رسائل الجولاني والربيع الإخواني الاخضر

رسائل الجولاني والربيع الإخواني الاخضر

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

 

بعد أن لف الربيع العربي السابق الغموض والالتباس وأحاطت به الشبهات، وعدم أتضاح الأحوال، وسوء الظن، وحمله لأكثر من وجه، وانحرافه عن أهدافه، هناك مساعي دولية تحظى بالكثير من الدعم والتأييد، لإعادة تأهيلة بصورة مغايرة وبحله جديدة وعلى خلاف الصورة النمطية للأنظمة السياسية العربية الموجودة حالياً «إخواني بلون أخضر» عن طريق ضخ دماء جديدة وإعداد نخبة منتقاة تتبنى سياسة الحياد، والابتعاد عن المحاور، وتسعى إلى مستقبل متشارك سياسياً واقتصادياً مع إسرائيل.

 

الدور الرئيسي في مراحله الأولى لصعود هكذا نموذج، هو التركيز الاعلامي على السمات الشخصية للقادة الجدد، وخضوعهم لعمليات اعلامية متواصله من الانتقاء والتنظيم والتلميع والبناء، وصناعة ”أيقونات سياسية“ ومناقشة العوامل المؤثرة عليها والمرتبطة بها، وتأطيرها بصورتها النهائية، وغرسها في الاذهان، لفتح شهية باقي المجتمعات العربية لها، مثلما يحصل حاليا في سورية، وتحديد الرؤية حول العلامة السياسية الجديدة ”محمد الجولاني“ وعرض صوره ونشاطاته بين الفقراء والمستضعفين، وتوفير وسائل الاتصال بينه وبين سائر الناس، والتخلي عن فكرة الروح الإرهابية، والتأكيد على أنه نصير لكل من لا نصير له.

 

تصريحات محمد الجولاني الخاصه ب..

«حصر السلاح بيد الدولة، بما فيها سلاح القوات الكوردية، والإعلان عن حل الفصائل المسلحة لنفسها، والدخول تباعا في هيكل الجيش السوري الجديد، ولن يسمح على الاطلاق بأن يكون هناك سلاح خارج الدولة، وحماية الاقليات والطوائف من الإرتدادات الدينية، وشدد على أن سوريا بلد الجميع» وهذه التصريحات مقصودة وتحمل رسائل ضمنية معينة، لفتح شهية بعض الطوائف في بغداد وبيروت، للتحرك الفوري حول حصر سلاح المقاومة في العراق ولبنان بيد الدولة، وكذلك يمكن أن تكون، وكما يراها كل من يقف بالضد من المقاومة صك براءة محمد الجولاني من الإرهاب، وبداية شرعنة مقبوليته في العراق ولبنان ودول أخرى.

 

وبكيف الله.

ارسال التعليق