الامام المظلوم الحسن المسموم ..
منذ سنين طويلة وانا أفكر بهذا الامر . لماذا يتم إلغاء وتهميش دور الامام الحسن عليه السلام من قبل الجميع ؟ المؤسسة الدينية، المؤسسات الحكومية ، المؤسسات الشعبية ، الناس عموما ممن يدعون وصلا بالائمة عليهم السلام ؟
هناك من يقول لا يوجد اي ظلم الامام الحسن !!
نعم لقد ظلم الامام الحسن عليه السلام في مواطن متعددة . ظلم من قبل الامة بعد استشهاد أبيه الامام علي عليه السلام ، إذ تمت الخيانة من قبل قادة جيشه الذاهب لقتال معاوية حتى وصل الامر الى محاولة اغتياله التي بائت بالفشل .
ظلم حين ضرب نعشه الشريف بالسهام ومنعوا دفن جثمانه الطاهر بجانب جده النبي صلوات الله عليه .
بعد ذلك بدأ الظلم الاعلامي بواسطة الشيعة أو من يدعي التشيع فتم نسيان دوره العظيم في حفظ الدين الاسلامي وكذلك تعرية الخليفة المزعوم معاوية امام الراي العام وتهيئة الارضية الصالحة لقيام الثورة والنهضة الخالدة التي نفذها اخيه الحسين عليه السلام .
اليوم المكتبة الشيعية فارغة تقريبا او شبه فارغة من العناوين التي تخص هذا الامام المظلوم ولا يمكن ان تقاس مكانته مع عدد المؤلفات بحقه ، على عكس الكثير من المفكرين والادباء فكان المنبر الحسيني مقتصرا تماما على ذكر أحاديث وحوادث وروايات أخيه الامام الحسين عليه السلام فقط ونسيانه تماما حتى في مناسبات ولادته واستشهاده التي لا تقل مظلومية عن استشهاد بقية الائمة المعصومين الذين يفرد لهم مناسبة خاصة وزيارة مخصوصة وتقام العزاءات والولائم ومجالس اللطم وحتى التطبير ما عدا هذا الامام المظلوم على الرغم من معرفة الجميع بالحديث النبوي الشريف والصحيح " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا" .وهذا الحديث دليل دامغ على ان الامام الحسن سواء قام بالثورة او النهضة او لم يقم بها بالسيف فهو امام معصوم ومفترض الطاعة وله نفس ما للامام الحسين بل ان هناك من يعده أفضل من أخيه على اعتبار انه إمام زمانه وكان يطيعه ولا يخالفه في أي شيء.
والسؤال الغريب الذي لا اريد البوح به سابقا، لكني اليوم اقوله وليتهمني البعض باي تهمة :
هل ولادة الامام الحسن في شهر رمضان هي السبب في تهميش المناسبة على اعتبار انشغال الناس بالصيام والتعب والتحضيرات الكثيرة للفطور والسحور وغيرها ؟
فلماذا يتناساه خطباء المنابر ونحن نعلم ان هذا الشهر هو ربيع المنابر وكل الخطباء تقريبا لديهم مجالس تعزية في أغلب الدول ؟
وهل ان وفاة الامام المظلوم في شهر صفر والناس مشغولون في المشي لزيارة الامام الحسين عليه والقسم الاخر مشغول بالخدمة في المواكب؟
فلماذا لا يخصص اصحاب المواكب يوم استشهاد الامام الحسن ليكون يوم الكرم العالمي ويتم توزيع ( الثوابات ) على الزوار باسم كريم أهل البيت عليه السلام ؟
ولماذا تسكت وتصمت بقية الدول التي ليس فيها ( مشاية ) ولا تقيم العزاء والمجالس والندوات والمؤتمرات والمسابقات في التأليف ؟
سؤال اخير جريء :
هل السبب في التهميش ان الناس ترى في الامام الحسن الضعف والاستكانة بسبب صلحه مع معاوية ولا تريد ان تصرح بذلك ؟
ان كان الجواب نعم فعلى الجميع إعادة قراءة تاريخ الامام الحسن والتعرف على شجاعته في المعارك التي خاضها في ركاب أبيه أمير المؤمنين. وكذلك معرفة معنى مصطلح الصلح الذي لا يعني أبدا ابدا ان الامام تهاون في دينه او حسنت علاقته مع معاوية !!
اتمنى ان يكون العام القادم 2018 عاما مختلفا في كيفية التعاطي مع مناسبة استشهاد سيد شباب اهل الجنة ورابع اهل الكساء وريحانة النبي وفلذة كبد الزهراء وقرة عين امير المؤمنين .
7 صفر 1438هـ
ارسال التعليق