسين تحتفظ الأمم بكرامتها وعلينا ان نستفيد من دروسها في عملية التغير في ألنهج الإنساني للحضارة البشرية وتطورها ولابد من تصحيح مسار بعض الأفكار التي لم تفهم بعض الحقائق الحسينية في تلك المسيرة التي امتدت سنوات عبر التاريخ وهذا ما يكرمنا أن نستلهم القيم والمبادئ العالية المعاني التي سار من اجلها وسطرتها الركب الحسيني في يوم عاشوراء في كربلاء عام 61 للهجرة إلى عموم البشرية عنوانها التضحية والفداء من اجل تحقيق العدالة إذ لم يكن من احد وعبر التاريخ أن يمحو ألأثر الحسيني من أذهان البشرية، وبالأخص معركة ألطف الدامية، معركة انتصار الدم على السيف، التي تبقى نقطة لان تلك الثورة التي ما زال صدى كلمات قائدها الحسين العلوي الهاشمي يدوي وينادي إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني إن أرواحنا ياحسين فداك وتفيض الدموع لتلك النكبة التي لم يشهد الدهر أكبر منها في تاريخ الأنبياء والأوصياء. ان انتهاك الرسالة ألمحمديه وحرمة بيت ألنبوه البيت العلوي الشريف أعطى المبرر الواضح والسبب الرئيسي لقيام الثورة الجهادية ألحسينيه وجعلت البشرية تتطلع على السلوك الشاذ للحكام الأمويين ومن أمثال شاكلهم . فلولا تلك النهضة لما كان للإسلام أن يستقيم إلا بمجهود المصطفى(ص) وحماية الوصي الولي لامير المؤمنين علي (ع) وثورة الحسين(ع) سيد شباب أهل الجنة. ان ذكرى مأساة يوم عاشوراء الأليم ووقائع ملحمة ألطف الخالدة وفواجعها، تحيا ذكراها في كنف هذا الشهر الذي حَلّ ببوادي كربلاء من المصائب بآل البيت (عليهم السلام) ذكرى الدماء الزكية حيث جسد الإمام الحسين(عليه السلام) دعوة جده بتضحياته الجسام وأوقف تيار الظلم عند حدّه وأصلح أمة جده بثورته المباركة. ونحن والحمد لله قد احبانا الله تعالى بالهداية من اجل التمسك بالولاء لأهل بيت ألنبوه الأطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس،واختصّهم بالكرامة وانتجبهم للرسالة والإمامة. إن استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) فوق ثرى كربلاء تجعلنا ان نأخذ جميعاً من مناهجه الدرس تلو الدرس والعبر برشاقة ألقيمه إلايمانيه ومناهج تطور الفكر الإنساني لإرساء عالم متحضر متآخي لدحر الاستبداد والظلم والإرهاب الأسود مستلهمين ذلك من مواقع وسلوك ومنهج ثورة الأمام الحسين ومن مصاديق جهاده المحمدي الصحيح الذي رفض الظلم من اجل الحق . والعراق اليوم وبمناسبة ايام عاشورا و في ظل انتصار الدم على السيف الإرهابي اليزيدي نستشعر ونتابع بدا زمر المجاميع الإرهابية اليزيديه زيادة نشاطاتها الإجرامية وهي تستهدف طوائف الشعب العراقي ومكوناته الاجتماعية دون أخرى ودون استثناء، شيعة وسنة مسلمين ومسيحيين عرباً وأكراداً حكومة ومواطنين أن هذا الاستهداف لابد من إيقافه وعلى جميع الكتل السياسية من دون استثناء من اتخاذ موقف وطني موحد بوجوب الإسراع بتشخيص الارهاب السياسي وتضافر كل الجهود ألخيره جميعاً للوقوف بوجه الأعمال الإرهابية ومنعها من أن تنال من وحدة العراق وقوته وصموده وإيذاء شعبه وان يدرك العراقيون ان السقف الذي يظلـلنا جميعاً هو سقف بلدنا العراق والذي نريد له القوه والمنعة وإلا سنخسر حقوقنا ومصالحنا وسوف لن نتمكن أن نبني العراق ونعمل لبنائه من خيراته لازدهاره . إذا لذا يجب ان لا يتم التلاعب بإرادة الناخب العراقي ومصالحه ألوطنيه لان أي إخفاق او خرق يعني توسع جحور الشر والباطل وشيوع الدمار والخراب ونرفض ان يعبِّر الصراع السياسي عن روح الطائفة دون المواطنة لان من أهم أسس البناء الوطني هو مع قطع الانتماء الطائفي والعرقي ولكن يجب احترام الخصوصيات المذهبية والدينية لكل طائفة ودين . وان كانت هناك من جملة الأهداف المخطط لها من قبل بعض الأطراف لتمرير الوقت وإسقاط العملية السياسية برمتها والعودة بالعراق إلى المربع الأول المربع الذي تتحكم به النظم ألدكتاتوريه وسلطة الحزب الواحد القمعية وتغييب إرادة المواطن العراقي، فعلى المواطن أن يتنبّه إلى هذا الأمر ومدى خطورته على وطنه ومستقبله في ظل إطار النهظه ألحسينيه بعد أن استطاع الشعب العراقي أن يحقق ويرسخ إرادته واختياره وبناء المؤسسات الدستورية ودعم النهضة التنموية لتطوير الوطن وبنائه وتعميره واعتماد نظام التداول السلمي للسلطة واستطاعت الكثير من شرائح المجتمع العراقي أن تنال من حقوقها، وصار للمكونات السياسية المختلفة من أبناء هذا البلد مشاركة واسعة في السلطات الثلاث فعلى المواطن أن يكون بحجم التحدي للمخاطر التي يتعرض الوطن وأن يكون واعيا لذلك، كما يجب أن يكون له موقف يناسب هذا التحدي وهذه المخاطر يجب ان ترصد خصوصا ونحن في شهر محرم الحرام..شهر التحدي للظالمين والطواغيت وأعداء الشعوب .والشعب العراقي يستشعركم بالتقصير لأنه يتحدث عن دولة متحضرة ومتطوره ويطالب ان تظهر الدوله حقوق الشعب من دون محاصصه طائفية ونحن نستغرب بأن تخرج نتائج المشاورات والمداولات بطريقة تسحق مشاعر العراقيين بين الكتل على أساس تجاوز للقضاء الدستوري و لا شك إن النتائج ستكون على غير هذه الحالة من خلال الطعن الدستوري لدا المحكمة ألاتحاديه .ونتساءل عن المسؤولية الملقاة على عاتق مجلس النواب المتكلم باسم الشعب أن يتثبت من مصادر صلاحياته وأن يأخذ بعاقبة الامور والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الكراهية والعمل على بناء الترابط والتلاحم االبرلماني وعلينا ان نستفيد من القواعد لتي ارسى دعائمها الإمام على عليه السلام ومرتكزات ثورة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وهي بحد ذاتها ثورة على الباطل والتخلف والظلم حيث كان الإمام الحسين الرمز الانساني الخالد في ذاكرة التاريخ ما لنا إلا وان يتحلوا قادة العراق بالنهضه الحسينيه بوجوب كبح حب الذات والمصالح الفطرية تماما وأن يكون عامل مساعد في تذليل الصعاب مع الآخرين لا على أساس الكراهية والظلم وخرق الحقوق والتكفير والتهيمش وايقاف المساعي النبيله لحق الشعب لان المنظار الانساني ان ندرس ونستمد من واقعة الطف التاريخية معاني الحياة وفلسفتها ورسمته للمستقبل خطوط خارطة الطريق الواضح للأجيال وأظهرت في أهدافها التميز بين الحق والباطل وشكلت للمقام الحسيني عليه السلام أروع مثل القيم السمحاء لان في مدلولها الإنساني استقراء الطريق واستنطاق التاريخ لمرتكزاتها بما يعيننا في تحدياتنا للارهاب والفساد لتفجير ثورة حضارية في اطار المنضومه الاجتماعيه تيمنا بثورة الامام الحسين عليه السلام كونها نموذج لكل زمان ومكان بما سجلته من معاني الحضارة وأسسها ومقوماتها وأسبابها باعتبارها رمز التضحية من أجل القيم والمبادئ التي سعى لتحقيقها لحماية قيمناة وإلا لو كان ممكن للحياة أن تكون من غير قيم . إن لدم الحسين الزكي في كربلاء مؤشراً خطيراً ونهجاً قويماً كيف لا وما للدم من عبر وما من دم سال إلا وله آثاره كدم الحسين ألطاهر الممتد عبر التاريخ . وإن دم الامام الحسين عليه السلام محور الانسان واستقامة القانون وعدالة الحاكم وعندما تحولة ارادة الشر تزحف نحو محو شخصية الانسان وجعل المادة والظلم هي المحور باتجاه انحراف القانون وخرق أحكام العداله الاهيه من جور سلاطين الارض وفسقهم انحدرت البشرية في واد سحيق إلى أن وصلت ادارة شؤون الامه بيد أسفل السافلين عند يزيد وبني اميه . فثار الحسين من اجل المبادى منادياً بأركان النهج الحضاري وسحق الأغلال التي تقيد قيم إلانسان . فما بالنا نحن وما لنا لا نتعلم من النهضه الحسينية ونحن في عصر يتصارع فيه مد الجاهلية ألمعاصره التكفيرية الذي في جوهر الرذيلة والدموية واعتمدوا المادة التي جعلوها هي القيمة وعلى أساسها كان الإرضاء وتلاعبهم بالألفاظ باسم الدين والدين منهم براء إذ أصبح قتل النفس البريئه مفخرة لهم باسم الطائقيه والتعصب المذهبي هؤلاء لبسوا ثوب الدين للدعايه بهدف تشويه الاسلام دين العدل والإحسان إمام العالم وان ما يجري في العراق اليوم من قتل خير شاهد بدافع تحطيم القيم وهي تحصيل حاصل لتحقيق اطباعهم واطماعهم المبتذله بأحلامهم الشريرة التي ينادي بها شيوخ التكفير ذوي الضمائر الميتة مبتعدين عن القيم والأخلاق الفاضلة وعندهم قتل الإنسان في والحقد الطائفي وبالذات على أتباع أهل البيت أرخص ما يكون . أما إذا نظرنا إلى القانون الذي يحكم العالم اليوم نجده بعيد كل البعد عن قانون الأخلاق وخير دليل على ذلك ما قام به الاحتلال الأمريكي للعراق من تدمير كل مرتكزات البلاد فماذا يجب علينا أن نفعل حتى ننجح في صراعنا الحضاري فحرام علينا أن نبحث هنا وهناك ثوره نقتبس منها ما يعيننا في الصراع مع الباطل ثورة الامام الحسين عليه السلام الذي يمثل نهضة حضارية جمعت أعظم صراع بين قيم السماء والأرض والتي يمكن الاستلهام منها في كل زمان ومكان وقد أثبت لنا التاريخ ذلك (يا لثارات الحسين) لنتعلم من ثورة كربلاء كيف نضحّي من أجل القيم وكيف نعمل من أجل المبادئ ويمكن أن نفهم أن الحياة قيم ومبادئ وإذا انتفت تنتفي معها الحياة ولا يعني أن ننتحر ولكن نعمل من أجل توثيق القيم على أرض الواقع حتى نموت دونها وكما قال الإمام الحسين عليه السلام (ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ويمكننا نقل واقعة ألطف إلى واقعنا وأن نجعل الإصلاح هو غايتنا وتقدم الإنسانية إلى الأفضل هو هدفنا وان نجسد ونستفيض من مدرسة الإمام الحسين كل ما قال عليه السلام : (ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)وعلينا أن نعيد لأهل البيت عليه السلام حقهم نبشر فضلهم ومذهبهم الاممي المسالم خاصة في هذا العصر الذي تعددت فيه المذاهب وكثرت فيه الفرق وكل يدعي الحق وهي أبعد منه ولا حق إلا لال محمد فكيف لنا أن نثبت للدنيا حقهم ونحن لم نعش كربلاء في حياتنا ولم نتحسس حرارة ذلك الدم الذي قال صاحبه قبل أن يتوسد التراب: (أيها الناس أنكم أن تتقوا الله وأن تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ونحن أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله أولى بولاة هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم والثائرين فيكم بالجور والعدوان). فبالحسين يمكن أن نكون حسينيين وبروحه يمكن أن نقاوم كل اركان وتبعة يزيد وببركة الامام يمكن أن يكون عوناً لنا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف الذي أبى الله إلا أن يعيد به حق أهل البيت عليه السلام الحضاري وتتطلعات البشريه للقيم ألحسينيه النبيلة وللجاهلية حين تسقط الأخيرة صريعة فتمتلأ الدنيا بالخير والأمان وحينها يكون المجتمع الحضاري أمنا مستقرا .والجميع يدرك وعلى اختلاف معتقداتهم واديانهم تاريخيا ان ابو عبد الله (ع) استشهد من أجل ثورة تجسد في مفاهيمها ومعانيها القواسم المشتركة للتواصل مع ذات الأهداف والمبادئ التي كافح وجاهد من أجلها الرسل والأنبياء والتي تلتقي عليها طموحات وتطلعات الإنسانية بغض النظر عن الحدود الطبيعية والمفتعلة سواء على صعيد الجغرافيا أو على صعيد الجنس والمعتقد .وألان علينا ان ندرك تماما وان نستلهم من ثورة الأمام الحسين عليه السلام التي جسدت اروع صور التضحية والدفاع عن مبدأ مشروع النور القرآني الذي بدا الرسول الاعظم بنشر رسالة الإسلام المشرق الذي نقل الإنسان من الظلمات الى النور فكانت قيادة الإمام الحسين ابن فاطمة بنت محمد عليهم افضل الصلاة والسلام بالثورة على الطغاة ولم تكن تبحث عن منصب او مال او جاه او حكم كونها في جوهرها منهج مستمد من القران الكريم تهدف لتحمي حرية الإنسان وكرامته، ومنحه حقوقه في العيش بحياة كريمة من غير ذل او ظلم او استعباد .لذا تناول الفقهاء ثورة الإمام بكل ما تحمله من معاني انسانيه ايمانيه لنضوج أهدافها كقضية ربانية امميه ولأنها ثورةً الشجعان ضد مظاهر التسلط والاستبداد وكان لها صداها المؤثر منذ استشهاده (ع) الى يومنا هذا وانه الإمام المنتخب منذ أربعة عشر قرنا وبدون صناديق اقتراع حيث الجموع المليونية الزاحفة على طريق كربلاء المقدسه نحو الحسين تنادي لبيك ياحسين فهنيئا للبشريه جمعاء بسمو الدستور الحسيني دستور الحق والسلام والتآخي بين كل الشعوب ألمحبه للسلام والتحرر لطلبه الإصلاح حيث كان ينشد ألامر بالمعروف وألنهى عن المنكر وقطع الشك باليقين عندما حدد الإمام هدف رسالته في تحقق الحق وتعزز الكرامات لنشر العدل واقرار المساواة ضمانا وحمايتا لحرية الإنسان وحقوقه المشروعة في ظل حكم خال من التعسف كمبدأ ثابت يمثل القراءة ألشريفه في فكر أهل البيت بثورته الايمانيه الرساليه التي فجرها الإمام الحسين بن علي وال بيته وصحبه عليهما السلام بعد ان عمق ثوابتها في الصدور المؤمنة والضمائر الحرة والحيه . إن الإمام الحسين ومن خلال انتمائه للبيت الشريف أدرك بني أمية وجن جنونهم الاهوج وهم يحكمون بالظلم والعدوان وقهر الانسان المؤمن واصرارهم على نشر المد الفاسق ومن هنا إنطلقت مشاعل نور الحياة الهادئة لحفيد النبي حيث شعر الامام بخطر وتحدي قادم على الدين الاسلامي المشرق من الأمويين واتباعهم باعتبار الحكم الاموي عرش فاسق اسود وليس خلافه فقد كان هزيل ومبتذل بما يحمله من شخصية نكراء مشوهة مستخفه مستهزئه بالقيم لا يقوى على تحمل المسؤولية وقال احد الرجال البارزين عن يزيد أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثم والزنا علنا كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله .لن يرضى الامام بمثل هكذا بيعة لفاسق مما دعا بالامام بحمل النساء والاطفال والعشيرة وذهب الى العراق عارفا انه سيواجه موتا محققا ولكنه اراد ان ينصر الدين وكان انصاره صامدين ثابتين مع علمهم بويلات وحرب كبيرة سيواجهون اناس كل همهم المال .لان السلوك المحمدي الذي جسده أبو عبد الله في ملحمة الطف المبنيئ بالإنسانية كونه زعيم الركب الحسيني حول إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه فقد كان رجلا ذي كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد استخدم فيها الإمام عناصر الفصاحة فاستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف. ولكثرة الأعداء والعدد ولكن كان أصحاب الإمام صامدين بالرغم من إعياء وعطش الرجال لان العدو لم يسمح لهم بتناول الماء، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار ، فقاتل ببسالة عظيمة حتى أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة . وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين . ما هذا الحقد الأسود الإرهابي التكفيري وخاصة عندما هوجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبقى على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب على ابن وليد ألكعبه ألمشرفه الإمام الحسين عليه السلام . وقد أدى مصرع الحسين إلى ان تصبح سلالة آل محمد وعلي في ضمير المسلمين والعالم خالده.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا وقد أحس يزيد الفاسق أن الحسين ميتا كونه الأخطر عليه حيا. لان الإمام كان بحق الكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء فالحسين وكما يستقرئه التاريخ المعاصر هو ثورة في وجدان الإنسانية. والمتصفح لحركة التاريخ يلاحظ مدى تأثر محرر الهند غاندي في كتابه (قصة تجاربي مع الحقيقة) حيث قال أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً عن الهندوسية وأني اعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي.وقال لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين . وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين.وقد كان تأثره بشخصية الإمام الحسين تأثراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر وهكذا اثبتت دوليا واقعة معركة الطف في كربلاء المقدسه التي استشهد فيها امامنا الحسين بن علي عليه السلام ان الاسره الامويه ملطخه بذات التاريخ السييء ولا يستطيع احد أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس المسلمين والعالم اجمع على تلك السلالة الامويه النكرة عدى البعض منهم فلا شرعية لولايتهم .وحان الوقت لتصحيح الحاضر السياسي من اجل المستقبل ان نستلهم بإرادة الرجال من مدرسة النهضة ألحسينيه وكفاحه المرير مع الطغاة المواعظ والدروس للبناء والاعمار ونبذ من أراد للعراق وشعبه ان لايحيى لان ثوابت عاشوراء الحسين تعلمنا والعالم معنا كيفه نستفيد الكثير الكثير وننتصر للدين وللمبدأ وللعقيدة لا للعصبيات والقوميات والعناوين التي صاغتها ضلالات الإنسان الأهوج وأهواء تنظيم القاعدة الإرهابي والسلفية الفاسقة ومشايخ الإرهاب التكفيري حيث يعيد التاريخ نفسه اليوم ونحن نسير الى كربلاء الحسين مشيا على الأقدام وننادي لبيك ياحسين ولن تمنعنا التفجيرات الارهابيه التي تحدث عند زيارة الامام الحسين عليه السلام شهاده وكما نال الزائرين عبر ذي قار وأبنائها الشهادة في هذه الأيام ألمقدسه نال العراقيون شرف الشهاده فمرحبا بالشهادة من اجل زيارة الإمام الحسين حيث قامت الزمر المنحرفة الظاله وتقوم التمثيل بأجساد أتباع أهل البيت بتفجيرات دمويه وتدمير الحسينيات والمواكب امتداد للمد اليزيدي السفياني الوثني الدموي وصوتنا يستمر يعلو ويسمع ابد والله ما ننسى حسينا رفضا للباطل والزيف والفساد وكل ألوان الانحراف الأخلاقي والثقافي والاجتماعي والسياسي وتعلوا كل الصرخات بوجه الظلم والظالمين و الطغيان ونحن نتواجه ضد الارهاب لان أنصار الحسين الراجلة يملكون بصيرة الدين والعقيدة وبصيرة الإيمان والمبدأ ونقاوة الانتماء والالتزام . فأولئك الذين حملوا غبائهم بالمبدأ التكفيري كنفعيِّين لا مصلحين متاجرين بالدين والمساومين على حساب الخيانه ان يراجعوا نفسهم ولكنهم كيزدهم المندثر لاتجدي بهم النصيحه لغزارة الحقد الأسود على آهل البيت وإتباعهم وكما استخلص الإمام الحسين ( عليه السلام ) وما اراده ان يوقف الحَجَّه ولم تنفع لحقدهم كما هم الان ولذلك أعلن الثورة على يزيد . فالإمام الحسين (عليه السلام) من أشد الداعين إلى مبادئ حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك وأنه لم يكتفي بحدود الدعوة النظرية المجردة إلى تلك المبادئ وإنما مارس تلك المبادئ عمليا وضحى بنفسه وأهل بيته من أجل تلك المبادئ الإنسانية. ان الغرب والعرب وغيرهم كتبوا عن إمامنا والمسلمين بطوائفهم انه رجل امه عادله فلنجعل فكر وثورة الإمام الحسين الرابط بيننا بوحدة وطنية نجتمع تحت ظلالها لتجمعنا مستلهمين العبر والأفعال البنائه والتصرفات التي قام بها الحسين عليه السلام وإتباعه وأنصاره والمحبين له لان الإمام الحسين بعطائه الكبير للإنسانية جمعاء وبمبادئه السمحاء يجمع المجتمع الإنساني ويوحد طريقه الى التآخي بالتعايش السلمي كون المعبر عن إرادة الخير لكل الطوائف دون الأخرى بالمحبة والتعاون على حب الإنسان لأخيه الإنسان الآخر فهو إمام الانسانيه لما تحمله رسالته من معاني كريمه للبشريه جمعاء كون ملحمة الإمام الحسين أبو الأحرار أوقدت شعلة في أعماق التاريخ منذ أربعة عشر قرناً الماضية ولم تنطفئ جذوتها على مدى الزمن وحتى يومنا هذا مستمرة تجلت فيها ثورة الفكر الإنساني بعيدا عن الترهيب والترغيب للاستئثار بالسلطة وتوريث الحكم بعيداً ومتلازمة مع مبادئ الإسلام والتزاماته في المساواة وضمان حقوق المستضعفين القائم على أساس التحرير من العبوديه ومقارعة الظلم والفساد. وقد تبلورت من الواقع الاجتماعي رفض سلطة الاستبداد كناتج مهم وحيوي من ثورة الإمام الحسين الفكرية، وكفاحه النضالي الذي يسمو بنبل أهدافه في سبيل الإصلاح والعدل الاجتماعي متطلعاً الى حياة حرة أفضل بلا اضطهاد واستغلال للإنسان فبدأت مسيرة التضحية والفداء من مدينة جده الرسول الى كوفة علي متوسطا الفقراء مخاطبا العقل لاستنهاض الوعي على مقارعة الظلم والطغيان على الرغم من هول ما يحف بها من مخاطر. ولم يتخلى الحسين عن مسؤوليته التاريخية، مشفقاً كان على من حاوله كاتبه من جلاوزة السلطة لثنيه بالمساومة وعرض الأمان عليه مجيباً نصحائه الذين فضلوا له الصلح والمهادنة وعدم الخروج الى العراق ولم يضعف بل زادت أرادته صلابة وثباتاً وإصراراً في الدفاع عن المبدأ والعقيدة فوقف الحسين بكل كبرياء الثوار وسط الصحراء القاحلة متمسكاً بإعلاء راية الحق وعدالة قضيته في محاربة الظلم والفساد والذود عن المظلومين أمام أكثرية خانت العهود والمواثيق، مقايضة المبدأ والحق بهبات الظالم .ان الضمير الإنساني استنبط قضية استشهاد الإمام الحسين وأصحابه الميامين للتاريخ حفظا للوجدان الخالد على امتداد العصور معلنا عن كون المشروعية ليست رهينة للأكثرية لان قرار انتصار الدم على السيف فانه يسقي دم الشهيد ألأرض الطاهرة وان والانسانيه تقف أمام الضريح الحسيني لتستمد من الأحداث وأبعاد الوقائع المتمثلة في رمزية واقعة ألطف وشعائر ذكرى كربلاء مضامين حدث التضحية لما من مدلولات مظلومية الإمام الحسين من معنى في مفهوم الثورة كإرثه تاريخيه لكل البشرية بعطائه الفكري الا انها تتجدد كدافع ومحرك لاستنهاض الروح النضالية لدى المظلومين والمستضعفين في فضاء لا حدود زمانية أو مكانية في مساحته فلقد سطرت صفحات التاريخ أحداثا مستمدة من ثورة الإمام الحسين على المدى البعيد والقريب كخزين فكري حسيني المنهج وترجم مفهوم العدالة المبنية على نصوص القران الكريم . وان ترجمة استشهاد الأمام الحسين بحق فإنها إرادة ربانيه محتضنا بأرض ألطف كمسرح المأساة وسرى الحدث حيث رفرفت أرواح الشهداء من أرض كربلاء إلى عنان السماء وتعلمت البشرية دروساً كيف يصون الإنسان مبادئه ومعاني تنوع الرؤى والحيثيات والمعطيات كون الامام الحسين قِبلةُ الثائرين في ذكرى ملحمته الخالدة في واقعة ألطف الكبرى أرض الشهادة والفداء حيث كربلاء المقدسة تحيي شعائر عاشوراء الحسين عليه سلام وانكشفت أهداف يزيد لعنه الله الذي اراد ان يزيلَ آثارَ النبوة ويمحو معالم الرسالة إلا انه فشل وهو صاغرا بمشيئةِ اللهِ تبارك وتعالى . نعم لقد انتصرَ أبو الأحرار على المستوى البعيد فقد حرّكَ مشاعرَ الأمةِ الإسلامية وقامتِ الثوراتُ من بعده ولم تهدأ أبدا ضد الظلمة كل ذلك كان بفضلِ الدماءِ الزكية لآلِ محمد (صلى الله عليه وآله) تلك الدماءُ التي طهرت الأرض وروت نفوس الموالين والمحبين والأحرار. وخير شاهدٍ هو تهافت الملايين على ضريحهِ المقدس يتوسلون الشفاعة والنصرة كيف لا وهو يعدُ قبلةَ المحبين والثائرين، فقد زادَه اللهُ تعالى رفعةً ومكانة في الدنيا والآخرة، وأعطى لزائريهِ ومحبيه منزلة يُغبطون عليها أما النقيض (يزيد) الكفر والضلالة ومن معه ومن روّج ويروّج لأفكاره تراهم في مزابلِ التأريخ إلى يوم هذا سودَ الوجوه لقبحِ أعمالهم. وخير شاهداً على ما نقول هو ما يشهدة العالم اجمع جميع أيام عاشوراء الإمام الحسين سلام الله عليه من شعائر ومراسيم كبرى تقام في كافة بقاع الأرض فإينما يوجد محبين ومواليين حقيقين أحرار تجد ذكر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته سلام الله عليهم وأتباع اهل البيت الطاهر وترى وتسمع معاني الثورة الحسينية الخالدة التي غيرت مسار الإنسانية وأعادتها الى جادة الصواب بعد الانحرافات التي أوجدتها سقيفة الغدر والمكر والخديعة ومن بعدهم بنو أمية. فالبرعم من كلِ الضغوطات والهجمات وعلى كافة الاصعده ما زال عشاق الحق ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) يستذكرون ويذكرون العالم بأسره كيف انتصر الدم على السيف. فمع الإيذان بدخول شهر الفاجعة شهر الأحزان والألأم والعبرة والإعتبار عاشورا الحسين اكتست مدينة الشهادة والفداء كربلاء المقدسة بالسواد والعالم اجمع وانتشرت في كل محلة وزقاق ومنطقة، وانطلقت مواكب العزاء الحسيني متجولة في مركز المدينة القديمة وصولاً الى منطقة مابين الحرمين الشريفين حيث العرين الطاهر لمولانا أبو الأحرار الإمام الحسين سلام الله عليه وأخيه قمر بني هاشم ابي الفضل العباس سلام الله عليه تتجول مواكب العزاء بالردات الحسينية والشعارات التي تخلد الواقعة الكبرى حباً وتمسكاً بالنهج القويم. وفي كلِ عام باتت تتسع دائرة شعائر عاشورا ألمقامه بشتى صورها من المواكب الحسينية، حيث لم يخلو اي شارع او زقاق في مركز ما لمدينة او دوله الا ويرى الزائر اما مسجداً او حسينية قد نصبت للعزاء بهذه المناسبة فعلى مدى الأيام تردد ردات عزائية ولائية توضح حجم الشعور والتواصل مع القضية الحسينية الخالدة. وفي هذا العام كانت هناك مشاركة واسعة ومشهودة لمواكب العزاء الحسيني من خارج العراق، حيث وصلت عشرات الوفود وكانت مواكبهم متنوعة في العزاء وشكلت تنوعاً ذي طابعاً شمولي احياء وايمانا لذكرى تتعايش في دمائنا لان واقعة الطف كانت النهضة والرساله التي وثقها الإمام الحسين عليه السلام بدمه وجده القراني فلم تكن رسالته حدثا تاريخيا عابرا أو واقعة مأساوية كسائر الوقائع العادية انما هي بحد ذاتها تضحيه للنهوض من اجل إرساء النظام الإنساني العادل الذي بشر النبي الكريم البشرية بالإسلام دينا للانسانيه نقلها من الظلمات إلى النور.لذلك كانت واقعة الطف من أهم الوقائع الكبرى التي يهتز لها الوجدان الانساني وقد طبعت بصماتها في سجل التاريخ كحادثة كربلاء وقضية كقضية أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام في اثارتها للوجدان الإنساني وتحريكها للشعور بالمسؤوليه اتجاه النظام الإنساني بصورة مستمرة وبالرغم من الزلزال الذي نزف في ساحة الأحداث وفي المكان الذي وقعت فيه تلك الملحمة الخالدة الاسطورية وما سطرته من معاني وما رسمته من آثار الا أن واقعة ألطف أرست قاعدة الشهادة المتصلة في الهدف الأساسي أعلاء بالفكر المحمدي الشريف برسالة الإسلام كمنهج وعقيدة رصيدها دستور الإنساني القران الكريم فكان الامام الحسين قد ادامة انتصار العدل والحق وترسيخهما في الألباب والقلوب والدفاع عن القيم النبيلة ضد الظلم والاستبداد ونحن بدورنا نعيش هذه الايام شهر شهر عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين واهل بيته وصحابته في واقعة الطف في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام قبل أكثر 14 قرنا حيث كان للدور البطولي البارز للسيدة زينب (ع ) بعد ان أوضحت مبادئ هذه الثورة لتأخذ طريقها إلى النشر والأعلام الذي كان له الأثر البالغ في توعية المجتمع الإسلامي لادراكهم حقيقة ما يجري في دولتهم الأمر الذي شجع على قيام الثورات المتلاحقة ضد الحكم الأموي الفاسق وإسقاطه من جهة ثم بناء واحياء دور الجماعة الصالحة للاقتداء بالحسين (ع) المثل الأعلى للعطاء والتجديد والإصلاح كقائد نهضه ومبادئ لكل البشر ومن حق كل إنسان ان يطلع عليها وينعم بثمارها خصوصا وأن الحالة الجديدة للنهضة ألحسينيه تتناقض وبالضد من مصالح الشؤون الحياتية للأفكار الامويه السوداء وخاصة النهج الدموي كون بني أميه كل واحد منهم في هذه الحالة مستقتلا ومستميتا من أجل الدفاع والأبقاء على حالة العصر الجاهلي القديم لعدم تقبله للحالة الجديدة ومبادئ التغيير التي بشر بها ثورة الإمام الحسين ع . أن التغيير جاء من نفس قريش ومن الجناح الهاشمي الذي ينتمي اليه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ولقد كان الفكر الأموي السفياني وقف حائلا قويا دون انتشار الإسلام ووضف كل ممتلكاته وثقله السياسي والعسكري والاقتصادي بالضد في سبيل ألعوده للمربع الأول والإبقاء على حالة الكفر والشرك الجاهلي والوأد الدموي الذي انهى معالمه الإسلام . ولذلك فان يزيد الفاجر الجاهلي ينظر الى ثورة الامام الحسين عليه السلام مجرد الملك والزعامة على قريش والعرب بعكس الوقائع الصحيحة الداعيه منذ بداية انطلاقها الا انها انتصرت وحتى بعد انتصارها لم تتغير او تحيد عن مسارها الأمين والى يومنا هذا بقيت خالده لقدسيتها وما تحمله من المبادئ التنويرية والإنسانية للدين الإسلامي الكريم الذي يقوم على مبدأ الحرية والعدل الاجتماعي والمساواة حيث ألثوره ألحسينيه الكبرى في واقعة الطف ايقاظت الوعي التاريخي بالذات وابراز الجانب الثوري الجهادي للإسلام والعمل على تأسيس لتيار يتقاطع بصوره مستمرة مع الحكم الغاشم لإيقاف وإرجاع الانحدار والتهرئ الحضاري والثقافي إلى تلك القرون الممعنة في العتق واعتبار ان استحواذ الامويون على السلطة هو نقطة الشروع في مسيرة التقهقر ألقيمي الإسلامي..والعامل الرئيس في اصطناع آليات التوقف في نقطة الانشقاق الفقهي إلا ان استشهاد النور المحمدي الساطع الإمام الحسين -ع - كان القربان الأغلى والأسمى الذي قدمه أهل بيت ألنبوه وإتباعهم ومحبيهم من اجل التحجيم والحد من سرعة وتداعيات الارتكاز الأموي تجاه تغليب قيم الجاهلية وتعظيم القيم المتعارضة مع النهج الثوري الشعبي وتكرار التعاكس لمحاولات الحكم الجائر المضادة للإرادة الشعبية وفرض التقاليد النخبوية التي تهدف الى تسيد المشهد السياسي والفكري المعاش والاستفراد والتحكم بمفاهيم السيطرة على المجتمع في إطار نظام اجتماعي ملتبس....مما يزيف خلفيات وجذور اعتقاديه ومقدسة لممارسات وانحرافات سياسية بحتة..وكان رد الفعل الذي أحدثته شهادة الإمام ع تأصيل وترسيخ أحقية وواجب الأمة في مجابهة الحاكم المبتز لحقها في الخيار الحر وترسيخ القيم الأصيلة والسامية من اجل حياة أفضل للإنسان . لقد كان الإمام الشهيد الرائد والمعلم الاسمى في مسيرة الخير والتحرر والاستقلال والتنمية والدعوة للعدالة وحقوق الإنسان ومعاني الشرف والبطولة والفداء حيث ينظر فقهاء الشريعة الاسلاميه المرتكزة علومهم من الجوهر القرآني الكريم ان الامام الحسين عليه السلام رسالة الحق الرافض لبوابة الظلم والمنتصر بالشهادة التي فضلها على الحياة الذليلة فكان القدوة والرمز الإنساني لدا الشعوب الحره كونه مشروع سلام ومنهج يضي الدرب بفكره القرآني النير لتحتفظ الأمم منها بكرامتها . وكما هو معروف ان نور الثورة الحسينه كان خلد تاريخيا خلاف لباقي الثورات وهنا يمكن ان نستفيد من دروسها في عملية التغير في ألنهج الإنساني للحضارة البشرية وتطورها فلابد من تصحيح مسار بعض الأفكار التي لم تفهم بعض الحقائق الحسينية في تلك المسيرة التي امتدت سنوات عبر التاريخ وهذا ما يكرمنا أن نستلهم القيم والمبادئ عالية المعاني التي سار من اجلها امامنا وسطر ركبانها العلوي في يوم عاشوراء في كربلاء عام 61 للهجرة إلى عموم البشرية عنوانها التضحية والفداء سعيا الى اقرار العدالة والعدل وإزالة الباطل ولقد كل الشرفاء في العالم يدركون تماما الفواجع التي مر بها أهل البيت(ع) إذ لم يكن من احد وعبر التاريخ أن يمحو ألأثر الحسيني من أذهان البشرية، وبالأخص معركة ألطف الدامية في تلك المعركة التي انتصر الدم على السيف وعلى أصحاب الكراسي ومحبي الملذات الدنيوي وهم يتذكروا الصدى المدوي لكلمات ابي الأحرار قائدنا الحسين العلوي الهاشمي يدوي وينادي إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني . ومع كل هذه التضحية ورسالة السلام التي نادى بها من اجل انتصار المظلوم على الظالم يزيد الماجن الا انه أصر وأنصاره من بني أميه قتلة أهل البيت على انتهاك الرسالة ألمحمديه وحرمة بيت ألنبوه والبيت العلوي الشريف بالذات وأعطوا المبررات المبتذله لمحاربة الثورة الجهادية ألحسينيه مما دفعت البشرية ان تتطلع على السلوك الشاذ للحكام الأمويين وتاريخهم الدموي المعبى بالكفر والرذيله ومن هم من شاكلتهم . ان ذكرى مأساة يوم عاشوراء الأليمة ووقائع ملحمة ألطف الخالدة وفواجعها في كنف هذا الشهر الذي حَلّ ببوادي كربلاء من المصائب بآهل البيت (عليهم السلام) وسفك الدماء الزكية هي بمثابة دعوة جده النبي الكريم والتكريم لتضحياته الجسام لإيقاف تيار الظلم من اجل التمسك بالولاء لولاية اهل بيت ألنبوه الأطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس واختصّهم بالكرامة وانتجبهم للرسالة والإمامة. إن استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) فوق ثرى كربلاء تجعلنا ان نأخذ جميعاً من مناهجها الدروس والعبر بتلك ألقيم إلايمانيه ومناهج تطور الفكر الإنساني نحو إرساء عالم متحضر متآخي لدحر الاستبداد والظلم والإرهاب الأسود مستلهمين ذلك من مواقع وسلوك ومنهج ثورة الأمام الحسين ومن مصادق جهاده المحمدي النقي الذي رفض الظلم من اجل الحق .اليوم وبمناسبة أيام عاشورا وفي ظل انتصار الدم على السيف لننادي لبيك ياحسين هيهات منا ألذله وستبقى الراية الحسينیه شامخه مرفوعة على سارية المرقد الشريف الطاهر بعد ان إنتصر الدم على السيف لإن واقعة ألطف أثبتت للعالم أجمع إنها ثورة ومسيرة حق من الحجاز إلى العراق وكان لإستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسه تحمل بين طياتها منطق العقل والمنطق المستنبط من واقع الدفاع عن الحق ورفض للظلم مهما كانت عقيدته ومذهبه وقوميته.وتمثل نموذجاً فريدا سيظل حياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أما في الآخرة فقد أخذ البشرى من جده الأعظم بأنه سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن عليهما السلام وهو التقي النقي العابد المجاهد الصالح البعيد عن الظلم والطغيان الطاهر من المعاصي والآثام إنها صفات الحسين الرجل والإنسان يضاف إليها أنه سبط النبي صلى الله عليه وسلم وابن فاطمة الزهراء ريحانة نبي الرحمة ووالده الإمام علي وليد ألكعبه والذي أسلم ولم يسجد لصنم وتربى في حجر النبي ولا يتسع المقام لسرد مناقب الإمام عليّ ولكن الحسين لم يقف عند حسبه ونسبه وعند ورعه وتقواه ومحبة الناس فانطلق ثائراً ليسطر ملحمة من ملاحم البطولة ويكتب بدمه الطاهر رسالة السلام والتعايش السلمي تناقلتها الأجيال ويفتخر بها التاريخ ليعطي للانسانيه درساً عظيماً في التضحية والفداء والجهاد المقدس والوقوف في وجه الظالمين والطغاة.كما إن القول بأن واقعة الطف حدث عابر لهو ظلم جديد يرتكب الاموين الجدد بعد 14 قرناً من رحيل الحسين شهيداً معززا مكرما لان بعض الجهلة أو المتحذلقين الذين يقولون"سيدنا يزيد مع قول "سيدنا الحسين سلفية يزيد الفاسق وأصحاب الفتاوى ألشيطانيه لن يتقوا الله وان هم كفروا غيرهم من المسلمين وبالاخص من محبي اهل البيت عليهم السلام وإتباعهم وكانوا تخيفهم ثورة إنسانية ترفض الظلم وتكره الطغاة وتسعى إلى تحقيق العدالة بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم الم يقرئوا ما يكتب من حولهم او لان حقدهم كامن يتناسون الحقائق ألتاريخيه ايها الجهلاء مشايخ تنظيم القاعدة الإرهابي اسمعوا فهذا الراهب النبيل "ميلانصو" حيث يقول انه يرى النور يشع من رأس الحسين المحمول في طريقه إلى قصر يزيد في دمشق فيأخذ الرأس من حامليه ليمسح عنه التراب ويغسله بماء الورد معاتبا ومؤنبا القتلة على فعلتهم "ميلانصو" كان راهبا مسيحيا إن أحرار المسيحيين كانوا يتشرفون في سياق أحاديثهم بعالمية ثورة الحسين ويلاحظ ان الزعيم "ماوتسي تونغ ما نقل عنه قوله ان ثورة الإمام الحسين بن علي وفي معركة كربلاء لهي ملهمة لكل الثائرين في وجه الظلم الساعين إلى العدالة والحق والاستقامة وهذه رسالة أكبر من كل الكلام . ايها الارهابيون كيف تسوغ لكم انفسكم الشريره وبتعليمات أسيادكم أحفاد ابرهه الحبشي تفجروا وتذبحوا العراقیون الأبرياء باسم الدين أي دين دينكم لا لسبب الا لكونهم أحبوا آهل البيت ويحييون فاجعة كربلاء في واقعة ألطف لما احل بالبيت العلوي الطاهر من تمثيل بأجسادهم الطاهرة الم تعرفوا ان الإمام الحسين بن الامام علي عليهم السلام كريم ابن كريم طاهر ابن طاهرة أصيل من نسب أصيل يقتل وتسبى نساؤه ويجز رأسه ويحمل إلى الشام دون أن يجد ناصراً له يصرخ ألا هل من ناصر ينصرني ورغم أصواتكم المريضه فان الأجيال منذ 14 قرنا تحمل الراية وتقود حرباً لا هوادة فيها ضد الطغاة أياً كانوا وتحت أي راية تخفوا بها فإن لهم صفة واحدة هي ضد الظلم مستنيرين من استشهاد الامام الحسين رغم ما حدث للإمام وأهل بيته الشريف ما تقشعر له الأبدان فكيف يبرر المنهزمون المتخاذلون عن نصرة الحق الا بهزيمتهم وتخاذلهم رغم كل الظلم واختلاف الحكام والعصور وشراسة الإرهاب التكفيري سنبقى متشرفين بتكريم الله لنا ونحن نخدم ونحيي ذكرى الإمام الحسين بل نبكي عليه وفاءا وايمانا وخشوعا في ذكراه ونقيم المحاضرات والندوات وبيوت العزاء ونستغل الفرصة لنجعل هذه الذكرى لنا وللجميع وعدم الاکتفاء وحصرها في إطار مذهبي ضيق لان الوفاء الحقيقي للحسين يكون بالتمسك بالمبادئ التي من اجلها قطع رأسه الطاهر فالوفاء للحسين والسير على نهجه ونهج أصحابه في الوقوف في وجه الطغيان ودرء الظلم عن البشريه بغض النظر عن "موازين القوى ا وعدم القبول بالذلة حين صرخ صرخة صادقة معبرة "هيهات منا الذلة. علينا ان نقتدي بالحسين وفائا وعدم إغفال المنهج السليم الصحيحة القائم على غرس المثل والقيم النبيلة واعتماد المبادئ النبيله تحت أي ظرف لأننا رأينا في سيرة واقعة ألطف كيف يتخلى المد اليزيدي عن المثل الانسانيه كوحش كاسر وينبذ كل القيم ويتحول معه المد الأسود هؤلاء الذين يعرفون فضل الحسين ونسبه ورأوا على رأسه عمامة جده لم يتورعوا عن قتله بلا رحمة مع طفليه الرضيعين وأن يمثلوا بجثمانه الطاهر بكل خسة ونذالة وحقارة،لماذا؟ لأنهم بلا مثل ولا قيم أو أخلاق واليوم الامتداد الأموي السفياني الأسود استنزف قواه ألشيطانيه لتكون "تذكرة دخولهم بجهادهم الفاسد ضد أتباع اهل وانشد اخيرا السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين والسلام على أبنائك وعلى أصحابك وأنصارك وعلى من سار على نهجك إلى يوم الدين السلام وعلى من بقي وفياً لدمائك ومبادئك ولنردد ياحسين - ياحسين - ياحسين - هيهات منا ألذله وشكرا

ارسال التعليق