الجهاد الإسلامي .. والجهاد الداعشي

الجهاد الإسلامي .. والجهاد الداعشي
لا يخفى على كل ذي لُب أن الجهاد من أهم الأركان الرئيسية في الدين الإسلامي ، وبه انتصرت الرسالة المحمدية وحققت أهدافها في نشر الدين ورسالة رب العالمين . والجهاد يعرف على انه القتال الواجب لإحياء كلمة الإسلام وإقامة شعائره والدفاع عن أبنائه وأراضيه ومياهه. ويقول علماء الدين ان هناك طوائف عديدة يتوجب على المسلمين قتالهم، من أبرزهم الكفار وأهل الكتاب والبغاة سواء أكانت باغية على الإمام أم على طائفة أخرى من المسلمين. وهناك شرائط ذكرها الفقهاء ومراجع التقليد في وجوب الجهاد كالتكليف والذكورة والقدرة، إذ يسقط الجهاد عن النساء والصبيان والشيوخ والكبار والمجانين والمرضى ومن ليس به نهضة إلى القيام بشرطه، واعتبروا الجهاد واجباً كفائياً، وقسموه إلى جهاد إبتدائي وجهاد دفاعي، واختلف الفقهاء في مشروعية الجهاد الإبتدائي في زمن الغيبة، فبعض قال بالمشروعية وبعض قال بالحرمة، أما الجهاد الدفاعي فقد اتفقوا على وجوبه، ويكون الجهاد واجباً إذا كان فيه إعلاء لكلمة الله ودفاعاً عن الإسلام، ولابد من مراجعة الفقيه الجامع للشرائط لكي يُشخص هذه الحيثيات والخصوصيات ويحصل الإذن من قبله، وإلا دبّ الهرج والمرج بين الناس. إن الإرهاب والقتل الذي يقوم به أعداء الدين والإنسانية اليوم ويسمونه جهاداً هو بعيد كل البعد عن روح الإسلام ومبادئه وتعاليمه بسبب خلوه من معانيه السامية إضافة إلى مخالفته الشروط الواجبة في الجهاد. والتي من أهمها: لا يجوز قتل الشيخ الفاني ولا المرأة ولا الصبي ولا الأعمى، ولا يجوز حرق الزرع ولا قطع شجرة الثمر ولا قتل البهائم، ولا يجوز خراب المنازل والتهتك والتمثيل بالقتلى، ولا يجوز لمسلم أن يفر من الزحف وإذا أسر مسلمون كافراً عرض عليه الإسلام ورغب فيه فإن أسلم أطلق. (راجع الكافي للحلبي ص256ـ257). والجهاد ينقسم من جهة اختلاف متعلقاته إلى خمسة أقسام: 1 ـ الجهاد لحفظ بيضة الدين إذا أراد أعداء الله مسّها بسوء وهموا بأن يجعلوا كلمتهم أعلا من كلمة الإيمان بالله.... 2 ـ الجهاد لدفع العدو عن التسلط على دماء المسلمين بالسفك وأعراضهم بالهتك. 3 ـ الجهاد للدفاع عن طائفة من المسلمين التقت مع طائفة من الكفار فخيفت من استيلائهم عليها. 4 ـ الجهاد لدفعهم عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لإخراجهم منها بعد تسلطهم عليها بالجور.... ويجب الجهاد في هذه الأقسام الأربعة بإجماع الشيعة وجوباً كفائياً... ومن قتل في كل من هذه الأقسام الأربعة من المؤمنين فهو من الشهداء... ولا فرق في وجوب الجهاد في كل هذه الأقسام الأربعة بين حضور الإمام وغيبته ووجود المجتهد وعدم وجوده... 5 ـ الخامس من أقسام الجهاد ابتداء الكفار بجهادهم في سبيل دعوتهم إلى الإيمان بالله عزوجل وغزوهم لأجل ذلك في عقر ديارهم، وهذا المقام عندنا من خواص النبي صلى الله عليه وآله وسلم او الإمام النائب عن رسول الله نيابة صحيحة، او المنصوب الخاص من احدهما فلا يتولاه المجتهدون النائبون عن الإمام أيام غيبته ولا غيرهم. (شرف الدين ـ اجوبة مسائل موسى جار الله: 62ـ 66). ولو تصفحنا هذه الشروط لوجدنا أن أعداء الإسلام والمذهب الذين ينادون بالإسلام ويطالبون بالسير على نهج الصحابة هم من أشد المخالفين لنهج الصحابة وسيرة الخلفاء الذين يتبعونهم. فلم نسمع أو نقرأ في كتب السير ان الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث قد أمروا بقطع رؤوس المسلمين والتمثيل بجثثهم وقتل أطفالهم ونسائهم فضلاً عن الكفار والمخالفين للإسلام. كذلك لم نسمع أو نقرأ أو نشاهد أن إرهابهم الذي يسمونه جهاداً قد تحرك نحو العدو المشترك المغتصب للأراضي الفلسطينية المحتلة ، أو تحرك باتجاه إنقاذ المسلمين في عدد من الدول المنكوبة في أوربا وشرق آسيا ودول أخرى . إن ما نشاهده اليوم في العراق هو إرهاب وجريمة منظمة بمعنى الكلمة ، وهناك أيادٍ خفية ، بل معلومة ، تحرك العصابة المساة " داعش " ولكن من خلف الكواليس لتدمير البنية الإنسانية وتشويه الصورة الحقيقية للإسلام المحمدي الأصيل. ومن هنا يجب على الجميع أن يكون في أتم الجاهزية للدفاع عن الإسلام والمذهب الحق ضد أعداء الدين من جميع الاتجاهات والمسميات .

ارسال التعليق