نادي الناصرية يحتضر..!!
حســـــين الزيــــــــدي
كانت وما تزال مدينة الناصرية ، تلك المدينة المعروفة بتأريخها ومكانتها وحضارتها ، فهي مركز إشعاع وبؤرة ضياء تنير وتستنير ، مبدعة في كل المجالات العلمية والثقافية والفنية ، فمثلما اجتهدت في تلك المجالات كان لابد من أن تكون للرياضة نصيب في هذه الأنشطة .
نادي الناصرية أخذ على عاتقه صناعة الأمجاد لرياضة المحافظة حقق من خلالها النتائج والبطولات وخرّج أجيالاً من اللاعبين والمدربين والإداريين لا يمكن للذاكرة الرياضية تجاهلها أو نسيانها بسهولة ، فمن منا لا يتذكر نجم الكرة العراقية صلاح عبيد وهداف الدوري العراقي حيدر عايد ونجما كرة السلة منذر علي شناوة وعلي طالب ولاعب المنتخب بكرة الطائرة عصام الديوان وعضو اتحاد الكرة قادر شمخي وبطل العراق بالبارالمبياد صاحب الفضية أحمد غني نعاس والعداء البطل شبيب تعبان وحسنين حسين .. وكوكبة كبيرة تلمّذت على أيدي هذا النادي العريق لا يمكن حصرها في هذه العجالة !
يمر النادي هذه الأيام بظروف قاهرة تثير الحزن في نفوس جماهيره ومحبيه بعد الأقاويل التي أُشيعت حول إدراجه ضمن الأندية التي تفكر وزارة الشباب والرياضة بإلغائها لعدم حصولها على نقاط التقييم الكافية والشروط الواجب توفرها في المؤسسات الرياضية ، الأمر الذي قد يعرضه للإلغاء أو تجميد نشاطاته إلى اجل غير مسمى ..؟!
مراحل الإخفاق التي تعرض لها النادي لاسيما في السنوات الأخيرة بعدما عانى من الضائقة المالية والأزمات الإدارية دعت إلى استقالات شبه جماعية لأعضاء إدارته ، وبقاء رئيس النادي فاقد الخزاعي " فاقداً " للمشورة والاستئناس بالآراء ، يصارع وحيداً حاول الاجتهاد إلا أنه أخفق في السيطرة على الموقف بعد أن واجه صعوبات وتحديات أكبر منه ، وهذا لا يعني الإنكار لدوره بدعم فرق النادي في الوقت الذي تركه الجميع وأدروا وجههم عنه .
وضع النادي الحالي مسؤولية الجميع أولاً وأخيراً مع تفاوت المسؤولية من طرف لأخر ، وما يثير الدهشة عدم تحريك ساكن من قبل المسؤولين الحكوميين والرياضيين في المحافظة إزاء ما أُشيع وكأنهم بانتظار حلول الكارثة ؟!
ما يشعرنا بالألم أن مصيراً اسوداً ومستقبلاً بائساً ينتظر النادي ، فعندما يُشطب تأريخ نادٍ عمره أكثر من خمس عقود وبحجم وعراقة نادي الناصرية فأن هنالك كارثة حقيقية ستحل على الشارع الرياضي في المدينة !
لسنا متشائمين إلى الحد الذي نعتقد فيه أن هذا الصرح الرياضي الكبير يسير نحو الهاوية في التعاطي مع ملفه الشائك والمركون على طاولة معالي وزير الشباب والرياضة دون معرفة مصيره ، وتشكيل وفد حكومي رفيع المستوى برفقة مسؤولي القطاع الرياضي في المحافظة لوضع النقاط على الحروف في طريق البحث عن الجاني والحقيقة .
ندرك جلياً قبل الخوض في تفاصيل هذا الموضوع أننا بلا شك نهدف إلى إنقاذ النادي الذي مازال يحتضر والبحث عن منقذ يعيد الروح لجسده والاستجابة لصرخات عشاقه الذين يلقون باللوم على الجهات الحكومية لتأخرها في حل مشكلته والإسراع في بناء مقر إداري خاص به ومتابعة تداعيات أزمته الإدارية والمالية وإن باءت بالفشل تلك المحاولات فأن الخيرين على استعداد للتبرع والإسهام في إيجاد مخرج له برغم إن أغلبهم من أصحاب الأيادي البيضاء وليسوا برجال أعمال .
نصيحة نقدمها لمن يهمه الأمر ،، سارعوا بتقديم الخدمة للرياضة والرياضيين وتفاعلوا مع مشاكلهم ومعاناتهم ولا تضعوهم في ذيل قائمة اهتماماتكم ، وتذكروا بأنهم هم من أوصلوكم إلى ما انتم به الآن..!!
ارسال التعليق