أنا وصديقي واليابان!!

أنا وصديقي واليابان!!
لا صوت يعلو على صوت الحديث عن لقاء الثلاثاء ، حيث سيكون أسود الرافدين على موعد مع الساموراي الياباني في مباراة أقل ما يقال عنها بأنها في غاية الصعوبة إن لم تكن الأصعب ، إذ يسعى اليابانيون فيها لمواصلة سلسلة انتصاراتهم التي حققوها وتربعهم على عرش الصدارة . حديث شيّق ومثير عنوانه " طريق المونديال" جمع بيني وبين أحد زملائي الإعلاميين ، ومن المؤكد أن يشتد الحوار ويأخذ طابع السخونة لأنه تناول قضية منتخب يحمل أسم العراق وطرفاه من أصحاب الفضول الصحفي ! فاجئني صديقي القليل الكلام أحياناً بمعلوماته الدقيقة ومتابعته اللبيبة لشؤون المنتخبات العراقية وراح يبادلني أطراف الحديث حول الانطباعات والتوقعات لمباراة الغد وكيفية مواجهة الكومبيوتر الياباني باستعدادات بائسة ومعسكر تدريبي فقير غاب عنه اللاعبون المحترفون وخاض فيه البدلاء مباراة تجريبية أشبه بالوحدة التدريبية مع نادٍ مغمور نجهل أسمه وتأريخه ! وكان أصعب سؤالين وجههما لي .. تمهلت كثيراً في الرد عليهما .. ( ما أسباب عدم أشراف زيكو على تدريبات المنتخب في بغداد وتواجده في المعسكرات والمباريات ، وأين اتحاد الكرة من وعوده العسلية التي أطلقها بهذا الجانب وإعلانه عن تأمينه لمباريات تجريبية مع فرق عالمية ؟! ) مبرراتي لم تقنع زميلي الغاضب على حال المنتخب فالأدلة الدامغة التي قدمها لي جميعها أكدت ضعف موقفي ، لكن ما تمكنت منه هو إدارة دفة الحوار إلى الجانب الفني لعلي أتخلص من أسئلته المحرجة ، والأدهى من ذلك أن صديقي ظهر يحمل فكراً تدريبياً يصلح فيه للعمل كمدرب كروي ويبتعد عن هموم صاحبة الجلالة . عموماً ،، الطلب الذي تقدم به لي هو وضع تشكيلة افتراضية وترشيح بدلاء للاعبين المصابين و المبعدين ، مع علامات الاستغراب التي وضعها حول كيفية معالجة المدرب زيكو للفراغات في عدد من المراكز لاسيما خط الدفاع الذي سيغيب عنه أثنين من أهم ركائزه وصعوبة توفر البديل لقلب الدفاع سلام شاكر والظهير اليسار باسم عباس ، ناهيك عن عدم خوض البدلاء مباريات مع اللاعبين الأساسيين في تشكيلة واحدة الأمر الذي قد يعقـّد الموقف ؟! بشق الأنفس تخلصت من وضع الأسماء المتوقع تواجدها في الخط الدفاعي بمنح الثقة لأحمد إبراهيم و حسام كاظم ، ولم يمهلني زميلي أخذ الأنفاس أو شرب قدح من الماء ، حتى عاود بطلب أخر مفاده : منطقة العمليات وأطراف الملعب من سيكون فيها بعد تأكيد غياب مصطفى كريم وسامر سعيد ومهدي كريم بداعي الإصابة واستبعاد عماد محمد وهوار الملا محمد .. رشحت له علاء عبد الزهرة وكرار جاسم وظننت أن أسئلته قد انتهت !! قال بعدها : هذان اللاعبان لن يتمكنا من الالتزام بالدفاع بالصورة المطلوبة ، في وقت ينبغي أخذ الحيطة والحذر من السرعة اليابانية ومحاولة الاختراق من طرفي الملعب بالاعتماد على الكرات الجانبية والاندفاع من الخلف لأحداث زيادة عددية ،، ليخاطبني بسخط : أتريد من زيكو أن يفتح الملعب ونكون صيداً سهلاً لليابانيين وهو الأعرف بطريقة أدائهم وأسلوب كرتهم ؟َ! وواصل حديثه : على المدرب أن يعمد إلى الدفاع المحكم ويتبع أسلوب التكتل الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ومن ثم بعدها يفكر في اللعب بشكل متوازن دفاعياً وهجومياً أذا ما أقتحم الساموراي غابة الأسود ..!! رنَّ هاتف زميلي ولم أعرف من الذي أتصل به لكنني في قرارة نفسي دعوة بأن يكون البرازيلي زيكو على الخط ليطلعه بأخر تفاصيل استعدادات المنتخب والتشكيلة التي سيضعها للمواجهة المرتقبة ، ويخلصني من مأزق كبير ومشكلة فنية وقعت بها بمحض أرادتي .. وتسببت باختلافي مع صديق غالٍ ،، لكن العراق أغلى ..!! تمنياتنا لأسود الرافدين بفك شفرة الكومبيوتر الياباني وأجراء فرمتة للاعبيه المحترفين منهم والمحليين والعودة بنتيجة طيبة يسعدون بها قلوب الملايين من العراقيين .

ارسال التعليق