ذباب سياسي.. و زجاج انتخابي !
بدأت معركة الانتخابات بشكلٍ مُبّكر لعدة أسباب ، واحد من تلك الاسباب كثرة الفساد والفاسدين بحيث أصبحوا كالذباب في بداية الشتاء – يكرم الذباب – لا يتوقفوا عن الطيران المزعج والمؤذي في الوقت نفسه . تراهم يتجمعون فوق الطعام المكشوف في المحلات التجارية والبيوت والمطاعم وغيرها ، كذلك يتجمعون في أماكن النفايات والمزابل والمرافق الصحية .
الذباب الفعلي يظهر بشكل كبير وغريب ومقلق في نهاية فصل الصيف وبداية الشتاء ، أما ذباب السياسة وعلى اختلاف أنواعه وفئاته وأصنافه ، فيظهر في الربع الأخير من الفصل التشريعي الانتخابي لاصطياد ما يمكن اصطياده من الطعام المكشوف وفضلات المطاعم الكبيرة ومطاعم الأكلات السريعة! كذلك البحث عن ما يمكن إيجاده ضمن فضلات المرافق العامة والخاصة بعد اليأس من إيجاد البدائل المناسبة .
الان بدأ ذباب السياسة الانتخابي بنشر جماعات من محترفي التملق والوصولية والصفحات الوهمية المستعارة وغيرها في أقضية المحافظات ونواحيها بشكل يبعث على القلق والريبة والشك .
ستقوم مجموعة من الحشرات بالتغلغل داخل أروقة النقابات والاتحادات والمنظمات والمؤسسات الرسمية والأهلية على حدٍ سواء . ستقام الاحتفاليات والنشاطات والفعاليات الثقافية والإعلامية والفنية بأشكال متعددة وعناوين براقة وشعارات رنانة، كلها ليس لها مع الواقع علاقة ولا مع الوطن رابط ؛ بل ستكون بالونات انتخابية وحملات تسقيط وترويج كاذبة ومخادعة للفقراء والمحرومين والمساكين من جهة وحملات رشا وهدايا وعطايا وشهادات تقديرية ودروع –زجاجية- لعدد من الكتاب والاعلاميين والادباء والفنانين وغيرهم .
الطيور على أشكالها تقع ، والذباب يبحث عن أية كومة طعام مكشوفة ليلعقها بلسانه ، ستتوزع أكوام الذباب حسب الكثافة والنوع والشكل ، الذباب السياسي سيبحث عن الناخبين كما تبحث الذبابة عن الطعام المكشوف غير المحفوظ !
ستبقى عدة ذبابات تحاول الوصول الى بعض الطعام المحفوظ بعيد المنال ، ولن تنتهي المعركة إلا بالحفاظ على الطعام بعيداً عن متناول الذباب السياسي والزجاج الانتخابي .
كاتب عراقي
5 كانون الأول 2017
ارسال التعليق