زيكو والحصة التموينية !!
حســــــــين الزيـــــــــدي
تباينت الآراء واختلفت الأقاويل وتنوعت القصص التي رويت بشان المدرب البرازيلي زيكو بعدما أصبح حديث الساعة وبات التطرق لموضوع مشكلته مع اتحاد الكرة وطبيعة التعاقد معه وحضوره برفقة باقي الجهاز الفني للأشراف على تدريب منتخبنا الوطني أكثر من الحديث حول " الحصة التموينية " التي لم يحسم ملف تواجد مفرداتها هي الأخرى لغاية الآن على الرغم من الاعتراف ببنودها ، فحضر أسمها وغاب أثرها !!
مدرب المنتخب " المجهول المصير " اختفى كعادته مستمتعاً بقضاء أجمل الأوقات في بلدان العالم المختلفة برفقة الأولاد والأحفاد غير مكترثٍ للملايين من عشاق أسود الرافدين الذين يترقبون طلّته والتعرف على ما بجعبته من تحضيرات لمواجهة الكومبيوتر الياباني والكنغر الأسترالي في مشوار التصفيات المونديالية الأسيوية الحاسمة التي يقف الفريق العراقي فيها بمفترق طرق .
إطلاق العنان بصعوبة إكمال مسيرة المدرب مع المنتخب تعددت أوجهها بعد إطلاع الجميع على تفاصيل المشكلة المتفاقمة بين اتحاد الكرة وزيكو نتيجة إعلان الأخير عبر وسائل الإعلام ومواقع الانترنت بعدم استلام المستحقات المالية الكاملة وتهديداته بأنهاء تعاقده والبحث حول مسألة تجديد عقده الذي مازال " عُقدة " ليس في الأفق بارقة أملٍ لحلها ؟!
الصحافة العراقية أخذت مساحة كبيرة لمتابعة الموضوع وتناولت مؤخراً وقائع جديدة تبدو غريبة بعض الشيء لكنها بالمحصلة تضاف إلى مسلسل " عدم النضج " الذي يتمتع به اتحاد الكرة على صعيد العمل الإداري البعيد عن الاحترافية لاسيما في طبيعة التعاقد مع المدربين الأجانب والطريقة البدائية في التعامل مع هذا الملف الذي خسره الاتحاد في تجارب سابقة مع الألماني ستانج والنرويجي آولسن والبرازيلي فييرا ، ليأتي الدور على راقص السامبا الشهير" بيليه الأبيض " الذي عرف كيف يسوّق نفسه عبر بوابة الأسود واضعاً " حفنة الدولارات " في جيبه التي لا تتناسب قيمتها العالية مع ما قدمه من حضور شرفي مع المنتخب وقيادته له في المناسبات !!
الروايات الأخيرة أشارت إلى وجود " صفقة تجارية " تتعلق بتجهيز مواد غذائية من قبل أحد التجار لحساب وزارة التجارة العراقية عن طريق تدخل الاتحاد واستثمار علاقته مع رجال الدولة لإتمامها مقابل تكفـّل التاجر دفع رواتب المدرب المساعد ومدرب اللياقة البدنية ، لكن فشل الصفقة أخلَّ بالاتفاق ؟!
هذا الكلام الخطير يبدو بعيداً عن الواقع لكن مسألة تأخر أجور " إيدو وسانتانا " تثير الشك والريبة مما جعل فصول تفسيراتها مفتوحة بخاصة أن المساعدين لم يتم التطرق أليهما مع عقد زيكو وإدعاء الاتحاد بتحمل المدرب رواتب " شقيقه وصديقه " أمر لا يُعقل ، ناهيك عن امتعاضهما وعدم مرافقتهما لوفد المنتخب في بطولة كأس العرب الأخيرة الأمر الذي جعل القضية تطفو على السطح بهذه الصورة .
المصيبة أن اتحاد الكرة نفسه لم يكن واضحاً في التعامل مع الجهاز الفني للمنتخب برمته وترك الأمور مبهمة ليبدأ الآن بتوضيح الأمور والبحث عن سبل المعالجة في وقت حرج للغاية ربما لا تسعفه تبريراته لإنقاذ موقفه ورمي الكرة بعيداً عن ساحته سيما أنه أعلن مراراً بأن العقد المبرم بين الطرفين مستمراً لغاية عام 2014 دون ذكر الشرط الأهم الخاص بالتجديد بشكل سنوي والعودة للتفاوض مع وكيل الأعمال حول أمكانية الاستمرار لسنة أخرى !!
أتساءل لو تعاقد أي اتحاد في العالم مع هذا المدرب هل ستصل الأمور بهم لهذا الحال ليتركوا كل شيء مقابل أيجاد صيغة ترضي وتقنع المدرب بإكمال مهمته التي اخذ وقت التفكير بها حيزاً اكبر من مناقشة الاستعدادات للمواجهات المرتقبة مع أقوى فرق المجموعة التي تتمتع منتخباتها بالاستقرار الفني والإداري واستثمرت الفترة الزمنية الماضية في ترتيب أوراقها وخوضها للمباريات التجريبية التي تتناسب مع مستوى الفرق ، بينما لم تـُحدد لغاية الآن هوية الفريق الذي سنواجهه بعدما تم الإعلان عن اللقاء بمنتخبات من دول شرق آسيا لتتغير بوصلة الاتحاد نحو فرق القارة السمراء كونها تحمل صفة " الحار والمكسب والرخيص " ؟َ!
أياماً عصيبة تمر على الكرة العراقية ومهمة أسود الرافدين في التصفيات أخذت تتعقد ، في المقابل يعاني اتحاد جمهورية القدم من ضغط كبير نتيجة لتعكر الأجواء وتعالي الأصوات المطالبة بحسم قضية المدرب وتوفير البديل المناسب في حال تعذر استمراره دون إضاعة المزيد من الوقت بالرغم من الشك الذي يساورنا من عودة زيكو بكامل نصاب طاقمه الفني الذي أتهمت الحصة التموينية بأنها طرفاً في أسباب اختفاءه فأقتفى أثرها وغاب الاثنين معاً ..؟!!
ارسال التعليق