وداعاً عباس رحيم

وداعاً عباس رحيم
 حســــين الزيــــدي هكذا هو الموت ، يسرق الأحبة منا دون وداع معلناً توقف الحياة المليئة بالأمل ، تصمت إزاءه ألسنتنا ويعجز حياله نطقنا ، فهو الفراق الأبدي الذي لا ينفع فيه ذرف الدموع . يد المنون امتدت سريعاً لتخطف من بيننا نجم الكرة العراقية الراحل " عباس رحيم " بعد أن تعرض لحادث سير مؤسف أودى بحياته على الطريق الرابط بين مدينتي النجف الأشرف وبغداد أثناء أداءه مراسم زيارة أمير المؤمنين (ع). نعزي أنفسنا لفقد نجماً كبيراً تدرج في صفوف المنتخبات الوطنية وشارك في عدد من البطولات الدولية التي أبدع فيها لاسيما الدورة العربية التي احتضنتها العاصمة الأردنية عمان عام 1999 وكانت البداية الحقيقية لانطلاقته نحو عالم النجومية ليواصل تألقه في صفوف أندية الشرطة والزوراء فضلاً عن التجربة الاحترافية القصيرة له مع الجيش السوري . مسيرة كروية حافلة بالانجازات تلمّذ فيها على أيدي أفضل المدربين العراقيين الذين وجدوا فيه مواصفات اللاعب صاحب السرعة الفائقة والمراوغة المتقنة والتسديدات الصاروخية ، عاصر خيرة النجوم لاسيما أبناء جيله الذين ظلموا جراء بروزهم في فترة التسعينات العصيبة التي مرت على كرتنا وشحت فيها المشاركات الخارجية بسبب الحصار اللعين الذي نال من تقدم الرياضة العراقية وأخذ الكثير من جرفها ، حارماً الفقيد من أن يظهر كل ما عنده ناهيك عن النحس الذي لازمه نتيجة الإصابات التي عجلـّت من إنهاء مشواره الكروي مبكراً تاركاً السمعة الطيبة وما يتمتع به من خلق رفيع وعلاقة طيبة مع الجميع . رحل عنا بصمت نورس الزوراء وعازف القيثارة الخضراء صاحب القدم اليسارية العنيفة ، طاوياً صفحة أحلامه وطموحاته وخطواته الواثقة التي رسمها في عالم التدريب الذي حصّن نفسه فيه من خلال حصوله على الشهادات التدريبية التي تفوّق فيها بحصوله على العلامة الكاملة في أغلب الدورات التدريبية المحلية والآسيوية المشارك بها بجهوده الشخصية وتحركاته الدءوبة لتطوير قابلياته بهذا المجال دون أن يستعجل الفرصة في الظهور إلا انه استعجل الموت الذي كان أسرع من تلك الأمنيات . ودَّعنا الشاب الطموح الذي كان يحلم بإنشاء مدارس كروية في وطنه أسوة بباقي بلدان العالم لعلها تساهم في اكتشاف المواهب والطاقات ونقل خبراته وما تعلمه من فنون في عالم الساحرة المستديرة إلى الصغار الذين أرادوا أن يواصل مسيرته معهم إلا أن إرادة الباري حالت دون ذلك بعد أن حضرت ساعة الموت لتفارق بيننا وبين طاقة خلاّبة كـُنا بأمس الحاجة لها .. وداعاً عباس رحيم ،، وإلى جنات الخُلد والنعيم ،،

ارسال التعليق