عقارات بغداد المجنونة كلش

عقارات بغداد المجنونة  كلش

إنتصار الماهود ||

أسعار خيالية للعقارات في بغداد، تفوق أسعار العقارات في عواصم مثل دبي ولندن، واللتان تعتبران من أغلى الاماكن للعيش في العالم، هل تعتبر أسعار العقار في بغداد إعتيادية؟!، هل من المعقول أن يصل سعر المتر المربع في المناطق الشعبية الى 1500 دولار مثل الحرية، الشعلة، مدينة الصدر، وهل من الطبيعي أن يصل سعر المتر في المنصور من 9000 دولار الى 15 ألف دولار للمتر؟!، تخيل منزل عادي في المنصور يصل سعره للمليارات، وتخيل معي أن سعر شقة في دبي يبلغ 720 ألف درهم، أي ما يعادل 196 ألف دولار مع إختلاف صرف العملات اليومي بالطبع، بينما نجد أن شققا في مجمعات بغداد السكنية الحديثة، يصل سعرها الى 300 ألف دولار، ونفس المساحة للشقق في لندن تصل الى 400 ألف جنيه إسترليني ولندن، معروف عنها أنها أغلى العواصم للمعيشة والخدمات المقدمة.
هل يستطيع المواطن العراقي ممن يمتلك متوسط دخل شهري يبلغ 2000 دولار أن يشتري سكنا في العاصمة 100 متر مربع؟! بقيمة المتر تعادل راتبه لشهر كامل؟! ونحن هنا لم نذكر الطبقة المخملية لا سامح الله فهؤلاء يملكون، (مال الله ومال عبادة ومال قارون بعد)، فهم إستثناء من حديثنا هذا.
هل هنالك سيطرة حكومية رقابية على أسعار العقارات في العراق، وهل تعلم الجهات الرقابية أن أسعار العقار في إرتفاع مضطرد، ويسيطر عليه الدولار بدلا من العملة المحلية، وأصبح هو من يتحكم بعجلة العرض والطلب؟!.
أخبرني (ع) دلاّل من منطقة البياع أن أحد الأشخاص الذين يعرفهم ويعرف حالته المادية جيدا، وهو موظف في أحد دوائر (القَطْ) كما أسماها إشترى عقارا له سجله بإسم أحد أقاربه بقيمة 450 مليون دينار، من أين له هذا وكيف إستطاع جمع هذا المبلغ بخلال سنوات قصيرة؟!،(إنتم شتكولون حبوبة منيله).
موظفة في أحد المصارف تمتلك عمارة بسيطة جدا في زيونة، قامت بتأجير محلاتها وإفتتحت عمل آخر فيها و قيمتها تجاوزت 4 مليار، بسبب موقعها حسب قول أحد المطورين العقاريين، الذين تواصلت معهم، (أموت وأعرف هالمليارات منين تتطافر ع الوادم وين يلگوها حبوبة )؟!

والأدهى من ذلك والأمر هي المجمعات السكنية الإستثمارية، التي غزت العاصمة وتم بناؤها دون خطط مستقبلية مدروسة وأسعارها خيالية جدا جدا، (والمصيبة الناس تشتري ولا همها إي والعباس).
ذكر المطور العقاري (أيسر) لي أن الاستثمار العقاري في بغداد، بلغ مرحلة غريبة في إرتفاع الأسعار والطلب المتزايد على الشراء ونصح من جانبه من يود الإستثمار في العقار، أن يتجه الى الأقليم حيث يمكن أن يشتري وحدتين سكنيتين في الإقليم بسعر وحدة سكنية في بغداد، يسكن بواحدة ويؤجر الأخرى في المواسم السياحية، (بصراحة أقنعني تفكيره عملي)، فالإقليم مناسب للسكن أكثر من العاصمة، التي تعاني من قلة الخدمات والتلوث على حسب تعبيره.
فعلا هل تتناسب أسعار العقارات في بغداد مع البنى التحتية والخدمات المقدمة، (ماء، كهرباء، شوارع وطرق، القطاع الصحي و التعليمي)، هنا سأترك لكم أنتم الإجابة.
لا أعرف أين الخلل؟! وكيف ستعالج هذه المشكلة التي إنعكست بصورة مباشرة على إرتفاع الإيجارات، التي أصبحت ضرب من ضروب الخيال وفريضة صعبة كالحج، لن يقدم عليه الإ من إستطاع اليه سبيلا ( بالطبع عدا حجاج الليكزز و التاهو والجي كلاس بوية ذول ربهم وحد،آنه أقصد الناس الي مثلي ما تملك شبر بالوطن وما يطلع أسمنا بالقرعة لو تأذن منا للصين العظيمة).
المهم لنعد لموضوع الإيجار ونترك حج التاهو، مشتمل مساحته 75 م في حي الجامعة في بغداد مؤجر بسعر 1 مليون دينار، منزل 70 م في مدينة الصدر يؤجر ب 400 ألف دينار، وآخر في الكرادة مؤجر ب 2000دولار شهريا، وتلك الأسعار وسطية حسب متابعتي لمكاتب العقارات في بغداد ولم أسجل لكم الحد الأعلى كما وردتني من مصادرها أخاف عليكم من الصدمة.
هذه الأسعار مبالغ بها وغير معقولة، إن كان المواطن العادي لا يستطيع شراء منزل ولا يتمكن من أن يستأجر منزلا بهذه الأسعار ما الحل؟!.
بالتأكيد سيلجأ الى حلول بديلة ربما تكون غير نظامية أو غير مدروسة، لكن تم العمل بها مثل السكن العشوائي (التجاوز)، أو السكن الزراعي،(تجريف الأراضي الزراعية)، وبهذا يتشوه منظر المدينة وتفقد العاصمة أجزاء كبيرة من المساحات الخضراء الموجودة، وهو ما يتطلب حلولا حازمة من الحكومات العراقية، ولم نقصد هذه الحكومة فقط لأنها مسؤولية الجميع، بل يجب الأخذ بنظر الإعتبار تقديم حلول لمعالجة هذه المشكلة، مثلا دور واطئة الكلفة لمحدودي السكن لكن خارج بغداد، وليس في قلبها (ماذا لو كانت هنالك مدينة قرب بغداد كبغداد؟!) مدينة عصرية يتم التخطيط لها وتنفيذها بصورة صحيحة هذا حل، وماذا لو قضت الحكومات على الفساد المالي والإداري، وسيطرت على رؤوس الأموال المهربة داخل و خارج العراق، ماذا لو كانت عقوبة السارق والمرتشي والفاسد عقوبة قاسية، وليس الحبس لمدة 7 سنوات فقط ؟!، ماذا لو تم تفعيل قانون من أين لك هذا بصورة جدية، وعلى الجميع دون إستثناء، ماذا و ماذا لو و ماذا لو والكثير من الأسئلة والمقترحات التي ترد في بالنا، فهل يا ترى هنالك من سيسمع ويطبق ويجد حلا لهذه المشكلة؟!

شتكولون حبوبة أكو لو لاع؟؛

ارسال التعليق