حافظ الأسد... رئيس لا يستحقه العرب !!

حافظ الأسد... رئيس لا يستحقه العرب !!

غيث العبيدي !!

 

عقد النية على الفوز، ولا توجد في القواميس السياسية للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كلمة مستحيل، لا في ميدان الحرب ولا في طرق المفاوضات، ولا بالآلية والكيفية التي رفع بها راية المقاومة، حتى في علاقاته المرتبطة بالسياسة الدولية، كان أطول الخصوم نفسا، واكثرهم حذرا، وأقلهم في ارتكاب الاخطاء، فيما الثابت الوحيد في كل تحديثاته السياسية ”المقاومة وعدم الرضوخ“ وفلسطين ”قيمة أخلاقية عليا“ والعلاقة مع إسرائيل ”مسألة شرف“ فلا سائد ولا طبيعي مع إسرائيل الا بتحرير كامل الأرض العربية من دنس الصهاينة.

 

ومنذ بداية الثمانينات، ولدت حركات مقاومة في الداخل الفلسطيني، سواء كانت حركات دينية أو علمانية بعيدة عن فتح، كحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وفتح الانتفاضة، وحركة حماس، وحزب الله اللبناني، كانت سوريا الاسد هي الداعم والراعي والممول الاول لها بالمال والسلاح والتدريب، وبحسب ماقاله قيادي كبير في حركة الجهاد ”لولا سوريا لما كانت هناك مقاومة، ولولا سوريا لما انسحبت إسرائيل من غزة، ولولا سوريا لما كان هناك غزة من الأساس“

 

وفي لقاء جمع اميل لحود بالرئيس الأسد سأله: "مجلس الأمن والرئاسة اللبنانية والحكومة اللبنانية... بالإضافة إلى بعض المنتفعين في لبنان وسوريا أوحوا إليك بضرورة تنفيذ عملية ضرب  المقاومة اللبنانية وسحقها، لكنك رفضت تنفيذ العملية العسكرية ضد المقاومة حينها؟" فأجبته: " نعم رفضت بكل تأكيد". فسألني: "لماذا رفضت؟"، فأجبته: "ياسيادة الرئيس علمني والدي جميل لحود أن أحتكم إلى ضميري وألا تأخذني لومة لائم طالما أنا مقتنع بصواب ضميري وأنا لم أرفض تنفيذ العملية العسكرية ضد المقاومة إلا بعدما احتكمت إلى ضميري الوطني. كيف يمكن لي الإقدام على قتل وسحق أبناء بلدي الذين شكلوا مقاومة هدفها تحرير أرض الوطن من الاحتلال الإسرائيلي؟".

 

يضيف لحود: "حينها نظر إلي الرئيس الأسد وقال: "بوركت وبورك ضميرك. إعلم أن قرارك الشجاع الرافض هو القرار الشجاع والصائب. وأنا ىشخصياً لا علم لي بقرار تصفية المقاومة"، ثم قال: "وكيف يكون ذلك وأنا الداعم الأول المؤمن بالمقاومة اللبنانية وقيادتها ضد العدو الإسرائيلي، خصوصاً أني سعيت إلى تأمينها وتسليح رجالها بكل السبل. إن من أوحى إليك بموافقة سورية على سحق المقاومة، هم ثلة من اللبنانيين والسوريين الساعين للكسب الشخصي أو لكسب ود الأميركي“

 

وينهي لحود روايته بقوله: في هذا الإجتماع انكشف بعض المسؤولين في كلا البلدين وإصرارهم على تنفيذ الطلب الأميركي بتصفية المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان... ووضع الرئيس الأسد يده شخصياً على ملف العملية العسكرية ومنعها. ولو لم يكن الرئيس حافظ الأسد رئيساً لسوريا لكانت المقاومة في خبر كان.

 

انتهى الاقتباس..

 

وفق ما تقدم اعلاه يعتبر الرئيس السوري الراحل حسن الصيت ”حافظ الأسد“ من اوائل المؤسسين والداعمين للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان ضد الكيان الصهيوني، بل يعتبر الرئيس العربي الوحيد الذي تحدى الأطماع الاسرائيلية والاستكبار الأمريكي،  وهو الحيد الذي استمر في الوقوف بجانب المقاومة في فلسطين ولبنان إلى أن قامت الثورة الاسلامية في ايرأن لتستكمل مهمة ذلك الأسد.

 

وبكيف الله.

 

المصادر..

كتاب ”الرجل الذي لم يوقع“

ارسال التعليق