عبد العزيز الحكيم ...مظلومية وطن .
في تاريخ الشعوب الحية الثائرة في عصرنا الحديث؛ برزت الكثير من النقاط المهمة التي يمكن الارتكاز عليها في تحليل نوع العلاقة التي تربط القائد بشعبه, وفق المعطيات والمخرجات التي يتبناها كلاهما؛ عند ذلك يمكن ان نحكم بتقصير احدهما؛ اوكلاهما عند نقطة النهاية؛ والمخرج الاخير لناتج الدولة؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبكافة المحاور؛ اقليميا ودوليا .
في العراق؛ كانت التجربة مختلفة تماما ؛ فقائد الركب؛ جاء من بيت كله تضحيات في سبيل هذا الشعب المظلوم مائة عام هي عمر التجربة ؛ واكثر من مليوني شهيدا؛ منها سبعون اخا شهيدا هو ثمنها. دخل عبد العزيز الحكيم العراق؛ في وضع لا يحسد عليه ؛ فثمار المائة عام من التضحيات ؛ حصدتها امريكا في ايام؛ فكان القرار اسيرا. دخل وفي جعبته الكثير لكي يقول لشعبه ها قد حان وقت الحلم ؛ حلم الدولة الذي قدمنا كل شي من اجله ؛ في فكره ان الطريق معبدا لما كان يخطط له بهدوء ؛ متماشيا مع ما تروم المرجعية فعله كل يوم؛ فكان سفيرا لها بنجاح وبنقاط كاملة .
تداخلت القضايا تدريجيا بعضها ببعض بعد رحيل شهيد المحراب ؛وقائد الثورة في العراق ؛ فتحمل السيد عبد العزيز الحكيم هم الامة ؛ ودخل في صراع البناء والاساس الخاص بالدولة في ثلاث محاور ؛الامريكان ؛ الشعب ؛ الساسة ؛ فكان التداخل واضحا ؛ وسوء الفهم والتقييم الخاطئ ؛ابرز المعالم فكانت سني ما بعد التغيير؛ شبيهة بما قبله ان لم تكن اصعب بكثير فجرت المواقف سريعا جدا دون حساب الربح والخسارة بالنسبة له . فطرح برامج ومشاريع عملاقة جدا ؛ابرزها الفدرالية ؛اللجان الشعبية ؛البند السابع ؛ الائتلاف الوطني العراقي ؛ وخروج المحتل من العراق ؛علاقة الدولة بالمرجعية ؛علاقة العراق بالمحيط الاقليمي؛تحمله التركة الثقيلة لرحيل شهيد المحراب الخالد ؛ورسم السياسية المجتمعية للبلد ؛ والكثير من المشاريع التي لو تم تبني بعضها وليس كلها لاصبح وضع العراق ليس كما هو الان . سؤال يتبادر الى الذهن من خسر من ؟ هل العراقيون خسروا الحكيم عبد العزيز ؛وحنكته ؛ وفطنته ؛ ام ان الوقت لم يكن كما تصوره الحكيم سهلا ومعبدا في طرح هكذا مشاريع عملاقة في جو؛ تداخلت فيه الكثير من العوامل الداخلية والخارجية ؛في تفيذ خطة بناء الدولة التي كانت في خلجات روحه .
الاجابة على السؤال يحتاج الى ضمير حي ومتحرر ؛وانسان يعرف جيدا ان للتاريخ لسان احد من السيف ؛ والمواقف سيخلدها ويكتبها التاريخ لا غيره ؛فمعادن الناس الصادقين؛ تكتشفها الاجيال ؛جيلا ؛جيلا ؛وربما ياتي يوما ما؛ ان الاجيال تطبق حرفا حرفا ؛خطط الرجل في بناء الدولة ؛بعد ان عارضها ووقف ضدها ....اهله واقربوه ...قبل اعداءه ومبغضوه
ارسال التعليق