بقلم ناظم الوائلي 

ولد العباس بن علي  عليهم السلام في سنة ٢٦ للهجرة وكان عمره عند استشهادة في الطف عام ٦١ هجرية  اربعة وثلاثون عاماً وله ألقاب كثيرة  اكتسبها عن جدارة اهمها حامل اللواء والسقاء وقمر العشيرة وبدر الهواشم 

والعباس لغة ً هو الاسد الذي ينقض  على فريسته وهو الاسد الذي تخاف ُ منه الاسود

لقد غطى الباحثون والخطباء المسيرة التاريخية للامام العباس علية السلام وسلطوا الضوء على المآثر العظيمة التي جاد بها ولاسيما المأثرة الاخيرة في الطف يوم العاشر من محرم واشبع الباحثون مسيرة العباس علية السلام بحثاً في دوره العظيم يوم الطف وما ضرب من مآثر  البطولة والمبادئ والقيم والاباء والفضل والصبر والايثار  وكان الاجدر بحمل اللواء في معسكر اخيه الحسين علية السلام يوم الطف في العاشر من محرم الحرام

لقد كان الامام الحسين علية السلام يعلم جيداً ان استشهاد اخيه العباس يمثل انعطافة مهمة وخطيرة في المعركة فعندما سقط العباس علية السلام صريعاً شهيداً  في كربلاء ذُهل الجميع فلم يكن لأحد ان يتوقع بأن هذا الفارس الهمام العبوس الباسل المغوار  يمكن ان يكون صريعاً في رمضاء كربلاء

وبسبب هذا الذهول ساد ( السكون ) في المعركة عند كلا المعسكرين مما حدى بالامام الحسين علية السلام لاصدار بيان نعى فية اخيه العباس وأعلن انتهاء المعركة عسكرياً فبعد  ان بقى وحيداً فريداً ومن حوله جميع اصحابة واهل بيته صرعى وهو عند راس اخيه العباس أعلن قائلاً  :

 ( الان انكسر ظهري وقلة حيلتي وشمت بي عدوي )

بيد انه من المعلوم تاريخياً ان معركة الطف بدأت وانتهت في يوم العاشر من محرم الحرام لكن العراقيين في مراثيهم خصصوا يوم السابع من محرم يوماً مخصوصاً لرثاء العباس علية السلام وبينما هم دؤوبين كعادتهم  في احياء الشعائر الحسينية العباسية الا انه يلحظ في اليوم السابع من المحرم تنحسر حركتهم وتتعطل جميع مشاغلهم وتعم البلاد حالة من  ( السكون ) يبدو انها حالة السكون الممتدة من تاريخ سقوط العباس علية السلام صريعاً شهيداً في ارض المعركة  والى يومنا هذا 

ادعو جميع  العراقيين  لمشاهدة هذا السكون من امام بيوتهم  في يوم العباس علية السلام يوم السابع من محرم هذا السكون الذي خلده التاريخ وتدخلت فية السماء والعناية الالهية لتنذر بان العباس كان فريداً في جهاده مع اخية الحسين عليهما السلام

ويحق لي ان ارثيك ابا الفضل بالمرثية  العراقية الشهيرة

اليوم يوم العباس دگو ياشيعه

اليوم يوم العباس حامي الشَريعه

ناظم الوائلي