مهرجان التمور العراقية.. منصة وطنية لتعزيز الصادرات الزراعية وتنويع مصادر الدخل
انطلق في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، مهرجان ومعرض التمور العراقية على أرض معرض بغداد الدولي، بمشاركة رسمية ودولية واسعة، وبالتعاون بين وزارات الزراعة والتجارة واتحاد الغرف التجارية العراقية، ودعم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومركز التجارة الدولي، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة العراق كأحد أبرز البلدان المنتجة والمصدّرة للتمور في العالم، وإبراز الجهود الحكومية في دعم القطاع الزراعي وتنويع مصادر الدخل الوطني.
توحيد جهود المنتجين والمزارعين
وأكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الزراعية حسين الواسطي في حديثه أن "اليوم هو مناسبةٌ للاحتفاء بالشجرة المباركة التي ذُكرت في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة، النخلة، وهي تمثل رمزاً للكرم العراقي الذي سُجّل ضمن التراث العالمي عام 2019"، مشيراً إلى أن "المنتدى العراقي للتمور أُسس لتوحيد جهود منتجي النخيل والمزارعين ومسوقي التمور تحت مظلة وطنية تسلط الضوء على أهمية النخلة ومنتجاتها الصناعية والزراعية".
وأضاف أن "القطاع الخاص لعب دوراً مهماً من خلال الاستفادة من قروض المبادرة الزراعية التي أطلقتها الحكومة، ما أسهم في إنشاء خمس شركات لإنتاج النخيل بالطرق النسيجية ومعامل تحويلية لصناعة التمور"، موضحاً أن "عدد فسائل النخيل ارتفع من سبعة ملايين في عام 2003 إلى أكثر من 22 مليون نخلة حالياً، فيما بلغت كمية التمور المصدَّرة أكثر من 500 ألف طن إلى الهند وشرق آسيا والمغرب وأوروبا".
التمور رافد اقتصادي مهم
من جانبه، أكد الوكيل الإداري لوزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري أن "المهرجان الذي يستمر لثلاثة أيام يُعدّ الكرنفال الأهم في قطاع النخيل والتمور، ويهدف إلى إعادة مكانة العراق في مقدمة الدول المنتجة والمصدّرة"، مبيناً أن "القطاع يمثل مورداً اقتصادياً استراتيجياً يوفّر فرص عمل ويدرّ عملة صعبة من خلال التصدير للأسواق العالمية".
وأوضح الجبوري أن "إنتاج العراق من التمور ارتفع من 639 ألف طن عام 2020 إلى نحو 700 ألف طن في 2024، بنسبة مساهمة بلغت 7.2% من الإنتاج العالمي، وبإيرادات تجاوزت نصف تريليون دينار"، لافتاً إلى أن "وزارة الزراعة مستمرة بتنفيذ برامج الوقاية والمكافحة للآفات الزراعية، وتطبيق الحجر الزراعي على فسائل النخيل النسيجية، ومنع استيراد التمور من الخارج، فضلاً عن توزيع المبيدات مجاناً لأصحاب البساتين".
دعم حكومي لمصدري التمور
بدوره، قال وكيل وزارة التجارة ستار الجابري خلال المؤتمر إن "وزارة التجارة تولي قطاع التمور اهتماماً خاصاً ضمن برامجها الداعمة للمنتجين والمصدرين، لما يمتلكه من إمكانات في تنويع مصادر الدخل الوطني"، مؤكداً أن "صندوق دعم التصدير في الوزارة أسهم في دعم المصدرين مادياً وفنياً، ومتابعة مشاركاتهم في المعارض داخل العراق وخارجه لفتح أسواق جديدة أمام التمور العراقية".
وأضاف الجابري أن "المعارض المتخصصة تسهم في تعزيز التواصل بين المزارعين والمصدرين والشركات الدولية، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات التصنيع والتعبئة والتسويق"، مشيراً إلى أن "الوزارة ماضية في دعم المنتج الوطني وتعزيز قدرته التنافسية في الأسواق العالمية".
العراق منافس قوي في سوق التمور العالمي
وفي السياق ذاته، قال رئيس غرفة تجارة الأنبار عامر الفهداوي ممثلاً عن اتحاد الغرف التجارية العراقية في كلمته بالمؤتمر إن "النخلة كانت عنواناً للوجود والكرم في حضارات بلاد الرافدين، وهي اليوم رمز وطني واقتصادي ينبغي الحفاظ عليه وتنميته"، مشيراً إلى أن "الاتحاد يعمل على دعم النشاطات التصديرية وتشجيع الإنتاج المحلي بما ينسجم مع أهداف الحكومة في تنويع الإيرادات غير النفطية".
أما مديرة المشاريع الوطنية في مركز التجارة الدولي زهراء وتوت، فقد أكدت في كلمتها بالمؤتمر أن "العراق يتمتع بميزة كونه منافس قوي في سوق التمور، لكنه يحتاج إلى تطوير عمليات ما بعد الحصاد مثل التغليف والتعليب والعلامة التجارية"، مبينة أن "القيمة التصديرية للتمور يمكن أن ترتفع بنسبة 40% إذا تم تحسين أساليب التسويق والتعبئة".
وأشارت إلى أن "70% من صادرات التمور العراقية تذهب إلى أسواق إقليمية بأسعار منخفضة، فيما يمكن لسياسات التنويع والتغليف الفاخر أن ترفع ربحية هذا القطاع بشكل كبير"، مؤكدة "التزام مركز التجارة الدولي بالعمل المشترك مع الوزارات العراقية واتحاد الغرف التجارية لتطوير سلاسل القيمة الزراعية وتعزيز فرص العمل".







ارسال التعليق