الشيخ الوائلي والوسطية في قراءة التأريخ الأسلامي
فرج الخزاعي
..تمر علينا اليوم الرابع عشر من تموز الذكرى السنوية الحادية والعشرون لوفاة العلامة الكبير حجة الأسلام والمسلمين وعميد المنبر الحسين الدكتور أحمد الوائلي( رضوان الله عليه ) (هو عالمٌ دينيٌ نجفيٌ عراقي وداعيةٌ وخطيب، شاعرٌ وأديب، حاصلٌ على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1972. عُرف بجودة البيان والأسلوب العلمي والتحدث حسب مُتطلبات الظرف. اعتلى المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة إلى الصلاح والاعتدال، مَثّلَ بلدَه العراق في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية المخصصّة للخطاب المعتدل والتعايش السلمي المجتمعي. أسّس مدرسةً خطابية علمية، وعُـدّ من أفضل الخطباء المسلمين وعميد المنبر الحسيني عند مدرسة أتباع أهل بيت النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليهم
والذي أفنى أغلب سني حياته في المهجر بعيداً عن أهله وبلاده ، الشيخ الوائلي الذي لم يسلك السلوك ( الروزخوني) في أعتلاء المنبر الحسيني بل سلح نفسه بالعلم من خلال الدراسة الأكاديمية في معاهد وكليات عربية وأسلامية معتبرة ولم ينغلق على ثقافة أو فقه بعينه بل كان منفتح على كل الثقافات والمذاهب الأسلامية ولثقافته الواسعة وسعة أطلاعه فيحنما يعتلي المنبر يخيل اليك بأنه يقرأ من ورقة كتبت وأعدت مسبقاُ لشدة أطلاعه ، فقد قرأ لعصور الجاهلية والعصر الأسلامي والعصور المتأخرة في مختلف مناحي الحياة حتى أصبح يضرب لك الأمثال والشواهد من أشعار جاهلية أو أحداث حدثت في عصور قديمة . ورغم ثقافة وأطلاع الشيخ الوائلي وما كابده من حزن وألم وغربه وهو مبعد عن بلده الا أنه لم يجعل خلافه مع الأنظمة خصومة شخصية ليسمي الحكام بأسمائهم ، بل أنه أختط لنفسه مسار قلما سلكه الأخرون وهو تثقيف وتنوير المجتمع بصورة عامة وبهذا كان يسير على هدي الأمام علي بن الحسين عليه السلام والأمام جعفر الصادق عليه السلام ،حينما أشتد ظلم الظالمين وأستبداد المستبدين فما كان منه الا أن يلجأ لتنوير وتثقيف المجتمع لبناء أسرة ومجتمع أسلامي حصين ومتنور.الشيخ الوائلي رحمة الله عليه حينما يمر على الأمور الخلافية بين المسلمين أو يتطرق لمظلومية أهل البيت في سلب حقوقهم لم يسلك اسلوب التقريع والتشهير والتكفير والأخراج من الملة كما يفعل الآخرون بل كان يراعي مشاعر الأخر من خلال تسليط الضوء على الحقائق من مصادر الأخر ويناقشها بعقلانية الباحث للوصول الى الحقيقة التي هي هدف الجميع . يضاف لذلك ورغم ثقافة الشيخ الوائلي الأ أنه يتحدث بلغة بسيطة سلسلة يفهمها الأستاذ الجامعي مثلما يفهما الرجل الأمي البسيط . وقد كان له في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي دور كبير في بث الوعي الأسلامي بين الجميع فترى محاضرته التي كانت تبث من أذاعات أيرانية يسمعها المسلم من مختلف المذاهب اضافة الى الأديان الأخرى بسب اسلوبه الخطابي الوسطي الذي كسب من خلاله وحاز على رضا وحب الجميع...
الرحمة والرضوان لروح فقيد الأسلام الشيخ الدكتور أحمد الوائلي
ارسال التعليق