المؤسسة الدينية السعودية واصرارها على استعداء المذاهب الاسلامية ؟؟!!
من المستغرب جدا في هذا الزمن الذي تدعو فيه السعودية ممثلة بعاهلها الى الحوار بين الاديان وتاسيس هيئة اسلامية للتقريب بين المذاهب وهي تواصل نهجها المعادي لهذه المذاهب والفرق الاسلامية وربما كشف موسم الحج الحالي الكثير من الاستهتار والاصرار على السير في هذا النهج والذي يكشف عن تحجر المؤسسة الدينية الرسمية واستحالة ان تحقق مدعاها الذي بدى زائفا وبعيد المنال فمع مثل هذه الدعوات كان الاجدر اظهار حسن النية والتعامل بالرفق واللين مع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم بحسب ما تمليه الشريعة الاسلامية السمحاء لا ان يتم التعامل معهم بغلضة وجفوة وازدراء وكأنهم تبع لهذه المدرسة المتشددة البائسة.
وهناك بلا شك شواهد كثيرة كشف عنها الحجيج العراقيين وبلدان اسلامية اخرى , ولعل رسالة رئيس هيئة الحج والعمرة الشيخ محمد تقي المولى تكشف عن جانب مهم من هذه الاساليب وليس اخرها اعتقال احد موظفي الهيئة والحكم عليه بالسجن لثلاثة اشهر مع مئتي جلدة وليس هذا بيت القصيد فحسب بل ان الاعتداء بالضرب على بعض الحاجات المواطنات في المملكة اثناء زيارتهن لقبور ائمة البقيع وتفريق جمعهن وكيل السباب والشتائم لهن من قبل رجال ما يسمى بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي شكل استفزازا واضحا لمشاعر المسلمين جميعا رغم تكتم السلطة السعودية على هذا الحادث الذي نفذ مع سبق الاصرار والترصد لئلا يقال ان هذه الهيئة تزدري المذاهب الاسلامية وتضيق عليها وتمنع اتباعها من ممارسة طقوسهم وتنزع حقوقهم.
اما ما يجب ان يكون ويتحقق فعلا وبلا مجاملة ان اراد الملك لدعواته ومبادراته ان تكون واقعية وحقيقية هو وقف العدائية ازاء المسلمين من المذاهب الاخرى وهم اغلبية العالم الاسلامي ممثلين بالحجاج الذين يتوافدون على الديار المقدسة مع منحهم الحرية في ممارسة طقوسهم وعقائدهم والكف عن استفزازهم بكلمات وعبارات نابية بالاخص الحجيج الشيعة والصوفية ممن يتعرضون للمضايقات والاستهانة بعقيدتهم بشكل مستمر والعراقيين والايرانيين وطيف واسع من المسلمين الباكستانيين والهنود منهم بشكل اخص وعلى جهات اخرى في السعودية كوزارة الحج والعمرة لعب دور مهم في هذا الجانب لتحد اولا من تعاظم الاحتجاجات الرسمية وغير الرسمية ضد هيئة التحجر السلفية النهج التي تعلنها وفود الحجيج ولاظهار المواسم القادمة بشكل افضل سيحسن صورة المملكة ويكسبها تعاطف الشعوب الاسلامية اما ان تتجاهل كل ذلك فلن يكون هناك تقارب او تقريب بل زيادة الفجوة والهوة بين المسلمين ومن يسيرون شؤون الحج في الديار المقدسة لذلك يجب تصحيح الافكار والتعامل بايجابية لضمان تحقيق غايات اسمى من التي يفكر فيها القائمون على مؤسسة دابت على اثارة المشاكل وافتعال الخلافات مع الجميع ...
ارسال التعليق