الأصيل .. رعد حمودي !!

الأصيل .. رعد حمودي !!

تمر علينا الذكرى السنوية التاسعة لسقوط الصنم وزوال حكم طاغية العصر وجلاوزته الذين عاثوا في الأرض فساداً ولاذوا بالفرار ليحمل التغيير غياباً مؤقتاً للبعض منهم ، فيما عاد مرفوعي الرأس ومحمولين على أكتاف محبيهم أبناء العراق الأصلاء الذين غـُيِّبوا قسراً وابتعدوا عن وطنهم . على الصعيد الرياضي شكـّلت عودة حارس المنتخب الوطني وقائده رعد حمودي حدثاً رياضياً مهماً بعد ...أن حاربه الطاغية الصغير " عدي " ليعود إلى أحضان الوطن ولبيته الشرطاوي الذي تربى فيه وأمضى أجمل أوقاته معه وكما عهدناه عراقياً أصيلاً وقائداً بارعاً في مجاله .
اختيار حمودي لرئاسة نادي الشرطة جاء في أطار ممارسة ديمقراطية تلاها تقلـُده منصب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية خلفاً لطيب الذكر " أحمد الحجية " في تجربة أكدت استحقاق الشخصيات الرياضية لتسنمهم سدة المسؤولية في مجال اختصاصها بعد سنوات من تسلط النظام الدكتاتوري وأزلامه " الرعاع " الذين استولوا على جميع مفاصل الحياة وكان للرياضة نصيباً كبيراً من تسلطهم ، حيث حاربوا الشرفاء وأقصوهم رافعين شعار الانتماء والولاء الشريك الأساسي في العمل مع البعث الكافر .
رحل هؤلاء الرعاع غير مأسوف عليهم ولم نكن نتوقع أن يعاود الكرَّة من جديد جلاوزة المقبور وأذنابه ليستسأدوا علينا مجدداً تحت غطاء الديمقراطية بكل وقاحة مستهزئين بدماء الشهداء ومشاعر من طالهم عذاب الجلادين ، محاولين الالتفاف على الديمقراطية التي ذقنا الويل في سبيل تحقيقها ، فبأي تفسير نسمي إعلان أحد " مخلصي المعتوه " خوض سباق الانتخابات الرياضية المقبلة الخاصة بنادي الشرطة وترشيحه إلى منصب رئاسة النادي !
لا أحد ينكر ما مرَّ به نادي الشرطة من صراعات وتجاذبات وأصطفافات أخرت كثيراً مسيرة القيثارة الخضراء وعطلت أوتارها وعزفها الجميل الذي اعتدنا أن نستمتع بسماع ألحانها في الملاعب ، بعد أن حاول البعض العبث بالبيت الشرطاوي والإطاحة به بشتى الوسائل والحجج والذرائع الواهية والمآرب المعروفة للجميع !
الإصلاح حق مشروع والتغيير قد يأتي بالحلول ، لكن ليس الحل بمن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين الشرفاء وكأن الدنيا خلت من المخلصين ليكون هؤلاء هم الحل ..!
ما نريد قوله أن الوسط الرياضي والإعلام الشريف لا بد أن يتصدى ويمنع عودة تلك الوجوه ثانيةً ويحد من توسع نفوذهم مجدداً وتحكمهم بالرياضة العراقية التي يجب أن تكون مصلحتها فوق كل اعتبار ، لسنا مع أحد ولكننا مع أبناء البلد الأصلاء الذين جابهوا الجلاّد وتحملوا وعانوا من الحكم البعثي الظالم وشموا نسيم الحرية بعد عناء ، أما أن يأتي اليوم " الشراذمة " بوجوه وأقنعة جديدة لكي يكونوا " رجال كل العصور " ، فهذا ما سنرفضه ونقف بوجهه لأن المسؤولية تحتم علينا ذلك حتى لا نعظ أصبع الندم بعدما زيناه بحبر الانتخابات البنفسجي الذي حرمنا منه طيلة ثلاث عقود ونيف ..؟!
h.hussein79@yahoo.com

ارسال التعليق